سبعٌ من سنيِّ العدوانِ العجافِ قضاهُنَّ اليمنُ بصبرِ اهلِه وبكلِّ حكمةٍ وثَبات، وهو المحاصرُ الى حدِّ الاطباقِ وشرايينُ الحياةِ فيه مقطعةٌ بحربِ الاحقاد، واشلاءُ اطفالِه تلطخُ وجهَ العالمِ واممَ الصمتِ والنفاق، فيما اعداؤهُ استنفدوا كلَّ اجرامِهم دونَ ان يُحققوا شيئاً من اوهامِهم سوى اراقةِ الدماء..
سبعٌ من سنيِّ القصفِ والحصارِ والتجويعِ والتدمير، والشهداءُ والجرحى اليمنيونَ بمئاتِ الآلاف، فيما يدُ القتَلةِ طليقةٌ ومخازنُهم لا تَنفَدُ من السلاحِ الاميركي والاوروبي وغيرِه، ولم يكن لليمنيينَ الا سواعدُ رجالِهم وعقولُهم وبعضُ ايادي الاصدقاءِ التي نَصَرت الحقَّ يومَ عزَّ الناصر، واَعانتهُم ما امكنَ على الصمودِ والثبات .
ورغمَ كلِّ الاجرامِ لا يزالُ اليمنيون يُلقنون المعتدين اقسى الدروسِ ويفرضون عليهم اصعبَ امتحان، حتى جعلوهم يَنزِفونَ هيبةً واقتصاداً ونفطاً، والمزيدُ آتٍ كما يتوعدون، وما ضرباتُ الامسِ التي اَحرقت آرامكو في جدة سوى بعضِ مِثال..
فهل اقتنعَ اهلُ العدوانِ بانَ حربَهم عبثيةٌ ويجبُ ان تتوقف؟ وانَ هروبَهم الى الأمامِ سيَجعلُهُم اقربَ الى خِياراتِ الانتحارِ السياسي؟ وانَ التعقلَ والركونَ الى ارادةِ الشعبِ اليمني، والعودةَ الى حُسنِ الجوار، هي السبيلُ الوحيدُ لانقاذِ ما تبقى من ماءِ وجهِ امراءِ هذه الحربِ الاجرامية ؟
في لبنانَ لا يزالُ المجرمونَ يُنَقِّلُونَ الازماتِ من قطاعٍ الى آخر، مستثمرينَ باوجاعِ الناسِ لزيادةِ ارباحِهم تارةً ولحمايةِ انفسِهم في المعاركِ القضائيةِ والسياسيةِ تارةً اخرى. وآخرُ الازماتِ المتحكمةِ باللبنانيينَ – المازوتُ والبانزينُ وتبعاتُها من العتمةِ الى الطوابير، فيما مافيا الاحتكارِ والدولارِ تتهربُ من وعدٍ بالحلِّ الى آخر..
اما الحلولُ الايرانيةُ للتخفيفِ عن اللبنانيين، فما زالت تديرُ لها الدولةُ اللبنانيةُ الاذنَ الصماء، وكما رفضوا الكهرباءَ الايرانيةَ ورضُوا بالعتمةِ الاميركية، ها هم اليومَ يتجاهلونَ القمحَ الايرانيَ ويقبلونَ الشُحَّ الذي يصيبُ مخزونَهم الحيوي..
من خزانِ المقاومةِ وبينَ اهلِها في البقاع، كانَ اطلاقُ حزبِ الله اليومَ لماكينتِه الانتخابيةِ في دائرتي بعلبك الهرمل وزحلة، حيثُ أكدَ نائبُ الامينِ العامّ لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على ثقةِ المقاومةِ باهلِها، لخوضِ معركةِ الانتخاباتِ التي وصَفَها بالمحليةِ والاقليميةِ والدولية، وهي معركةٌ بوجهِ اميركا لهزمِ مشروعِها في لبنان.
المصدر: المنار