عادَ حسان – وما غاب ، يصفعُ المحتلَ بيدٍ لن تُصافح ، وبعصفِ الجهادِ الذي لن يَنتهي، حاملاً بشائرَ النصرِ الجديد..
عادَ بعونٍ من اللهِ العزيزِ الحكيم، طائرةً مسيرةً حُرَّةً في سماءِ فلسطين، جالت سبعينَ كيلومتراً او يزيد، خَطفت انفاسَ العدوِ وتَرَسانتِه الحربية، اخترقت كلَّ اجراءاتِه وتأهباتِه الاستخباراتية، أذابت قُبتَه الحديديةَ بوهجِ الانجاز، فتاهت طائراتُه – الحربيةُ منها وتلك العَمُودية، حتى ارتفعَ على عَمُودِ الاعترافِ صوتُ الجيشِ العبري معلناً انَ الطائرةَ المسيرةَ الصغيرةَ اَفلتت من كلِّ الراداراتِ في عبورِها ومن كلِّ المضاداتِ والقُببِ الاسرائيليةِ المستنفرة ، وعادت من حيثُ اتت بسلام..
فاستسلمت المنظومةُ الامنيةُ والعسكريةُ والاعلاميةُ الصهيونيةُ لهذه العمليةِ النوعية، وكانَ واضحاً البيانُ من العقولِ المحرِّكةِ والايادي المسدّدة، وباسمِ ربِّ المجاهدين – ” وكان حقاً علينا نصرُ المؤمنين”، اَعلنت المقاومةُ الاسلاميةُ عن اطلاقِ الطائرةِ المسيرة “حسّان” داخلَ الأراضي الفلسطينيةِ المحتلة، فجالت في المنطقةِ المستهدفةِ لمدةِ أربعينَ دقيقة، وبالرغمِ من كلِّ محاولاتِ العدوِ المتعددةِ والمتتاليةِ لإسقاطها عادت سالمةً بعدَ أن نفذت المهمةَ المطلوبةَ بنجاح..
عادت مخلفةً وراءَها خسائرَ في صورةِ العدو، هَزِئَت بكلِّ اجهزةِ تشويشِه ، اَحالت قُبتَهُ عاجزةً وطائراتِه تائهةً ومستوطنيه خائفينَ يرتقبونَ الخبرَ اليقينَ من بيانِ المقاومة..
فكانَ البيان، وكان اقصى الضيقِ الصهيوني جدارَ صوتٍ في سماءِ بيروت.. اما طائرةُ حسان فقد كَتبت في سماءِ فلسطينَ بدايةَ معادلةٍ جديدة ..
المصدر: قناة المنار