ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 5-3-2022 في بيروت على العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا، بالاضافة الى ملف ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة وملف الانتخابات النيابية المقبلة، كما تناولت سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
البناء:
الجيش الروسيّ يحكم السيطرة على 100 ألف كلم مربع ويحاصر 6 مدن منها كييف / حرب الأسعار: النفط زاد 50% والغاز 150%… وموسكو باعت بمليار $ أمس/ تأجيل الانتخابات البلديّة… والميغاسنتر للأسبوع المقبل… وإشكاليّات الموقف من الحرب مستمرّة
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة البناء اللبنانية “نهاية الأسبوع الأول من الحرب الأوكرانية، حملت حصاداً عسكرياً بتحقيق مئات الأهداف الروسية لجهة تحييد منشآت استراتيجية وحيوية وتدمير معدات عسكرية اوكرانية ثقيلة، لكنها ميدانياً أتاحت إحكام السيطرة للقوات الروسية على 100 ألف كلم مربع من الأراضي الأوكرانية، أي ما يعادل عشر مرات مساحة لبنان من أصل 600 ألف هي مساحة أوكرانيا، أكملت خلالها حصار ست مدن أوكرانية منها العاصمة كييف، والعاصمة التاريخية خاركيف، بالإضافة الى ماريوبيل جنوباً وميكولايف في الوسط بعد الدخول الى خيرسون والسيطرة عليها، وزابوريجيا حيث المحطة النوويّة التي تم تحييدها، وأوديسا التي باتت شبه محاصرة.
وفقاً لمصادر روسية، الخطة العسكرية تسير بالسرعة المرسومة، وما أنجز خلال الأسبوع الأول سيجعل إنجازات الأسبوع الثاني أسرع، خصوصاً أن روسيا نجحت باحتواء الصدمة الأولى للحملة الإعلامية والدبلوماسية من جهة، ولمفعول العقوبات المالية من جهة ثانية، وبدأت مفاعيل النجاحات العسكرية الروسية تفرض حضورها على المواقف الغربيّة بدرجة أعلى من التعقل واختيار أدق للمفردات، وصياغة حذرة للمواقف والبيانات، بينما يقف الغرب أمام مأزق عنوانه أن المزيد من الضغط على روسيا يساوي تفجير الوضع الاجتماعي والاقتصادي في الغرب، خصوصاً في أوروبا، لأن البوابة الوحيدة للضغط المالي هي وقف استيراد أوروبا للنفط والغاز من روسيا، فيما حملت أنباء الأمس دون حظر صادرات النفط والغاز الروسية ارتفاعاً في الأسعار بلغ نسباً قياسية تجاوزت التوقعات التهديدية التي أطلقها رئيس الحكومة الروسية السابق ديمتري ميدفيديف الذي قال للأوروبيين انتظروا الألف متر مكعب من الغاز بـ 2000$، يوم كان السعر بـ 1200 $، فإذا به يسجل سعر الـ 2400 $ ويواصل الارتفاع، ويتوقع ان يقفز الى 5000$ اذا تم حظر الاستيراد من روسيا، ومثل الغاز كان سوق النفط ولو بدرجة أقل فواصل سعر برميل النفط الصعود مسجلا سعر الـ 120 $ للبرميل بعدما كان اول الأزمة نهاية العام الماضي بـ 80$، وقالت مصادر في سوق النفط والغاز إن مبيعات روسيا خلال يوم الخميس وحده سجلت مليار $ بدلاً من 300 مليون $ في الأيام العادية، والسبب زيادة الطلب وارتفاع الأسعار معاً.
في لبنان تواصل السجال حول الموقف الذي اتخذته الحكومة من الحرب في أوكرانيا، وقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إنه موقف مبدئي من دخول جيش دولة الى دولة أخرى، ما استدعى تساؤلاً نيابياً عن كيف يمكن على هذه القاعدة، تبرير الموقف الحكومي المؤيد التوغل السعوديّ الإماراتيّ في الأراضي اليمنيّة؟
حكومياً، تم تأجيل الانتخابات البلدية لمدة عام بموجب مشروع قانون سيرسل الى مجلس النواب، بينما تمّ إرجاء البتّ بمصير اعتماد الميغاسنتر في الانتخابات النيابية الى الأسبوع المقبل، وطفت على السطح أزمة تأمين الموارد الغذائية والنفطية في ظل الأزمات التي نتجت عن الحرب.
أعلن مجلس الوزراء تأجيل البحث بـ «الميغاسنتر» إلى الجلسة المقبلة، التي تم تحديدها يوم الخميس المقبل في قصر بعبدا، وقرر المجلس تشكيل لجنة مؤلفة من وزراء العدل والثقافة والداخلية والمال والسياحة والاتصالات والتربية لتقديم تصور عن «الميغاسنتر» يبحث في الجلسة المقبلة.
وأقر مجلس الوزراء في جلسته العادية في بعبدا والتي عقدت برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوزراء تأجيل الانتخابات البلدية بسبب عدم الجهوزية المادية والبشرية لذلك ويقترح إجراءها في 31 أيار 2023 على أن يحال هذا الاقتراح على مجلس النواب الذي هو سيد نفسه ويتخذ القرار المناسب.
وخلال الجلسة طرح ميقاتي ووزير الاقتصاد من خارج جدول الأعمال موضوع الأمن الغذائي ومخاطر عدم تأمين القمح وغيره في ظل الحرب على أوكرانيا على اعتبار أن الأمن الغذائي أولوية. وفي السياق، قرّر تشكيل لجنة وزارية برئاسة وزير الاقتصاد وعضوية وزراء الصناعة والزراعة والدفاع والثقافة لمعالجة أزمة الأمن الغذائي وحماية الأسواق لجهة الاحتكار والتلاعب بالأسعار. وعلم أن وزير الاقتصاد سيتّخذ مطلع الأسبوع المقبل قراراً يقضي بتوقيف أذونات التصدير لعدد من المواد الأولية المهمة التي يصدرها لبنان وذلك إفساحاً في المجال أمام الاكتفاء الذاتي وحماية الاكتفاء المحلي.
ووفق المعلومات، سجل وزراء الثنائي الوطني اعتراضاً على مشروع الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة الأميركية فقط لجهة ما سمّوه «وجوب الحفاظ على سيادة الدولة في حقها بتوزيع المساعدات على قواها الأمنية بإرادتها».
وتجدر الإشارة إلى أن خطة الكهرباء التي أضاف إليها وزير الطاقة وليد فياض بعض الكلمات في بعض البنود وصلت إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، ولكن جدول الأعمال كان قد صدر، فلذلك لم تدرج عليه، وينتظر وزير الطاقة الآن تحديد موعد لجلسة تقر فيها الخطة بشكل نهائي.
وأجرى وزير العمل مصطفى بيرم مداخلة داخل جلسة مجلس الوزراء سأل فيها: «لماذا تتكرّر التجربة في موقف لبنان من الحرب بين روسيا وأوكرانيا بانحياز لبنان الذي لا يقدّم ولا يؤخّر إلا أضراراً على وضعنا الصعب والمعقد؟ ألا يستحق هذا الموقف أن يناقش في مجلس الوزراء لإخراجه بطريقة صحيحة، خصوصاً أننا اعترضنا على تصرّف وزير الخارجية سابقاً؟ وها هو الأمر يتكرر في تصويت الأمم المتحدة من دون أن يناقش في مجلس الوزراء؟ ألسنا معنيين جميعاً كمجلس وزراء في اتخاذ المواقف السياسية اللبنانية تجاه المواقف المختلفة؟».
وردّ ميقاتي: «روسيا ليس مقصودة ولا مستهدفة من البيان. نحن ضدّ أي تدخل دولي في أي دولة أياً تكن الدولة المتدخلة».
فقال بيرم لميقاتي عندما برّر بيان «الخارجية» «ما بلعتها» لماذا نتحدث عن نأي بالنفس بمواضيع ونغفل عنه في مواضيع أخرى؟
وكان ميقاتي عرض في مستهل مجلس الوزراء «الأسباب التي دفعت بلبنان إلى اتخاذ موقف من النزاع الروسي – الأوكراني»، وقال: «إن هذا الموقف ينطلق من سرد تاريخي لمواقف مبدئية اتخذها لبنان بإدانة أي دولة تغزو دولة جارة، علماً أن موقفنا من روسيا يقوم على ضرورة إقامة أفضل العلاقات معها».
كما عرض الرئيس ميقاتي «المداولات مع وفد وزارة الخزانة الأميركية والنقاط التي أثيرت خلالها، لا سيما لجهة مكافحة الفساد وتفعيل عمل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد التي تم تشكيلها، وذلك في أسرع وقت لتأكيد جدية الدولة اللبنانية في مكافحة الفساد».
ولفت إلى أن «المساعدات الاجتماعية سيبدأ توزيعها الأسبوع المقبل»، منوّهاً بـ «جهود وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار للإسراع في تحقيق هذه الخطوة المهمة لمساعدة العائلات التي تعيش في ظروف صعبة جداً».
وأشار رئيس الجمهورية، في مستهل الجلسة، إلى أن «وفد صندوق النقد الدولي سلط الضوء على ضرورة إقرار خطة التعافي في أسرع وقت ممكن على أن تشمل الخطة إعادة هيكلة مصرف لبنان والمصارف، وتوحيد سعر الصرف، وتوزيع الخسائر، والإصلاحات المالية البنيوية اللازمة، وخطة لشبكة الأمان الاجتماعي»، وقال: «لقد شدد وفد صندوق النقد الدولي على ضرورة تأمين التوافق السياسي لإقرار خطة التعافي». وأكد أن «الوضع المالي دقيق جداً، ولا يحتمل أي تأجيل»، وقال: «أضع الجميع أمام مسؤولياتهم».
وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أكد خلال استقباله في قصر بعبدا وفد «الاتحاد الاوروبي» برئاسة السفير رالف طراف «أن العودة الى خيار التفاوض هو الافضل في حل النزاع القائم بين روسيا واوكرانيا، لأن اعتماد الوسائل السلمية يؤدي الى حقن الدماء ويجنب أية تداعيات تزيد الخلافات بين الدول عموماً والدول المجاورة خصوصاً».
وأشار الى «أن موقف لبنان كان دائماً ولا يزال ضد أي عمل حربي او اعتداء موجه ضد أية دولة حرة ومستقلة»، لافتا الى «أهمية اعتماد لغة الحوار والتضامن بين الشعوب والدول خلال الازمات والحروب».
وفي موسكو، التقى مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الروسية أمل ابو زيد، الممثل الشخصي للرئيس الروسي في الشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، وتميّز اللقاء بـ»الودّي»، وتناول كل الجوانب المتعلقة بالأزمة الروسية الاوكرانية وتداعياتها على المستوى الدولي وتحديداً على منطقة الشرق الاوسط.
وتخلّل اللقاء بحث مطوّل حول موقف لبنان من الازمة بين روسيا واوكرانيا.
هذا عادت فجر أمس، دفعة جديدة من لبنانيي اوكرانيا إلى بيروت، من خلال تسهيلات قدمها أحد رجال الاعمال اللبنانيين هناك، الذي استضاف اعداد اللبنانيين الهاربين من القصف مجاناً في أحد الفنادق وأمّن لهم بطاقات سفر عودة الى لبنان، وذلك بالتنسيق مع الامن العام والهيئة العليا للإغاثة.
في اتصال أجراه مع الرئيس سعد الحريري، تقدم نائب رئيس تيار المستقبل النائب السابق «مصطفى علوش باستقالته من تيار المستقبل، وقد قرر الرئيس الحريري اليوم اعتبار الاستقالة نافذة واودع القرار الامانة العامة للعمل بموجبها»، بحسب بيان صادر عن تيار المستقبل.
واضاف البيان: بذلك يتحرر علوش من أية التزامات تنظيمية وله الحق الكامل وفق الاصول أن يسلك الطريق الذي يراه مناسباً سواء في الانتخابات او سواها، متمنين له التوفيق ومقدرين مواقفه والمهمات التي تولاها في التيار طوال السنوات الماضية.
وكان الحريري التقى في مقر إقامته في الإمارات النائب بهية الحريري والأمين العام لتيار المستقبل احمد الحريري وجرى البحث في القضايا المتصلة بتيار المستقبل وفي ملف الانتخابات النيابية لا سيما في الشق المعني بخيارات الناخبين في المناطق ذات الاغلبية السنية والتوجه الذي يجب أن يتبلّغوه لمن يريد المشاركة في عملية الاقتراع، فضلاً عن أهمية العمل للحد من المساحة التي يتنقل بها السنيورة، وبالتالي العمل على تطويقه. واشارت مصادر مطلعة في تيار المستقبل لـ «البناء» إلى أن تصويت جمهور تيار المستقبل سيكون للمرشحين السنة الذين سيلتزمون ثوابت دار الفتوى ولا يعملون على سحب البساط من تحت قدمي الحريري، مشيرة إلى أن الرئيس فؤاد السنيورة تبلغ من المفتي عبد اللطيف دريان منذ أيام عدم الترشح في دائرة بيروت الثانية، معتبرة أن الشخصيات السنية التي سوف تتحالف مع القوات لن تحظى بأية أصوات تفضيلية، وشدد على أن السنيورة يسعى الى خلق كتلة نيابية في البرلمان وهو يحبذ أسوة بالنائب السابق احمد فتفت والدكتور علوش تشكيل لوائح مشتركة مع حزب القوات للوصول الى ما يبتغيه محلياً وعلى مستوى تحسين علاقته بالسعودية. وأفادت المعلومات ان النائب الحريري وضعت فور عودتها من الامارات الرئيس نبيه بري ي في أجواء لقائها بالرئيس الحريري وبحثت في المستجدات الراهنة. هذا ويترأس مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان اليوم جلسة للمجلس الشرعي الاسلامي الاعلى، في دار الفتوى، للبحث في الشؤون الاسلامية والوطنية.
هذا ويتحدث الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله في الثالثة والنصف عصر يوم الثلاثاء في 8 الحالي، بمناسبة «يوم الجريح المقاوم».
واعلنت وزارة الخزانة الأميركية امس، عن فرض عقوبات على مموّلين لحزب الله في غينيا، وذلك بهدف تعطيل شبكة أعماله في غرب أفريقيا.
وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية الأميركي، إن وزارة الخزانة تواصل كشف رجال الأعمال الذين يدعمون أنشطة حزب الله المزعزعة للاستقرار من خلال الرشى وأنشطة الفساد الأخرى.
كما أعلن عن إدراج رجلي الأعمال اللبنانيين علي سعادة وإبراهيم طاهر على قائمة عقوبات لتقديمهما مساعدات مادية ومالية لحزب الله”.
الأخبار:
لجنة لدرس «عرض هوكشتين» وحزب الله يرفض المشاركة مباشرة أو بالواسطة
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة الأخبار اللبنانية ” تحوّل ملف ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة إلى صندوق أسرار تحاول الجهات التي تتولاه التستر على ما يحصل فيه، من دون أن يتبيّن حتى الآن المعاصي التي ترتكبها الدولة، والتي قد تؤدي إلى خسارة لبنان جزءاً من سيادته وثروته البحرية. المؤكّد أن الملف ورقة دسمة لمن يريد تحصيل مكاسب سياسية أو شخصية، والمؤكد أكثر أن أحداً لن «يتورط» في مقاومة الولايات المتحدة خوفاً من سيف العقوبات، لذا فإن القبول بالحد الأدنى الذي يريد الأميركيون أن يمنّوا به على لبنان هو ما يتسرب من لقاءات ما خلف الكواليس.
هذا الأسبوع، انتقل ملف الترسيم إلى محطة جديدة تمثلت بتسليم السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا الرؤساء الثلاثة عرضاً مكتوباً، ترجمة للعرض الشفهي الذي حمله كبير المفاوضين في وزارة الطاقة الأميركية عاموس هوكشتين، بناءً على طلب لبنان، والمطلوب من لبنان الإجابة عليه، قبل أن يحدد الوسيط الأميركي موعداً لزيارة قريبة. العرض يقترح حصول لبنان على الخط 23 مشوّهاً، عبر إعطائه الخط 23، قبل أن ينحرف صعوداً عند البلوكين 8 و10، فيكونان مع القسم الخارجي من حقل قانا من نصيب العدو الإسرائيلي، إضافة إلى عرض آخر يتضمّن قيام شركة «توتال» من الجانب اللبناني وشركة «هاليبرتون» من الجانب الآخر بإدارة الحقول المشتركة، على أن يتم العمل على الحدود برعاية قطرية.
وبحسب مصادر مطلعة فإن رئيس الجمهورية بقبوله التفاوض على الخط 23 وفّر سلّماً للتوصل إلى حل، إلا أن العدو على ما يبدو لا يريد النزول عن الشجرة، بدليل عرض الخط المشوّه. كما أن الوسيط الأميركي يدرك تماماً بأنه خُدع من الإسرائيليين فقرّر الاستعاضة عن الزيارة بالرسالة، وبتهديدات السفيرة الأميركية، وبالاستمرار في رفض الإفراج عن إعفاءات من قانون قيصر لكل من مصر والأردن لتزويد لبنان بالغاز والكهرباء، لإبقاء هذا الملف رهينة ملف الترسيم.
وعلمت «الأخبار» أنه تقرر تأليف لجنة تضم 8 أعضاء لدراسة «عرض هوكشتين» (ممثلان لرئيس الجمهورية، ممثلان لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي، واثنان من وزارة الخارجية واثنان من وزارة الدفاع). وفيما يحتمل أن تضم اللجنة ممثلين عن الجيش ووزارات البيئة والأشغال والطاقة، أكّدت مصادر بارزة أن وزير الأشغال علي حمية أبلغ حزب الله بأن رئيس الحكومة يريده أن يكون من ضمن اللجنة، وأن الحزب أبلغه «موقفاً رافضاً»، مؤكداً أننا «لن نشارك في أي لقاء أو محادثات مباشرة عبر الوزير ولا بالواسطة تتعلق بملف الترسيم، خصوصاً إذا كانت اللجنة ستجتمع بوفود أميركية».
واستغربت المصادر أن يكون لبنان في صدد درس هذا الاقتراح فعلاً، علماً أن «الموقف منه يجب أن يكون الرفض ولا شيء غير الرفض»، معتبرة أن «موقف الحزب هو رد على عملية توريطه بالملف من خلال إشراك وزير الأشغال، ليس لكون وزارته معنية بالملف بل لأنه وزير حزب الله، ولأن مشاركته ستعطي انطباعاً بأن الحزب شريك في عملية التفاوض وهو ما يرفضه منذ البداية»، مستغربة أن «لا يكون من ضمن الوفد ممثل عن عين التينة التي تعد جزءاً من الحلقة التي يتفاوض الأميركيون معها، بشكل يبدو وكأن هناك جهة في البلد مستبعدة من القرار». وحتى الآن، لم يتم الاتفاق على أسماء أعضاء اللجنة التي تُدرس بين قصر بعبدا والسراي الحكومي”.
إشهار سلاح «الكارثة النووية»: كييف تلعب بالمحظور
وتحت هذا العنوان كتبت الأخبار ” يبدو أن السلطات الأوكرانية، بقيادة فولوديمير زيلينسكي، لن تتردّد في اللجوء إلى أكثر الخيارات تطرّفاً، كلّما استشعرت بأن الخناق الروسي بدأ يضيق عليها. وفي هذا السياق على ما يبدو، تندرج سلسلة الحوادث، التي تقول روسيا إنها مفتعلة، في المنشآت النووية الأوكرانية، بهدف توجيه الاتّهام إلى موسكو بالمسؤولية عنها، ومن ثمّ اتّخاذها ذريعة للمطالبة بإقامة منطقة حظر جوّي فوق أوكرانيا. وفي آخر تلك الحوادث، نشب حريق في محطة زابوريجيا النووية الواقعة جنوب شرقي أوكرانيا (والأكبر في البلاد وفي أوروبا)، إلّا أنه اقتصر على المبنى الإداري، من دون أن يطاول منشآت المحطة، ما يشي بأن ثمّة عملاً تخريبياً وراءه يستهدف التهويل في شأن «كارثة نووية» ستتسبّب بها العملية الروسية. وكان التهويل المذكور بدأ قبل أيام، عقب حادثتَين اثنتَين: الأولى رفع مستوى الإشعاع في مفاعل تشيرنوبيل؛ والثانية استهداف مخزن النفايات النووية، لتأتي حادثة زابوريجيا وتشكّل المحطّة الثالثة في ذلك السياق.
في هذا الوقت، وبينما تستمرّ الوحدات اليمينية المتطرّفة من النازيين الجدد والقوميين العنصريين الذين يسمّون بـ»أنصار ستيبان بانديرا»، العميل الأوكراني الذي قاتل إلى جانب النازيين في الحرب العالمية الثانية، في ما تصفها موسكو بـ»الأعمال الاستفزازية»، ترصد الأجهزة الأمنية الاستخبارية الروسية برامج «تشات» (دردشة عبر وسائل التواصل الاجتماعي) في أوكرانيا، يتبادل المشاركون فيها رسائل ذات طابع إرهابي، ودعوات إلى قتل الجنود الروس، ويتداولون معلومات حول كيفية صنع زجاجات «المولوتوف» الحارقة، وتعليمات بشأن أماكن الأسلحة وكيفية توزيعها. ومن بين هذه المجموعات على سبيل المثال: «كومفورت تاون»، «كا تي بيريزنوفا 12»، «روتيردام تاون»، «فيدكريتا»، «جي كا ناوكوفيي».
من ناحيته، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، أن «القوميين في أوكرانيا يعدّون لعمليات استفزازية في مدينة خاركوف، تشارك في إخراجها وسائل إعلام أجنبية، بهدف استدراج ردّ بالنيران من مدفعية القوات الروسية باتجاه المناطق السكنية في مدينة خاركوف». وبحسب بيانات الوزارة، فقد نشرت القوات الأوكرانية راجمات صواريخ بين الأبنية السكنية، ومنعت المواطنين من مغادرة منازلهم. وفي وقت لاحق، أكدت «الدفاع» الروسية أنه تمّت السيطرة على محطّة زابوريجيا النووية من قِبَل القوات المسلحة الروسية ودائرة الرقابة النووية في أوكرانيا، وأن مختصّي المحطّة يتحكّمون بعمل وحدات الطاقة، ويواصلون تشغيلها وفقاً لمتطلّبات اللوائح التكنولوجية للتشغيل الآمن.
وفي سياق متّصل، تحدّث خبراء روس، من بينهم فولوديمير روغوف، عن خمس قواعد ستُطبّقها القوات الروسية في المناطق التي تسيطر عليها في سياق عمليتها العسكرية، على رأسها: إعفاء المواطنين من الديون والقروض البنكية والرسوم والفواتير البلدية، على أن يتمّ تحديد الرسوم المقبلة على أساس الأسعار الروسية، وتطبيق نظام ضرائب ميسّر لرجال الأعمال الأوكرانيين الذين سيتمكّنون من الوصول إلى الأسواق الروسية، إضافة إلى وضع خطّة لمساعدة المزارعين الأوكرانيين في حصاد مواسمهم.
على خطّ موازٍ، وفيما أعلنت مصلحة الاستخبارات الخارجية الروسية أن الأجهزة الأمنية للدول الغربية تنقل مسلحين إلى أوكرانيا، برزت تصريحات لافتة لرئيس الوزراء الأوكراني الأسبق، نيقولاي أزاروف، قال فيها إن سلطات كييف كانت تستعدّ لشنّ عملية عسكرية على جمهوريتَي لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين في دونباس في 25 شباط الماضي، أي بعد يوم واحد فقط من إطلاق العملية العسكرية الروسية الخاصة. وأضاف أزاروف أن «الناتو» كان يخطّط لنشر أربعة ألوية في أوكرانيا، بما فيها قوات محمولة جوّاً ومنظومات قادرة على حمل رؤوس نووية.
لا حظر جوّياً فوق أوكرانيا
أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في اتصال مع المستشار الألماني، أولاف شولتز، انفتاح روسيا على الحوار مع أوكرانيا شرط تنفيذ جميع مطالبها. وأعرب بوتين عن أمله في أن تتّخذ كييف «موقفاً حكيماً وبنّاءً» خلال المفاوضات المقبلة. من جهته، دعا شولتز إلى «وقف العملية العسكرية الروسية على الفور، لضمان وصول المساعدات الإنسانية»، مؤكداً أن بلاده «ليست ولن تكون جزءاً من الاشتباك العسكري في أوكرانيا». وفي الاتّجاه نفسه، جزم الأمين العام لـ»حلف شمال الأطلسي»، ينس ستولتنبرغ، أن الحلف لن يقيم منطقة حظر جوّي فوق أوكرانيا، منبّهاً إلى أن ذلك يعني «حرباً شاملة في أوروبا، تتورّط فيها العديد من الدول الأخرى، وتتسبّب بمعاناة إنسانية أكبر بكثير».
وبالعودة إلى تصريحات بوتين، فقد دافع الأخير عمّا تقوم به بلاده بأنها تردّ فقط على الإجراءات السلبية المتّخذة بحقّها، داعياً الدول المجاورة إلى عدم توتير العلاقات مع روسيا. وطمأن إلى أن حكومته ستعمل على تعزيز البنية التحتية للنقل والخدمات اللوجستية، بالرغم من الصعوبات التي تواجهها، وأنها ستفي بجميع التزاماتها الاقتصادية تجاه الدول الشريكة الأجنبية. من جهتها، اتّهمت الاستخبارات الروسية، «الناتو»، بنقل مسلّحين «إرهابيين» إلى أوكرانيا، بعد إعدادهم في قاعدة التنف السورية الخاضعة للسيطرة الأميركية”.
المصدر: الصحف اللبنانية