ساعاتٌ قليلةٌ من الانَ كانت تفصلُهما عن الموعد، وأيُ موعد، لا يدركُ حقيقتَه الا الراسخونَ في العلم، الصادقونَ في الوعد. كانا يتسابقانِ كلٌّ من مكانِه الى اللقاءِ الموعود، أبيا الا المغادرةَ معاً، قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، ضَبطا ساعتَيهما الملكوتيةَ على فجرِ الثالثِ من كانونَ الثاني/يناير بعدما أتمّا المُهمةَ بكفاءةٍ عالية.
ظنَّ القتَلةُ أنهم أزاحوا خصمينِ لدودين، ولم يتخيلوا للحظةٍ أنَّ الشهيدَ سليماني سيُرعبُهم أكثرَ من القائدِ سليماني الذي ما نزلَ ساحةَ جهاد، الا ورفعَ فيها رايةَ نصر، وما تعاطى سياسةً قط الا وكانَ الصادقَ الوفي، قائدُ فيلقِ القدسِ اللواءُ إسماعيل قاآني يتذكرُ رفيقَ دربِه: الشهيدُ سلماني كانَ يقيمُ علاقاتٍ ناجحةً ومتقدمةً بينَ ميادينِ القتالِ والسياسة، واستطاعَ أن يوحدَ الخطى في محورِ المقاومة.
وعلى الخطى التي وطِئَتها أقدامُ الشهيدِ على طولِ الحدودِ المتاخمةِ لفلسطينَ المحتلة، زيتوناتُ سليمان العشرُ تزرعُ، والبدايةُ من مارون الراس حيثُ أكدَ عضوُ المجلسِ المركزي في حزبِ الله الشيخ نبيل قاووق أنَّ المقاومةَ ستواجهُ العدوَ في أيِ حربٍ قادمةٍ بمئةِ ألفِ مقاومٍ يحملون روحَ وعزمَ وإيمانَ قاسم سليماني، وأضاف اليها في احتفالٍ بالمناسبة في صيدا صواريخَ دقيقةً تطالُ كلَ كيانِ الاحتلالِ من الكنيست الى وزراةِ الحربِ الى المرافقِ الاستراتيجية.
الى الساحةِ الداخلية، لا جديدَ في الميدانِ السياسي، وحدَه كورونا كان يسجلُ تقدماً على جميعِ المحاور، ورفضاً للمحاورِ التقليديةِ البغيظة، اكدَ رئيسُ تكتلِ لبنان القوى النائبُ جبران باسيل انه لا يزالُ يختارُ مار مخايل على الطيونة، داعياً الى تطويرِ التفاهمِ بين حزبِ الله والتيارِ لما فيه مصلحةُ البلد، وحتى لا يتسللَ رجلُ الفتنةِ مجدداً ليمارسَ هوايتَه المفضلةَ الذي كانَ وما زال اداةً للخارجِ من أميركا الى اسرائيل.
ومن المحاورِ الى الكلمةِ المحورِ للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله غداً في الاحتفالِ المركزي لحزب الله في ذكرى قادةِ النصر. حديثٌ عن القائدين سليماني والمهندس وعن التطورات الداخلية.
المصدر: قناة المنار