معَ الجمودِ القاتلِ داخلياً كانَ الحراكُ في مطارِ بيروتَ الدولي، واِن أفصحت السفيرةُ الاميركيةُ دورثيا شيا عن سببِ وجودِها في المطار، وهو استقبالُ لَقاحاتِ كورونا هبةً الى الشعبِ اللبناني، فانه من السابقِ لاوانِه معرفةُ ما يحملُه الامينُ العامُّ للاممِ المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي بدأَ زيارةً تستمرُ ثلاثةَ ايام.
فما هو نوعُ اللقاحاتِ التي يحملُها الى اللبنانيين، فهل جاءَ بعلاجاتٍ فعليةٍ أم بمسكِّناتٍ أم بمنوِّمات؟ لكنْ اِن كانَ القياسُ على التجربةِ الطويلةِ والمؤسفةِ معَ الاممِ المتحدة، فانَ ما يحملُه الزائرُ الامميُ لن يزيدَ على “ابرة مي” كما يقالُ في اللبناني.
كما إنَّ اطلالةَ شيا قد تكونُ مؤشراً الى أنَّ جُلَّ ما يمكنُ أن يحصلَ عليه اللبنانيونَ من المجتمعِ الدولي بضعةُ لقاحاتٍ أميركية؟ السفيرةُ وبعدَ واقعةِ توزيعِ الكمامات، اَطلّت لتبشرَ اللبنانيينَ بحصولِهم على بضعةِ لقاحاتٍ لمكافحةِ كورونا المنتشرِ منذُ أكثرَ من سنتين. فهل تُزخِّمُ من اطلالتِها في الاسابيعِ القادمةِ في مرافقَ حيويةٍ اخرى لاعطائِهم ارشاداتٍ صحيةً وانتخابية؟ طبعاً من المستبعدِ جداً أن توجِّهَ رسالةً مباشرةً من مرفأِ بيروتَ على سبيلِ المثالِ لتخبرَ اللبنانيينَ أنَّ حكومتَها وافقت على تزويدِهم بالصورةِ الجويةِ للانفجارِ الكارثةِ الذي يَتسببُ بأزمةٍ سياسيةٍ عميقة، ومن المستبعدِ ايضاً أن نراها عندَ مرفأِ الناقورة لتُعلنَ أنَّ واشنطن ستَضغطُ على اسرائيلَ لمنعِها من الاعتداءِ على ثروتِنا، وأنَ لبنانَ بامكانِه بدءُ التنقيبِ في بلوكاتِه النفطيةِ حيثُ الثروةُ الموعودة. في الواقعِ فانَ اللقاحَ الفعالَ الوحيدَ الذي يمكنُ أن تقدمَه واشنطن هو وقفُ تدخلِها في كلِّ كبيرةٍ وصغيرة، وأن تُقلِعَ عن الحروبِ التجويعيةِ ضدَ أيِّ دولةٍ ترفضُ الغطرسةَ الاميركيةَ وذلكَ بعدَ أن فَشِلت حروبُها العسكرية.
فأميركا وأدواتُها في المنطقةِ ولبنان، يعملونَ على استمرارِ الأزمةِ واستغلالِ أوجاعِ اللبنانيينَ لتحقيقِ مكاسبَ سياسية ٍقالَ عضوُ المجلسِ المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق مضيفاً اِنَ معركتَنا الاساسيةَ في الانتخاباتِ هي معَ السفاراتِ لا معَ الادوات.
المصدر: قناة المنار