لم تكن أنصارُ الجنوبيةُ تشبهُ نفسَها اليوم، دخيلٌ ما حصلَ على ثقافةِ البلدةِ وأهلِ المنطقة ، جريمةٌ مُروِّعةٌ هزَّت الجميع، أمٌّ وبناتُها الثلاثُ فُقدوا منذُ ايام، قبلَ أن تَدُلَّ خيوطُ تحقيقاتِ مخابراتِ الجيشِ معَ احدِ المتهمينَ الى مكانِ دَفنِهنَّ في احدِ البساتينِ في خراجِ البلدة..
وفيما انصارُ ومعها لبنانُ لم يَخرجوا من هولِ الصدمةِ وقساوةِ الحادثة، اَخرجت العائلاتُ المفجوعةُ كلَّ حكمتِها محمِّلةً مقترفَ الجريمةِ وحدَه مسؤوليةَ فَعلتِه التي لا تُغتفر، دافنةً رغمَ اوجاعِها كلَّ رؤوسِ الفتنةِ في بحرِ صبرِها..
اما اللبنانيون الصابرون، العالقون في بحارِ الدجالين والمحتكرين والمرابين، عادوا ليَكتَوُوا بلهيبِ اسعارِ النفطِ وطوابيرِه امامَ محطاتِ التوزيع، فيما تَفيضُ به خزاناتُ الشركاتِ المحتكرة. وعادت العتمةُ لتضربَ من جديدٍ عبرَ اصحابِ الاشتراكات، فيما كهرباءُ الدولةِ تَنتظرُ دورثي شيا..
اما المستعدُّ لتحريرِ اللبنانيينَ من الظُلمةِ ومن ظُلمِ الاميركي وادواتِه، فعادَ ليحتلَّ صدارةَ العروضِ لانقاذِ لبنانَ كلِّ لبنان. فعروضُ المعملينِ الايرانيينِ لانتاجِ الفَي ميغاواط لا تزالُ حاضرة وبالليرة، والحججُ اللبنانيةُ بالرفضِ لا تزالُ واهية، فهذا العراقُ وهذهِ افغانستانُ استحصَلا على الاستثناءِ الاميركي للحصولِ على الكهرباءِ الايرانية، فلماذا لبنانُ لا يعامَلُ بالمثلِ وهو الغارقُ في الفقرِ والعتمة؟
ومثلَ الكهرباءِ عرضٌ ايرانيٌ لهذا البلدِ المنهوبِ والمجوَّعِ بامدادِه بالقمحِ الايراني، تحدثَ عنه وزيرُ الخارجيةِ حسين امير عبد اللهيان خلالَ لقائه رئيسَ الجمهوريةِ العماد ميشال عون في قصر بعبدا. لتحتلَ بذلكَ ايرانُ لقبَ البلدِ الشقيقِ والصديقِ الحقيقي للبنانَ واهلِه. ففي وقتِ الضيقِ يُعرفُ الصديق؟ وليس على المنابرِ وبالتغريداتِ او توزيعِ الكمامات..
مُوَزِّعةً رسالاتِها الناريةَ على مناطقَ متعددةٍ في السعودية، ردّت القواتُ اليمنيةُ على ارتكاباتِ دولِ العدوان، مُصيبةً مصافيَ نفطيةً ومنشآتٍ حيويةً في جدةَ والرياض..
في اوكرانيا رسائلُ روسيةٌ حملتها صواريخُ الكاليبر الباليستيةُ التي اصابت منشآت عسكرية ومراكزَ تدريبٍ ومخازنَ اسلحةٍ كما قالت القواتُ الروسية، ولم تخلُ من مضامينَ استراتيجية..
اما الرسائلُ الكوريةُ الشماليةُ فقد سمِعَها العالمُ كلُّه، عبرَ الصاروخِ العابرِ للقاراتِ القادرِ على حملِ الرؤوسِ النوويةِ والوصولِ الى السواحلِ الاميركية..
المصدر: قناة المنار