طرابلس تَغرقُ بأحزانِها وتُواصلُ البحثَ عن مصيرِ ابنائِها. مَن أعادَهم البحرُ احياءً يعيشونَ حالاً من الصدمة، ومن اعادَهم أجساداً فقد شَيعتهم احياءُ المدينةِ وجوارِها بكثيرٍ من الغضبِ والاصرارِ لمعرفةِ الحقيقةِ عن قارِبِ الموتِ الذي اَبحرَ بهم الى هذهِ المأساة.
فرقُ الانقاذِ بالجيشِ اللبناني والاجهزةُ المعنيةُ تواصلُ عملَها بحثاً عن المفقودينَ الذين فاقَ عددُهم العشرين، اما الآمالُ فتتضاءلُ بايجادِ ناجين.
وحتى تجدَ الدولةُ بأجهزتِها جواباً واضحاً عما جرى، يُهدِّئُ النفوسَ ويُحمِّلُ المسؤوليات، فانَ عملَ العقلاءِ على أنْ لا يَركَبَ موجةَ الفاجعةِ بعضُ تجارِ الدمِ والسياسة، فيُدَفِّعوا ابناءَ المنطقةِ الثمنَ من جديد، وهُم الذين يدفعون – ككلِّ اللبنانيين – ثمنَ الفقرِ والجوعِ والحصارِ المفروضِ على بلدِنا، ولا مَن يسألُ مَن منعَ توسيعَ مرفأِ طرابلس الذي لو تمَ لأمَّنَ فرصَ العملِ لآلافِ الشبان، وتركوهُ مرفأً للهجرةِ والتهريبِ على مراكبِ المجهول؟
ومَن يمنعُ اِعادةَ تشغيلِ مِصفاةِ النفطِ في المنطقةِ التي تؤمِّنُ فرصَ عملٍ وتَخفِضُ تكلفةَ فاتورةِ المحروقاتِ التي تُحرقُ كلَّ اللبنانيين؟ ومَن يَرفُضُ اِنشاءَ معاملَ للكهرباءِ تُزيلُ العتمةَ عن الشمالِ وكلِّ لبنان؟ اَليس الفيتو الاميركيُ الرافضُ للعروضِ الروسيةِ والصينيةِ والايرانيةِ وحتى التركية؟
وحتى يَهدأَ الغضبُ فانَ الاهمَّ اليومَ انتشالُ المفقودينَ واحتضانُ المفجوعين، والبحثُ عن الحقيقةِ لاخذِ العبرِ كما اشارَ الامينُ العامُّ لحزبِ الله سماحةُ السيد حسن نصر الله الذي شددَ على ضرورةِ اقامةِ تحقيقٍ شفاف، فضلاً عن استعدادِ حزبِ الله لكلِّ مساعدةٍ تخففُ من حجمِ المأساة.
المصدر: المنار