يحلُّ الميلادُ المجيدُ على لبنانَ الحزينِ بالأملِ الذي لا بديلَ عنه، عسى ان تولدَ الحلولُ كمعجزةٍ في ظلِّ حالةِ العُقمِ السياسي المسيطرةِ على البلاد. وينظرُ اللبنانيون بعينِ الرجاءِ اَن يشفعَ السيدُ المسيحٌ عليه السلامٌ للمظلومينَ الواقعينَ تحتَ اصعبِ الابتلاءات .
فالميلادُ مَجيدٌ وعيدٌ للوَحدة – واِن خَطفت الظروفُ من اللبنانيين كلَّ عيد – يعيشونَه الليلةَ وهم يتضرعونَ الى الل العليِّ القديرِ بأن يُنقذَ بلدَهم من كهَنةِ المعبدِ المتجدِّدين، الخارجيينَ والداخليين، الذين يلاحقونَ كلَّ بَعْثٍ جديدٍ للوطنِ المعجزة ..
اما العجزُ السياسيُ والاقتصاديُ وحتى الاخلاقيُ الذي تعيشُه البلادُ، فَسَيَأْخُذُ من عطلةِ العيدِ مُبرِراً للتَمَدُّدِ، على أنَ أخطرَ التحدياتِ الطارئةِ هو تمددُ وباءِ كورونا وانتشارُه مجدداً بارقامٍ مخيفةٍ تتربصُ باللبنانيينِ هذهِ الايام، لتنقَضَّ عليهم في التجمعاتِ والاحتفالات، ما لم يكونوا منتبهين وملتزمين باجراءاتِ الحماية، لانها اليومَ الخيارُ الوحيدُ معَ تقلصِ رُقعةِ العلاجِ الممكنةِ الى حدِّ الاختفاء .
في فلسطينَ المحتلةِ مخاضٌ جديدٌ تنبئُ به بيتَ لحم واخواتُها، وفي ذكرى ميلادِ السيدِ المسيحِ عليه السلامُ يَقرعُ الفلسطينيون معَ اجراسِ الكنائسِ وتكبيراتِ المآذنِ طبولَ انتفاضةٍ جديدةٍ يرى العالمُ بكلِّ وضوحٍ تداعياتِها على الكيانِ العبري حيثُ تهتزُّ الارضُ تحتَ اقدامِ قادتِه العالقينَ بينَ سِكينِ الفلسطينيين والنووي الايراني ..
وما بينَ الاثنينِ امتدادٌ لمشروعِ اقتدارٍ يُصَعِّبُ على الكيانِ العبريِّ ورعاتِه الدوليينَ واتباعِه الاقليميينَ كلَّ خِياراتِهم، امّا اليمنيونَ فقد ضَيَّقُوا على اهلِ العدوانِ حتى اَعدمُوهم الخيارات، فباتت اهدافُهم ملاعبَ كرةِ القدمِ اليمنية، ولعلَه انتقامٌ من منتخبِ الشبابِ الناشئةِ الذي هَزمَ المنتخبَ السعوديَ في بطولةِ غربِ آسيا .. اما الهزيمةُ الحتميةُ لقوى العدوانِ فستكونُ على امتدادِ المعمورة، وكلما كابروا باطالةِ امدِ الحرب، زادوا من خسائرِهم المدوية ..
المصدر: قناة المنار