ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 25-02-2022 في بيروت على العملية العسكرية التي أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إطلاقها فجر امس الخميس في أوكرانيا..
الأخبار
ضربة خاطفة للجار «العنيد»: روسيا «تُصحّح» التاريخ بأدواتها
تناولت جريدة الأخبار الشأن الداخلي وكتبت تقول “وصل صبر روسيا الاستراتيجي إلى اللحظة الحاسمة في الأزمة الأوكرانية، لتَرسُم بتدخّلها العسكري في دونباس، مساراً جديداً لن تقف ارتداداته عند حدود جارتها فقط. في خطابه إلى الشعب الروسي، أكد الرئيس فلاديمير بوتين أن الظروف تطلّبت «اتّخاذ إجراءات حاسمة وفورية» بناءً على طلب «جمهورية دونباس الشعبية» المعترَف باستقلالها أخيراً من قِبَل موسكو. وحدّد بوتين هدف العملية بـ«حماية الأشخاص الذين تعرّضوا للتنمّر والإبادة الجماعية من قِبَل نظام كييف لمدّة ثماني سنوات»، مضيفاً أن بلاده ستسعى «لنزع سلاح هذا النظام، وتقديم مسؤوليه إلى العدالة، وكذلك أولئك الذين ارتكبوا جرائم دموية عديدة ضدّ المدنيين بِمَن فيهم مواطنون روس». أدركت موسكو أن المواجهة حتمية مع كييف، خصوصاً مع التيّارات القومية فيها، وهو ما أشار إليه الرئيس الروسي في خطابه بقوله إن «مجمل تطوّرات الأحداث وتحليل المعلومات يُظهر أن المواجهة بين روسيا والقوى القومية في أوكرانيا لا مفرّ منها… إنها مسألة وقت». وأكد بوتين أن «روسيا لن تسمح لأوكرانيا بامتلاك أسلحة نووية»، مضيفاً أن بلاده «لا يمكن أن تشعر بالأمان والتطوّر في ظلّ وجود تهديد مستمرّ صادر من أوكرانيا»، مجدّداً قوله إن «دعم أوكرانيا من قِبَل حلف شمال الأطلسي أمر غير مقبول». ولم ينسَ بوتين الغرب في خطابه، إذ وجّه إلى قادته رسالة لهم أَمِل أن يسمعوها جيّداً، تؤكّد أن «روسيا ستردّ بشكل فوري على أيّ طرف تُسوّل له نفسه التدخّل في الأحداث الجارية»، محذّراً من أن «ردّنا سيكون فورياً، وسوف يؤدي إلى نتائج لم تواجهوها أبداً في تاريخكم». كذلك كان بوتين واضحاً بتأكيده أن روسيا جاهزة لكلّ السيناريوات المتوقّعة. وفي الاتّجاه نفسه، أعلن الكرملين، في بيان، أن «هدف العملية العسكرية الروسية هو منع عسكرة أوكرانيا، لأن هذا يشكّل تهديداً لشعبنا»، مؤكداً في الوقت نفسه أن موسكو «مستعدّة للتفاوض مع أوكرانيا بشأن حيادها، ورفض نشر أسلحة للناتو على أراضيها».
بالنسبة إلى موسكو، فإن العملية العسكرية كانت خياراً ضرورياً في ظلّ التصعيد العسكري الأوكراني ضدّ دونباس، وخصوصاً في الأسبوع الأخير، حيث فشلت الجهود الديبلوماسية الغربية في منع كييف من الذهاب نحو الحلّ العسكري، إضافة إلى مواصلة الغرب استفزاز موسكو عبر تقديم دعم عسكري لأوكرانيا، وحشد مزيد من القوات والأسلحة الأميركية في أوروبا الشرقية. وتُجمع تحليلات الخبراء الروس على أنه في النهاية، ستضطرّ كييف لوقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة المفاوضات. ولم تكتفِ روسيا بالدخول عسكرياً إلى دونباس، بل فاجأت الجميع بضربة جوّية خاطفة وسريعة، استهدفت ضرب قدرات الجيش الأوكراني «الموالي للناتو». وفي هذا السياق، أوضح الكرملين أن «الرئيس بوتين سيقرّر مدّة العمليات العسكرية في أوكرانيا وفقاً لتطوّرها وأهدافها»، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية تعطيل البنية التحتية للقواعد الجوية الأوكرانية وإسكات دفاعاتها، مضيفة أنه بحسب معلومات استخبارية، غادرت وحدات من الجيش الأوكراني مواقعها بكثافة وألقت أسلحتها. من جهته، أكد الخبير العسكري، دميتري بولتينكوف، في تصريح إلى صحيفة «إيزفستيا»، أن الضربة الجوّية الروسية «عطّلت القدرات الجوّية الأوكرانية»، مضيفاً أنها «تشبه إلى حدّ كبير ما حدث في الخليج العربي عام 1991، حيث جرى تدمير مرافق البنية التحتية العسكرية، قبل بدء العملية البرّية». وجزم بولتينكوف أنه يمكن «الآن القول بثقة إلى حدّ ما، إن أوكرانيا لم يَعُد لديها أسطول جوّي يمكنه أن يلحق أضراراً بالطائرات أو السفن الروسية»، متابعاً أن «الجيش الأوكراني لم يتبقّ لديه الآن سوى القوات البرّية، وهذا الخيار من الصعب جدّاً أن تمضي به كييف في ظلّ الفروقات الهائلة مع الجيش الروسي»، كما أن «مواجهة جيش منظّم تختلف كلّياً عن مواجهة جيش محترف».
هو «خيار الضرورة» إذاً وفقاً للرئيس الروسي؛ فالوقائع أثبتت لموسكو أن الغرب لن يلبّي طلباتها الأمنية، كما لن يحترم الاتفاقات المبرمة معها، إضافة إلى أنه واصل في الفترة الماضية التحريض على روسيا واتّهامها بأنها «تهديد حقيقي لأمن أوروبا». ومن هنا، فإن الهجوم الذي بدأته فجر أمس، بالنسبة إليها، أوسع بكثير من مجرّد عمل عسكري لـ«حماية سكّان دونباس وإجبار أوكرانيا على سلوك طريق السلام»، إذ إنها تستهدف أيضاً إرغام الغرب على تفهّم مطالبها والعمل على تحقيقها. وهكذا، تكون روسيا قد أظهرت استعدادها لتوجيه ضربات عسكرية في مواجهة التهديدات القائمة (كان الكرملين وعد بإجابات عسكرية تقنية في حالة فشل المفاوضات مع واشنطن)، ووضعت الولايات المتحدة وحلف «الناتو» أمام خيارات ستكون لها تبعاتها الصعبة على مصالحها. ولا تخفي موسكو أنها توقّعت ردود الفعل الغربية على عمليتها، والتي تنحصر في إطار التنديد والتهديد بفرض عقوبات، فيما الأكيد أن «الدول التي حرّضت أوكرانيا على روسيا لن تقاتل لأجلها، فالحدّ الأقصى للصراع الذي تسمح به الولايات المتحدة في دونباس هو الحرب حتى آخر أوكراني ليس أكثر»، بحسب المدير العام لـ«مجلس الشؤون الدولية» الروسي، أندريه كورتونوف.
أيّ سيناريوات مستقبلاً؟
بالنسبة للخيار العسكري، لا يَظهر أن الولايات المتحدة و«حلف شمال الأطلسي» سيُقدمان على تفعيله. إذ إن واشنطن أعلنت منذ زمن طويل، على لسان الرئيس جو بايدن، تخلّيها عن خيار إرسال قوات عسكرية إلى أوكرانيا منعاً لوقوع صدام مع الجيش الروسي، لِما قد يدفع إليه هذا السيناريو من إمكانية اندلاع حرب عالمية ثالثة. أمّا الخيار الثاني، فيتمثّل في فرض عقوبات بدلاً من إرسال قوات، وهو ما بدأ الغرب تطبيقه منذ إعلان بوتين الاعتراف باستقلال «جمهوريتَي» دونيتسك ولوغانسك، بهدف «سحق» الاقتصاد الروسي. ومن المرجّح، أيضاً، أن يعمد الكونغرس قريباً إلى فرض حزمة من العقوبات ضدّ النظام المالي الروسي والواردات التكنولوجية، إضافة إلى فصل روسيا عن نظام «SWIFT»، وهو ما سيعود بالضرر على البنوك الروسية، كما سيفقد عدداً من الشركات فرص التعاون الدولي والتنمية، فضلاً عن حظر خطّ الأنابيب «نورد ستريم 2» نهائياً. لكن بوتين كان واضحاً بتأكيده أن بلاده مستعدّة للعقوبات التي أصبحت أداة الغرب الوحيدة لمواجهة بلاده. وبحسب الخبراء، ستكون للعقوبات تبعات كبيرة على الاقتصاد الروسي، لكنّها ستترك آثارها أيضاً على الغرب، فضلاً عن أنها ستدفع روسيا إلى أحضان الصين، الأمر الذي يمثّل خطراً كبيراً على خطط واشنطن لمواجهة بكين. وأثبتت الأسواق الروسية، أمس، قدرة على استيعاب صدمة الأسواق، فيما سَجّل الروبل رقماً قياسياً وصل إلى 100 روبل مقابل الدولار في ساعات الصباح الأولى للعملية، ليعود ويتراجع إلى 86.
أمّا الخيار الأخير، فهو الجنوح إلى التهدئة، واعتبار العملية الروسية درساً مستفاداً، والجلوس إلى طاولة المفاوضات مع روسيا لبحث نظام أمني جديد، خصوصاً أن التصعيد يضع واشنطن أمام أزمة خطيرة تتمثّل في «تدمير القواعد العالمية القائمة على الإرادة والهيمنة الأميركية». وفي هذا الإطار، يلفت الخبراء الروس إلى أن «الولايات المتحدة أمام معضلة الخطوات التي يمكنها اتّخاذها ردّاً على موسكو»، فإذا «سمحت لروسيا بتغيير الوضع الراهن على هذا النحو من دون عقاب، فأين الضمانة بأن الدول الأخرى في الغد لن تتبع مسار موسكو»، وفي هذا إشارة تحديداً إلى الصين التي تريد استعادة تايوان، ولن تتردّد في الإقدام على ذلك إذا ما لمست أن العزم الأميركي قد تصدّع، وحينها ستكون مختلفة تماماً في شرق آسيا.
البناء
بوتين يحسم نصف الحرب في يومها الأول بتفكيك البنية العسكريّة الأوكرانيّة
النقطة الحرجة في العقوبات وتوازن الرعب: «سويفت» مقابل إمدادات الغاز
حردان وحجازي: لرفع الحاصل الوطنيّ ولحماية المقاومة والوحدة والسلم الأهليّ
صحيفة البناء كتبت تقول “بخلاف النفي الروسي الدائم للاتهامات الأميركية بوجود نوايا وخطط مسبقة لغزو أوكرانيا، أو على الأقل شن حرب شاملة عليها، أثبتت المعلومات الاستخبارية الأميركية التي بدأ تداولها منذ مطلع الشهر الحالي، أنها لم تكن مجرد بروباغندا أميركية للتهويل أو المساومة، وما جرى أمس فجراً، براً وبحراً وجواً، لم يكن إلا تعبيراً عن تنفيذ القوات الروسية لقرار وخطة حرب شاملة على أوكرانيا، تدرجت خلال أسبوع بالاعتراف الروسي بجمهوريتي دونباس، لحقه توقيع معاهدات تعاون ذات شق دفاعي مع كل منهما، ليبدأ الجيش الروسي العملية التي حذرت واشنطن وحلفاؤها موسكو من القيام بها، والفوز الأميركي بإثبات صحة المعلومات، يجعل الفشل الأميركي بتفادي وقوع الحرب وردع موسكو عن البدء بها، ولاحقاً الفشل في حماية النظام الحليف في كييف، مسؤولية أكبر، حيث لا حجة لواشنطن بأنها تفاجأت، فهي لم تتلق تحذيرات بوجود خطر حرب، بل هي من أطلق هذه التحذيرات، ولم تفعل شيئاً، وبمثل ما عرفت بالخطة كانت تعلم بحدود القدرة الأوكرانية على الصمود بوجهها، وبحدود ما ستفعله أميركا والناتو لمنع الحرب أو لدعم النظام الحليف، ولذلك رفضت تقديم الضمانات التي كانت تكفي لتراجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن قرار الحرب، سواء لجهة التراجع عن نوايا نظام كييف بامتلاك سلاح نووي، او لجهة التزام الناتو بعد ضم أوكرانيا الى صفوفه، فما نفع العناد هنا طالما ان أوكرانيا بقوة ما حدث ستكون عاجزة عن التفكير بامتلاك سلاح تقليدي وليس سلاحاً نووياً، وسيكون التفكير بضمّها للناتو ضرباً من الخيال، ويصير السؤال لماذا ضحت واشنطن بأوكرانيا ولم تفعل ما ينقذها، ما دامت عاجزة عن خوض حرب او التهديد بها، كما فعلت موسكو يوم جاهرت واشنطن بغزو كوبا، وكانت التسوية التي ضمنت لأميركا أمنها في الجوار وضمنت لكوبا استقلالها؟
فجر اليوم بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حربه الشاملة على أوكرانيا، دون ان يظهر حجم نية التوغل البري في الأراضي الأوكرانية، لكن نتائج اليوم الأول من الحرب كانت كافية للقول بأن موسكو حققت نصف أهدافها، بتدمير البنية التحتية العسكرية الأوكرانية، حيث خرجت كييف بنهاية هذا اليوم دون مطارات ودون رادارات ودون نظام صاروخيّ ودون دفاع جوي، فنزعت أنيابها ومخالبها، وصار زمام المبادرة لتحديد سقف الحرب ملك أيدي موسكو وحدها، وخرجت في كييف وأوروبا وواشنطن مقارنات تنتهي بأسئلة، من نوع لماذا لم تصمد أوكرانيا على الأقل كما صمد العراق بوجه الحرب الأميركيّة، فرغم تعرّض العراق لحصار عشر سنوات، تمكّن جيشه من الصمود لأسبوعين قبل أن تنهار دفاعاته الأساسية، وهو يواجه كل الجيوش الأميركيّة، ويقع تحت عزلة عربية ودولية، ويشارك أكثر من نصف شعبه في الحرب ضد النظام، وقارن البعض بين صمود المقاومة بوجه جيش الاحتلال الإسرائيلي وقدراته النارية سواء في حرب تموز 2006 على لبنان، التي استمرت لثلاثة وثلاثين يوما، أو في الحروب التي تعرّضت لها غزة وكانت آخرها معركة سيف القدس.
النصف الثاني من الحرب حدّد بوتين عنوانه وهو تسليم أي حكم في أوكرانيا بعدم امتلاك أي سلاح يهدد الأمن الروسي والتزام الحياد، ويبدو هذا النصف مرهوناً بنجاح موسكو في تحويل الانتصارات العسكرية الى حراك داخلي في أوكرانيا على مستوى النخب السياسية والعسكرية والاقتصادية، في ظل خريطة للعمليات بدا انها تستهدف مناطق تراهن موسكو على خروج نخب ذات أصول روسية فيها لإعلان استقلال مشابه لجمهوريتي دونباس، مثل خاركوف وأوديسا وسواهما.
المواجهة الأميركية الأوروبية التي تتخذ طابعاً قانونياً ومالياً، تحت عنوان العقوبات شملت خطوات جديدة تمثلت بتجميد أصول بنوك وشركات روسية قال الرئيس الأميركي جو بايدن أنها تزيد عن تريليون دولار، لكن مصادر مالية في موسكو قالت إن النقطة الحرجة في المواجهة المالية، والتي تمثل توازن رعب متبادل بين موسكو وواشنطن، تتمثل في معادلة منع موسكو من استخدام نظام السويفت للتحويلات، وما سيعنيه من توقف إمدادات الغاز الروسية إلى أوروبا، فما يجعل موسكو لا توقف شحنات الغاز هو فقط ضمان تدفق أثمان الغاز المباع الى حسابها، ويعرف الأميركيون والأوروبيون أن هذه تعادل تلك، وأن لا بدائل للغاز الروسي بالنسبة لأوروبا، فنورت ستريم 2 هو أنبوب لم يتم استخدامه بعد، وتعليقه لا يؤثر على السوق، لكن أنبوبين روسيين آخرين يضخان 40% من حاجات أوروبا من الغاز عبر أوكرانيا، وبولندا، سيترتب على توقفهما اشتعال حرب أسعار لن يتحملها العالم، فسعر برميل النفط يسابق على سعر 110 دولارات للبرميل، دون وقف أنابيب الضخ الى أوروبا، وألف متر مكعب من الغاز قفز فوق الـ 1300 دولار، ويسير سريعاً نحو الـ 2000 دولار في حال توقف الأنابيب.
لبنانياً، الحدث الروسي الأوكراني حضر بقوة، سواء لجهة الموقف السياسي، الذي تفرد وزير الخارجية بإعلانه مندداً بالموقف الروسي خلافاً لقاعدة النأي بالنفس، او لجهة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية في أسعار النفط والقمح.
سياسياً وانتخابياً التقى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان بالأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان علي حجازي، وفي نهاية اللقاء أكد تفاهم الحزبين على مقاربة المتغيرات والاستحقاقات والتحديات، خصوصاً لجهة ما ينتظر لبنان وسورية، وتطرّقا الى استحقاق الانتخابات النيابية في لبنان، وأعلنا أن المطلوب هو رفع الحاصل الوطني لحماية المقاومة والوحدة الوطنية والسلم الأهلي.
استقبل رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان علي حجازي على رأس وفد قيادي.
وجرى خلال اللقاء عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية والتحديات التي تواجه لبنان على أكثر من صعيد، وسبل مواجهتها. وفي هذا السياق كانت وجهات النظر والمواقف متطابقة لجهة التمسك بخيار الدفاع عن وحدة لبنان بمواجهة الطروحات التقسيمية، والتأكيد على صون الاستقرار وحماية السلم الأهلي وتحصين الأمن الوطني والاجتماعي والصحي والغذائي.
واعتبر المجتمعون أنّ الطائفية هي سبب الويل الذي أصاب لبنان، وقد رعتها القوى الاستعمارية وحمتها في إطار نظام طائفي لم يجلب للبنان واللبنانيين سوى المآسي والحروب. وأكدوا التمسك بالإنجازات الوطنية التي تحققت بدءاً بترسيخ هوية لبنان وانتمائه القومي، إلى إسقاط مشاريع التقسيم والتفتيت ودحر الاحتلال والإرهاب، إلى امتلاك عناصر القوة المتمثلة بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة. معتبرين أنّ هذه الإنجازات لا يمكن التفريط بها، مهما كانت الأكلاف.
وتطرّق اللقاء الى استحقاق الانتخابات النيابية وضرورة تضافر الجهود وتنسيق المواقف بما يحقق المصلحة الوطنية. وقد شدّد المجتمعون على أهمية تحقيق نتائج كبيرة في الانتخابات النيابية، ورفع الحاصل الوطني لمصلحة قوى المقاومة، لضمان ترسيخ وحدة لبنان وحماية سلمه الأهلي.
وأدان المجتمعون العدوان الصهيوني المتمادي على مناطق سورية والانتهاكات المتواصلة لسيادة لبنان، معتبرين أنّ كلّ تصعيد يقوم به العدو الصهيوني، لا بدّ أن يقابَل بمثله، وأنّ قوى المقاومة لن تتأخر عن القيام بواجباتها في المواجهة المفتوحة ضدّ الاحتلال والإرهاب.
وفرضت الحرب الروسية – الأوكرانية ايقاعها على المشهد الدولي وسط ترقب لتداعياتها السياسية والعسكرية والاقتصادية على العالم لا سيما على أسواق الطاقة، مع تسجيل أسعار النفط والذهب والقمح العالمية ارتفاعاً ملحوظاً فور بدء العمليات العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية.
وفيما سارعت دول العالم لإعلان مواقفها من الحرب بين مؤيد للحرب الروسية على أوكرانيا وبين معارض لها ما يعكس انقسام العالم بين محورين، أدان لبنان الاجتياح الروسي لأوكرانيا في موقف لم تُعرَف خلفياته ومبرراته. ولفتت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان الى أن “لبنان يدين اجتياح الأراضي الأوكرانية ويدعو روسيا إلى وقف العمليات العسكرية فوراً وسحب قواتها منها والعودة إلى منطق الحوار والتفاوض كوسيلة أمثل لحلّ النزاع القائم بما يحفظ سيادة وأمن وهواجس الطرفين ويسهم في تجنيب شعبي البلدين والقارّة الأوروبية والعالم مآسي الحروب ولوعتها”.
وفيما يعكس موقف الخارجية اللبنانية انحيازاً واضحاً لأوكرانيا ضد روسيا من دون تقديم المبررات الموضوعيّة لذلك، أكدت مصادر عين التينة لـ”البناء” أن “بيان الخارجية صدر بعيداً عن عين التينة ولم يكن لديها علم بالأمر”، مستغربة صدور هذا البيان. فيما أبدت أوساط سياسية في فريق المقاومة استغرابها الشديد لتفرد رئاسة الحكومة ووزارة الخارجية بتحديد موقف لبنان من دون العودة الى مجلس الوزراء”، مشيرة الى أن بيان الخارجية مغامرة غير محسوبة ولا تخدم العلاقات المميّزة مع روسيا، علماً أن موسكو لطالما وقفت الى جانب لبنان في أزماته وقدّمت الكثير من العروض الكهربائية والاقتصادية لتنمية القطاعات الإنتاجية في لبنان وتم رفضها من قبل الحكومات المتعاقبة وآخرها العروض الحالية لبناء معامل كهرباء يمكن أن تحل أزمة الكهرباء المزمنة في لبنان ويتم تجاهلها من قبل الحكومة الحالية التي تعكف اليوم على دراسة ومناقشة خطة الكهرباء التي قدمها وزير الطاقة ولم يتم التوصل الى اتفاق حكومي حولها.
وفي سياق ذلك، لفت مرجع ديبلوماسي سابق لـ”البناء” الى أن “لبنان لم يكن مضطراً لإدانة الاعمال العسكرية الروسية في أوكرانيا والانحياز لطرف ضد الآخر، وكان عليه الاكتفاء بدعوة الطرفين لضبط النفس ووقف العمليات العسكرية وبدء الحوار”، وتساءل: “ما إذا كان تبرير موقف الخارجية اللبنانية من حرب اليمن بإدانة قصف حركة أنصار الله ضد السعودية والامارات، بالحجم الكبير للمصالح التي تربط لبنان بدول مجلس التعاون الخليجي، فما الذي يبرر موقفها من الحرب في أوكرانيا؟ فلماذا نزجّ بأنفسنا في هذا التوتر الدولي؟ فهل الهدف استرضاء الأميركيين والاتحاد الأوروبي؟ وأوضح المرجع أن تبرير الموقف بوجود مصالح اقتصادية كبيرة مع أوكرانيا غير صحيح، فحجم التبادل التجاري بين لبنان وأوكرانيا لا يتعدى المئة مليون دولار سنوياً، كما أن لبنان يستورد 30 ألف طن من القمح الأوكراني فقط ويمكنه تأمين هذه الكمية من أسواق أخرى، وبالتالي بيان الخارجية غير مبرر”.
وأشار مدير عام الحبوب والشمندر السكري في وزارة الاقتصاد جرجس برباري الى “اننا نستورد القمح من اوكرانيا ورومانيا وروسيا، ونعمل من اجل تأمين الامن الغذائي لـ 7 ملايين شخص”. ولفت الى ان “مخزون القمح يكفي لمدة شهر ونصف”، لافتاً الى ان هناك 4 و5 بواخر في طريقها الى لبنان وبعض المطاحن ترفض تسليم القمح بانتظار ارتفاع اسعاره العالمية، ولكن المادة لا تزال مدعومة 100 %”.
من جانبه، اكد نائب رئيس اتحاد نقابات المخابز والافران علي ابراهيم ان “القمح موجود في المطاحن، لكن هناك خلافاً بين وزارة الاقتصاد وأصحاب المطاحن على تسعيرة النخالة”، لافتاً الى انه “اذا لم تسلّم مادة الطحين للأفران سنصل الى ازمة رغيف ونأمل ان تحل المشكلة”.
وانعكس ارتفاع أسعار النفط العالمية على سوق المحروقات في لبنان مع توقعات، أكّد عضو نقابة أصحاب المحطات جورج البراكس، أنّ “الأزمة الرّوسيّة – الأوكرانيّة ستؤثّر حُكمًا على أسعار المحروقات، وسيرتفع سعر صفيحة البنزين ليصل إلى نحو 400 ألف ليرة، هذا إذا بقي سعر الدولار مستقرًّا على ما هو عليه اليوم”.
ومع تصاعد وتيرة العمليات العسكرية الروسية، برزت الخشية على الرعايا اللبنانيين في أوكرانيا، فقد دعت اللجنة الطالبيّة في لبنان في بيان، وزارة الخارجية والمغتربين الى “إجلاء الطلاب اللبنانيين من اوكرانيا فوراً، على نفقة الدولة اللبنانية، وذلك حفاظاً على أرواحهم ومن منطلق ضرورة ان تتحمل الدولة المسؤولية الكاملة تجاه مواطنيها المنتشرين في العالم”.
من جهتها، دعت وزارة الخارجية جميع الرعايا اللبنانيين المقيمين في اوكرانيا الى توخي أقصى درجات الحيطة والحذر والبقاء حالياً في أماكن آمنة. وأكدت الوزارة “أنها تجري اتصالاتها السياسية مع جميع الدول المعنية والصديقة، بما فيها دول الجوار لتأمين الممرات الآمنة، وتسهيل مغادرة الرعايا اللبنانيين الراغبين بذلك وفقًا لتطور الحالة الأمنية”.
على صعيد ملف ترسيم الحدود اللبنانية البحرية، لم تعرف حقيقة حذف الرسالة اللبنانية للأمم المتحدة التي تثبت الحقوق اللبنانية كاملة لا سيما الخط 29، رغم تأكيد وزارة الخارجية ومندوبة لبنان في مجلس الامن أمل مدللي أن الرسالة لا زالت موجودة في أرشيف الأمم المتحدة.
وفيما توقعت مصادر “البناء” أن يعود الوسيط الأميركي في ملف الترسيم آموس هوكشتاين الى بيروت قريباً للعمل على استئناف المفاوضات، كشف مساعد وزير الخارجية الاميركي الأسبق دافيد شنكر في حديث تلفزيوني “عن عرض قدّمه بعض أعضاء الحكومة اللبنانية كصفقة لرفع العقوبات عن النائب جبران باسيل”. وقال: “لا اعتقد ان الادارة الاميركية تقبل بهذا النوع من المقايضة، ولكن سنرى الى اين تصل. هوكشتاين قال إنه سينتظر لمدة اسبوعين ثم سيلغي الاتفاق”.
في المقابل جدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال استقباله قائد قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب “اليونيفيل” الجنرال ستيفانو دل كول في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهامه، “تمسك لبنان بحقوقه وسيادته الكاملة براً وبحراً وجواً، وبتطبيق القرار 1701”، لافتاً الى ان “الخروق الإسرائيلية المتكررة لسيادته هي موضع إدانة من اللبنانيين وعلى الأمم المتحدة ممارسة الضغط على “إسرائيل” لوقفها”.
واستقبل رئيس الجمهورية، وفداً من شركة “الفاريز ومارسال” ضم جيمس دانيال وبول شارما، بحضور مفوض الحكومة لدى مصرف لبنان كريستال واكيم، شرح المراحل التي توصلت اليها الشركة في التدقيق الجنائي في تقييم “الداتا” التي وصلتها من مصرف لبنان. ومن المقرر ان ينتهي التقييم مع بداية الأسبوع المقبل حيث أبدى الوفد امله في ان تكون “الداتا التي تسلمتها الشركة متوافقة مع لائحة المعلومات التي طلبتها”.
على صعيد آخر، لم تفضِ اللجنة الوزارية المكلف دراسة خطة الكهرباء في جلستها أمس في السراي الحكومي الى أي نتيجة، وانتهت من دون اتفاق وسط خلافات بين الوزراء على بنود الخطة وآليات تطبيقها وجدواها الاقتصادية وعدم قدرتها على حل أزمة الكهرباء بحسب ما أفادت مصادر “البناء”. ما يجعل مصير جلسة مجلس الوزراء التي كانت متوقعة اليوم مجهولاً حتى منتصف ليل أمس. إذ لم تبلغ دوائر القصر الحكوميّ الوزراء أي تأكيد بعقد الجلسة. لكن وزير الطاقة وليد فياض قال: “دُعينا إلى جلسة لمجلس الوزراء غدًا (اليوم)، للبحث في خطة الكهرباء الوطنية، وهي ولم تُلغ حتى اللحظة، “وبكون حظ اللبنانيين حلو اذا اتبنت بكرا”. وتحدث فياض في حديث تلفزيوني عن “تريث بالموافقة على خطة الكهرباء، على الرغم من التعديلات، ولا أفهم ما هي أسباب تأخير الموافقة عليها”.
في غضون ذلك، بقي الوضع الأمني في الواجهة بعد الإنجاز الذي حققته شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي بالكشف عن شبكة إرهابية كانت تعد لعمليات تفجير في الضاحية الجنوبية، وكان الإنجاز محل تقدير وتنويه من مختلف القوى السياسية.
وأشاد حزب الله “بالإنجاز الهام الذي حققته قوى الأمن الداخلي وفرع المعلومات ويضاف إلى الإنجاز النوعي بكشف شبكات أمنية تعمل لمصلحة العدو الصهيوني والتجسس على المقاومة ومواقعها وعناصر قوتها”. ودعا الحزب في بيان إلى “اليقظة والتنبه ومواصلة الجهود الممتازة ورفع مستوى الجهوزية والتنسيق بين جميع الأجهزة المعنية وعدم السماح للعدو من الاستفادة من أي ثغرة محتملة في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الراهنة”.
وتخوفت مصادر سياسية عبر “البناء” من مخطط يهدف للإطاحة بالانتخابات النيابية عبر العبث بأمن واستقرار لبنان بإعادة استخدام التنظيمات الإرهابية من جديد، وذلك بعدما تبين للأميركيين والسعوديين بأن الانتخابات لن تعدل في موازين القوى النيابية ولا بالمعادلة السياسية”.
وفي موازاة ذلك، أعلن وزير الداخلية بسام المولوي من قصر بعبدا انه سيسلم اليوم مجلس الوزراء دراسة “الميغاسنتر”، وقال: “تطرقت مع فخامة الرئيس الى آخر التحضيرات التي نقوم بها لإنجاز العملية الانتخابية بدقّة وسلاسة وشفافية كي يتمكن جميع المواطنين من الوصول الى أقلام الاقتراع سواء في الداخل او الخارج”.
وفيما أشارت معلومات “البناء” الى أن التيار الوطني الحر مصر على تضمين قانون الانتخاب موضوع “الميغاسنتر” غرّد رئيس التيار النائب جبران باسيل قائلاً: “الميغاسنتر هو مركز اقتراع للساكنين بعيداً من مناطقهم. الحكومة أنشأت 219 مركزاً في 59 دولة في العالم وما في أي عذر ما تعمل 7 مراكز بلبنان وإلا عم تحرم الناس من الاقتراع بسبب البعد وكلفة الانتقال، عم تشجع المال السياسي وعم تخفض نسبة المشاركة. الوقت كافي، الكلفة بسيطة والانتخاب اسهل. ما رح نقبل”.
اللواء
الإنقسام الوزاري يهدّد خطة الكهرباء رغم تحذيرات البنك الدولي
عون يستعجل شركة التدقيق .. وتهافت على الخبز والمحروقات
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “يسابق الحكم ومعه الحكومة، عن اتفاق أو عن اضطرار، الوقت، في ما خصَّ سلسلة من الاستحقاقات من خطة الكهرباء، التي دعي مجلس الوزراء لاقرارها عند الثالثة من بعد ظهر اليوم، إلى الموازنة المنجزة، وغير المرغوب فيها، التي تحط في بعبدا بين وقت وآخر قريبين، لتحصل على التوقيع من الرئيس ميشال عون، قبل احالتها إلى مجلس النواب، في محاولة لتعديل الاجندات، بحيث قد تقر قبل بدء الانتخابات النيابية التي تتزايد التحضيرات لاجرائها، لوجستياً، وادارياً ومالياً، فيما تنصب الجهود على تدارك النتائج الكارثية للتدخل العسكري الروسي ضد نظام اوكرانيا الموالي للغرب، لجهة اللبنانيين العالقين هناك من طلاب ورجال أعمال، إلى المخاوف من أزمة رغيف، والاشارة إلى ان لبنان يستورد القسم الأكبر من القمح الأوكراني لصناعة الرغيف ومشتقاته والطحين وما تدخل في صناعته كغذاء، فضلا عن ا لمخاوف من أزمة ارتفاع في أسعار المحروقات كارتداد مباشر لارتفاع سعر برميل النفط إلى ما فوق إلى 105 دولارات للبرميل مع قفزات هائلة بسعر الذهب، جعلت اللبنانيين يتهافتون على السوبر ماركات والأفران لشراء الخبز والكعك وما يرتبط بها، في وقت كانت فيه الجالية الاوكرانية في بيروت تتظاهر في محيط السفارة الروسية ببيروت، تنديداً بالاجتياح الروسي لأوكرانيا، وسط هلع في صفوف الجالية اللبنانية هناك.
وسط ذلك، يعقد مجلس الوزراء جلسة في القصر الجمهوري برئاسة الرئيس ميشال عون عند الثالثة من بعد الظهر للبحث في خطة الكهرباء وامور طارئة لاتخاذ القرارات المناسبة بشأنها. ولم يعرف ما اذا كان موعد الجلسة ثابتاً في ظل استمرار التباين والخلاف على خطة الكهرباء.
وعشية الجلسة، أبلغ المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في البنك الدولي ساروج كومار جاه، مع فريق عمل الرئيس نجيب ميقاتي ان البنك يرغب برؤية تبني الحكومة لخطة الكهرباء في أسرع وقت ممكن، لأنها شرط أساسي للبنك الدولي من أجل تأمين التمويل لقطاع الكهرباء.
على صعيد التحقيق في حساب مصرف لبنان، استقبل الرئيس عون قبل ظهر امس في قصر بعبدا، وفدا من شركة «الفاريز ومارسال» ضم السيدين جيمس دانيال وبول شارما، حيث تم في حضور مفوض الحكومة لدى مصرف لبنان السيدة كريستال واكيم، شرح المراحل التي توصلت اليها الشركة في التدقيق الجنائي في تقييم «الداتا» التي وصلتها من مصرف لبنان. ومن المقرر ان ينتهي التقييم مع بداية الأسبوع المقبل حيث ابدى الوفد امله في ان تكون «الداتا» التي تسلمتها الشركة متوافقة مع لائحة المعلومات التي طلبتها.
وهكذا، إنشغل لبنان الرسمي والشعبي بمتابعة اخبار الحرب الروسية– الاوكرانية التي اندلعت على نطاق واسع فجرامس، واهتم المسوؤلون بإنعكاساتها على اللبنانيين في اوكرانيا بشكل خاص حيث توجد جالية لا بأس بها بين رجال اعمال وطلاب، وكذلك انعكاسها على الاقتصاد العالمي الذي يتاثر به لبنان لا سيما على صعيد ارتفاع اسعار القمح والمحروقات وربما تراجع تصديرها.
وفي هذا الصدد، اعلن عضو نقابة أصحاب المحطات جورج البراكس ان الازمة الروسيّة- الأوكرانيّة ستؤثر حكماً على أسعار المحروقات وسيرتفع سعر البنزين ليصل إلى حوالى الـ 400 ألف هذا إذا بقي سعر الدولار مستقراَ على ما هو عليه اليوم.
كما اشار مدير عام الحبوب والشمندر السكري في وزارة الاقتصاد جرجس برباري الى «اننا نستورد القمح من اوكرانيا ورومانيا وروسيا، ونعمل من اجل تأمين الامن الغذائي لـ 7 مليون شخص». ولفت الى ان «مخزون القمح يكفي لمدة شهر ونصف، لافتا الى ان هناك 4 و5 بواخر في طريقها الى لبنان وبعض المطاحن ترفض تسليم القمح بإنتظار ارتفاع اسعاره العالمية، ولكن المادة لا تزال مدعومة مئة في المئة.
من جانبه، اكد نائب رئيس اتحاد نقابات المخابز والافران علي ابراهيم ان «القمح موجود في المطاحن، لكن هناك خلافاً بين وزارة الاقتصاد وأصحاب المطاحن على تسعيرة النخالة، مشيراً الى انه «اذا لم تسلّم مادة الطحين للافران سنصل الى ازمة رغيف ونأمل ان تحل المشكلة اليوم».
على الصعيد الرسمي لمتابعة اوضاع اللبنانيين، اجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب وتداول معه في أوضاع أبناء الجالية اللبنانية في أوكرانيا والإجراءات الاحترازية الواجب اعتمادها لتأمين سلامتهم وتوفير الحاجات الضرورية لهم. وشدد الرئيس عون على «ضرورة إبقاء التواصل قائما معهم لمتابعة أوضاعهم ومواكبة التطورات وما يمكن اتخاذه من إجراءات عند الضرورة بالتعاون مع سفارات الدول الصديقة في أوكرانيا» .
واكد الوزير بو حبيب للرئيس عون ان «الوزارة تجري الاتصالات اللازمة في هذا الاطار لمتابعة أوضاع أبناء الجالية اللبنانية في أوكرانيا والطلاب اللبنانيين الذين يتابعون دراستهم هناك».
وزار بو حبيب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وأطلعه على ما تقوم به الوزارة من مساعٍ بعد إندلاع الازمة الروسية- الأوكرانية ومعالجة تداعياتها على اللبنانيين المقيمين في أوكرانيا.
وقال بو حبيب بعد اللقاء: لقد شكلنا خلية أزمة مكونة من موظفين ودبلوماسيين في وزارة الخارجية وسفراء لبنان في بولندا وأوكرانيا ورومانيا وروسيا، وقد وضعنا خطاً هاتفياً مفتوحاً لمتابعة التطورات، كما أنشأنا تطبيقا هاتفيا لتمكين اللبنانيبن المقيمين في أوكرانيا من الدخول اليه وتسجيل أسمائهم لكي يتواصلوا مع السفارة اللبنانية حول إقامتهم أو ذهابهم وإيابهم.
وأضاف: كما إجتمعت (امس) مع سفراء جوار أوكرانيا ومنهم سفير بولندا وسفير رومانيا وقد أبلغونا أن الطرق البرية ستكون مفتوحة أمام اللبنانيين الذين يرغبون بمغادرة أوكرانيا براً الى رومانيا أو بولندا، كما نعمل على إصدار بيان يدين، بإسم الدولة اللبنانية أعمال الحرب، ويدعو الى الحوار عبر أقنية الأمم المتحدة.
وأصدرت وزارة الخارجية والمغتربين بيانا دعت فيه «بعد التشاور مع سفارة لبنان في أوكرانيا، جميع الرعايا اللبنانيين المقيمين في اوكرانيا الى توخي أقصى درجات الحيطة والحذر والبقاء حالياً في اماكن آمنة، وحثت الرعايا اللبنانيين الراغبين بالمغادرة على تسجيل اسمائهم على الرابط الالكتروني التالي: https://mfa.gov.lb/Ukraineform
واوضح البيان «ان الوزارة تتابع اتصالاتها السياسية مع جميع الدول المعنية والصديقة، بما فيها دول الجوار لتأمين الممرات الآمنة وتسهيل مغادرة الرعايا اللبنانيين الراغبين بذلك وفقا» لتطور الحالة الامنية، وستقوم باصدار بيانات لاحقة تشرح فيها الخطوات المتخذة بهذا الخصوص».
ونظمت الجالية الاوكرانية في لبنان وقفة إحتجاجية امام السفارة الروسية في بيروت، إستنكاراً للقصف الروسي على اوكرانيا. وقال السفير الأوكراني «أشدّد على ضرورة وحدة الشعب الأوكراني، وأستنكر الغزو الروسي، وأنوّه برسائل التضامن التي وصلت إلى الجالية الأوكرانية.
لجنة الكهرباء: لا توافق
في الداخل، ترأس رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي امس في السراي الحكومي إجتماع اللجنة الوزارية المكلّفة دراسة خطة الكهرباء قبل عرضها على مجلس الوزراء. وشارك في الإجتماع: وزير التربية عباس الحلبي، وزير العدل هنري الخوري، وزير المالية يوسف خليل، وزير الشؤون الإجتماعية هكتور الحجار، وزير الصناعة جورج بوشكيان، وزير الإتصالات جوني القرم، وزير الطاقة والمياه وليد فياض، وزير الثقافة محمد مرتضى، وزير البيئة ناصر ياسين، وزير الزراعة عباس الحاج حسن، وزير الأشغال العامة علي حمية، المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير، الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، رئيس مجلس إدارة كهرباء لبنان كمال حايك، ومدير مكتب الرئيس ميقاتي جمال كريّم.
وقد انتهى اجتماع اللجنة الوزارية قرابة السابعة مساء من دون البت في الملف. وكان من المفروض ان يعقد مجلس الوزراء جلسة في القصر الجمهوري برئاسة رئيس الجمهورية، عند الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم، للبحث في خطة الكهرباء اذا انتهت منها اللجنة الوزارية، وأمور طارئة لاتخاذ القرارات المناسبة بشأنها. لكن ما حصل في اجتماع اللجنة ارجأ على الارجح الجلسة الى وقت لاحق حتى لا تنتقل اجواء الخلاف الى مجلس الوزراء في بعبدا.لكن حتى ساعات المساء لم يكن قد حسم تأجيل الجلسة او عقدها.
وتبين ان سبب الخلاف في اللجنة هو تمسك وزير الطاقة ببعض بنود خطته عبر تشغيل معملي الزهراني وديرعمار بواسطة 3 مصادر الغاز والديزل والفيول الثقيل، ولكن المعملين لا يكفيان لسد حاجة لبنان من الكهرباء 2800 ميغاواط ولا بد من اقامة معمل سلعاتا، وهذا ما كان موضع رفض من الرئيس ميقاتي ومعظم الوزراء نظراً لكلفته العالية من استملاكات وإنشاءات وسواها وعدم جدواه الاقتصادية، وقد اشار ميقاتي الى ان هناك عروضاً كثيرة من الخارج منها عرض شركة «سيمنيز» الالمانية التي تعهدت بتوفير الكهرباء 24 ساعة على اربع وعشرين بكلفة 8 سنت للكيلو واط بطريقة «بي او تي». ويجب إدخال هذه العروض في الخطة.
عراقيل لإرجاء الانتخابات
انتخابياً، اعتبرت مصادر سياسية ان اصرار رئيس الجمهورية ميشال عون ووريثه السياسي النائب جبران باسيل على انشاء «الميغاسنتر»، كشرط لاجراء الانتخابات النيابية المقبلة، بالتزامن مع المطالبة بتعديل قانون الانتخابات بخصوص حصر تصويت المغتربين بالنواب الستة وليس لـ 128 نائبا، كما هو في القانون الحالي، معناه عرقلة واضحة لاجراء الانتخابات، بالرغم من كل الادعاءات بالحرص على أجرائها ظاهريا، امام الرأي العام والخارج.
وقالت المصادر انه يستحيل انشاء «الميغاسنتر» تقنيا، بما تبقى من الوقت الفاصل، بينما يعارض اكثر من طرف ضمنيا انشاؤه، ومن بينهم حزب الله، حليف التيار الوطني الحر، لاعتبارات تتعلق بتفلت قسم من الناخبين من هيمنته. اما تعديل قانون الانتخابات، بما يتعلق بتصويت المغتربين، فمرده إلى ان عددا كبيرا من هؤلاء المغتربين، يقترعون في الدائرة التي من المرتقب ان يترشح فيها باسيل بالبترون. ويخشى استنادا الى استطلاعات الراي التي اجريت، ان يقترعوا ضده ،وقد اصبح من المستحيل، بظل الخلاف المستفحل بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري والنائب جبران باسيل واطراف اخرين يعترضون على التعديل ايضا.
وتوقعت المصادر ان تتصاعد مواقف الفريق الرئاسي المطالبة بتعديل قانون الانتخابات النيابية بخصوص المغتربين والمطالبة بانشاء الميغاسنتر، في الايام القليلة الماضية، بينما اصبح واضحا، بأن هناك استحالة لتحقيق هذين المطلبين، قبيل اجراء الانتخابات، ولكن يخشى من عراقيل مفتعلة او احداث غيرمتوقعة لحليف التيار الوطني الحر للاطاحة بالانتخابات، لتفادي الخسارة شبه المؤكدة للتيار في العديد من الدوائر الانتخابية، بسبب رفض معظم الاطراف التحالف معه، خلافا لما كان يحصل سابقا.
السنيورة في دار الفتوى
سياسياً، وبعد المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس فؤاد السنيورة حول طبيعة المواجهة والحاجة للاقتراع وعدم ترك الساحة للطارئين، زار السنيورة دار الفتوى، والتقى المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، في محاولة «لتوضيح حقيقة المعركة الانتخابية» في ضوء الانهيارات الكبرى التي يشهدها لبنان.
وقال ردا على سؤال عن وجود خلاف مع الرئيس سعد الحريري ومحاولة لملء الفراغ قال: «أولا، ليس هناك من خلاف مع سعد الحريري على الإطلاق، أمَّا موضوع الحلول محل سعد الحريري، فلقد ذكرت ذلك بكلام شديد الوضوح، أنا لست هنا من أجل أن أحل محل سعد الحريري، لا أحد يحل مكانه، وأوردت حرفيا البارحة في كلامي، وسأعيد قراءة ما قلته البارحة: لا أحد- وبشكل مطلق- يمكن أن يرث الرئيس سعد الحريري، فهو زعيم لبناني له كل الاعتبار.
وبقي ملف ترسيم الحدود البحرية في الواجهة. وكشف مساعد وزير الخارجية الاميركي الأسبق دافيد شنكر عن عرض قدمه بعض أعضاء الحكومة اللبنانية كصفقة لرفع العقوبات عن النائب جبران باسيل. وقال لا اعتقد ان الادارة الاميركية تقبل بهذا النوع من المقايضة. ولكن سنرى الى اين تصل. هوكشتاين قال انه سينتظر لمدة اسبوعين ثم سيلغي الاتفاق.
1060152 إصابة
صحياً، اعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي عن تسجيل 3152 إصابة جديدة بفايروس كورونا مما رفع العدد التراكمي إلى 1060152 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.
المصدر: صحف