الدولةُ تأكلُ الحصرمَ ومواطنوها يضرسون ..
هي الحالُ في البلدِ المعلقِ مصيرُ اهلِه على جشعِ مافياتِ الاحتكار، وخطوطِ المالِ والسياسةِ المتداخلةِ الى حدِ الالتحام، فكلما اشتعلَ قطاعٌ بتحريضٍ من المحتكرينَ لرفعِ الاسعارِ لحِقَهُ الآخرُ للغايةِ نفسِها وفي وضَحِ النهارِ وعلى عينِ الدولةِ واجهزتِها.
فبعدَ المازوتِ والبانزين والقمحِ والطحينِ وصلت سياسةُ الكارتيلات بفرضِ الامرِ الواقعِ الى قطاعِ الانترنت، وقبلَ ان تُصدِرَ الدولةُ قرارَها القاطعَ برفعِ التعرفةِ والاسعار، رفعَها اصحابُ شركاتِ التوزيعِ الخاصةِ اضعافاً، مستفيدينَ من ضَعفِ الرقابةِ وحاجةِ الناسِ لهذه الخدمةِ الحيوية.
حاجةٌ اخرى متفاقمةٌ مَرميٌ حلُّها على مصرفِ لبنان، الذي قررَ على ما يبدو قطعَ الطرقاتِ في جبلِ لبنانَ بالنفايات.
فشركةُ سيتي بلو المعنيةُ بجمعِ النفاياتِ في الضاحيةِ وبعبدا وكلِّ جبلِ لبنانَ لم يتمَ صرفُ اعتماداتِها من قبلِ المصرفِ المركزي، فأعلنت التوقفَ عن رفعِ النفاياتِ ما خلقَ ازمةً كبيرةً تستدعي سرعةً بالمعالجة.
كهربائياً لا علاجَ في الافقِ معَ اصرارِ الدولةِ على رفضِ العروضِ الروسيةِ والصينيةِ والايرانية، والتمسكِ بالعتمةِ الاميركيةِ السوداءِ المفروضةِ على اللبنانيين.
وعن الغرفِ السوداءِ التي تُحضِّرُ كلَّ ادواتِ المعركةِ الانتخابيةِ عبرَ الاعلامِ والاموالِ تحدثَ الرئيسُ نبيه بري خلالَ اطلاقِ ماكينةِ لائحةِ الامل والوفاء في الجنوب، لخوضِ اهمِّ انتخاباتٍ بل وربما اخطرِ انتخاباتٍ من الطائفِ حتى اليوم كما قال.
ومن حدودِنا المرسومةِ بالدمِ والتي لا تقبلُ المقايضةَ ولا المساومة ، حددَ الرئيسُ نبيه بري للغاطسينَ في حبرِ الفبركاتِ والحديثِ عن تضييعِ الثرواتِ حدودَ مناوراتِهم، اما سببُ الحملةِ على المقاومينَ في حركةِ امل وحزبِ الله فلانهم بانتصارِهم وهزيمتِهم للمشروعِ الصهيوني قدَّموا جرعةً من الكرامةِ لا يستطيعُ ان يتحملَها هؤلاءِ الحاقدون..
وبلغةِ الحقدِ والتسلطِ والساديةِ قَدَّمت اميركا نموذجاً جديداً من تدميرِ الدولِ وتهديدِ الحكومات، وباكستانُ نموذجٌ جديد، بعدَ تهديدِها بإطاحةِ حكومةِ عمران خان لرفضِه الانصياعَ لاوامرِ واشنطن .
المصدر: قناة المنار