امامَ الشهاداتِ الصادقةِ زمنَ نكرانِ الجميل، والأدلّاءِ على طريقِ الحقِّ زمنَ التِّيه، امامَ الجرحى المقاومين – وفي يومِهم الذي احياهُ حزبُ الله – كانت رسائلُ الامينِ العامّ سماحةِ السيد حسن نصر الله المفعمةُ بالدروسِ والعبر.
على اللبناني ان يقولَ للاميركي لسنا عبيداً عندَكم، فالخضوعُ لاملاءاتِه لن يُنقذُ لبنانَ – نصحَ سماحةُ السيد المسؤولينَ اللبنانيين – ولا يمكنُ ارضاؤه لانه لا حدودَ لمطالبِه.
وعن الحدِّ الادنى من السيادةِ والحريةِ والاستقلالِ سألَ الامينُ العامّ لحزبِ الله المسؤولينَ اللبنانيين خلالَ تعاملِهم مع الاميركي، فالبيانُ الذي صدرَ عن الخارجيةِ اللبنانيةِ حولَ الازمةِ الاوكرانية كُتِبَ في السفارةِ الاميركية، والتصويتُ في مجلسِ الامن لم يراعِ المصلحةَ الوطنيةَ ولا شعاراتِ الحياد، وكانَ يمكنُ الامتناعُ عن التصويتِ كعشراتِ الدول، كما قالَ السيد نصر الله.
لكنَ العبرةَ والدليلَ من الاداءِ السياسي اللبناني انَ حزبَ الله لا يهيمنُ على قرارِ الدولةِ كما يدَّعي البعض، ولو كانَ يهيمنُ كما يدّعونَ لكانَ في لبنانَ منذُ سنةٍ مصفاةٌ روسيةٌ تكررُ مئةً وستينَ الفَ برميل خام، تَكفي حاجتَنا من البانزين والمازوت، بل قُمنا بالتصدير، وناشدَ سماحتُه رئيسَيِّ السلطةِ التنفيذيةِ بالموافقةِ على العرضِ الروسي المقدمِ للبنانَ بانشاءِ مصفاةٍ للتكريرِ خلالَ ستةِ اشهر، او ايجادِ البديلِ ولو كانَ اميركيا..
لكنَ اميركا هذه – وحتى هذه اللحظة – لم تُقدّم مستنداً خطياً لمصرَ او الاردنِ يحميهما من عقوباتِ قيصر ليقوما بتصديرِ الغازِ والكهرباءِ الى لبنانَ عبرَ سوريا..
ومن العبرِ التي تحدثَ عنها الامينُ العام لحزب الله ما يعيشُه الاوكرانيون الذين رمى بهم الاميركيُ والاوروبيُ في فمِ التنين، ما يؤكدُ انَ الثقةَ بالاميركيينَ غباءٌ وحماقةٌ وجهلٌ وتفريطٌ بالامةِ والوطن ومصالحِ الناس، والرئيسُ الاوكرانيُ فلاديمير زالينسكي خيرُ دليل، فبعدَ خيبتِه من الحلفاءِ اعلنَ على الملأ انه لا يريدُ الدخولَ في حلفِ الناتو، وانه مستعدٌ للتفاوضِ معَ الروس على مصيرِ القرم واقليمِ الدونباس..
اما مصيرُ العالمِ فيبدو انه بيدِ مجانين، واعلانُ الرئيسِ الاميركي وقفَ صادراتِ النفطِ من روسيا بعضُ دليل، ما زادَ من التهابِ اسعارِ النفطِ ومشتقاتِه والغازِ وكلِّ المعادن، واذا اَضفنا القمحَ وحباتِه النادرةَ معَ الازمةِ الاوكرانيةِ الروسية فانَ العالمَ امامَ مشهدٍ من الامنِ الاقتصادي والغذائي خطير..
المصدر: قناة المنار