وكأنَ اللبنانيَ تحولَ الى مراقبٍ يوميٍ لبورصةِ الازمات، يَفتتحُ نهارَه بجديدِ سعرِ صرفِ الدولارِ الذي ينمو في السوقِ السوداءِ بطريقةٍ غيرِ منطقيةٍ وغيرِ شرعية، ففاقَ سعرُه الخمسةَ والعشرينَ الفَ ليرة، وعلى وقعِ خطاهُ جدولُ اسعارِ المحروقاتِ الذي يأبى ان يُطلَ مرتينِ او اكثرَ اسبوعياً الا باسهمِ الارتفاع، فيما رغيفُ الخبزِ مُعرّضٌ يومياً لاهتزازِ سعرِه وللاشاعات.
اما ما يشاعُ عن استفاقةٍ قضائيةٍ وزُهُوِّ البعضِ بما يُسمى الاستقلاليةَ – فهي أكبرُ الاشاعات، واسألوا بعضَ المترددينَ الى اقبيةِ قصرِ العدل، والاعلاميينَ القابعينَ على خطوطِ هواتفِ المحققِ العدلي في قضيةِ مرفأِ بيروتَ ورعاتِه القضائيينَ والسياسيين، حيثُ ما لا يُصدَّقُ ولا يطاقُ عن التحريفِ والتسييسِ والتسريبِ الاستنسابي ضمنَ جوقةٍ معروفةِ المايسترو والادوات.
وفوقَ كلِّ هذا وذاك، تَطرُقُ كورونا الابوابَ مجدداً بعنف، لكنْ هذه المرةَ في ظلِّ ضعفٍ شديدٍ بِسَمْعِ المعنيينَ القاصرينَ او المقصِّرين، لكنَ النتيجةَ واحدة: مأساةٌ متجددةٌ تزيدُ من احتضارِ القطاعِ الطبي والاستشفائي ، ولعلَ المعنيينَ ينتظرونَ السفيرةَ الاميركيةَ دوروثي شيا لتعاودَ توزيعَ الكماماتِ على حواجزِ المحبة..
وبكلِّ محبة: إنَ الحلولَ ممكنة، ان تمكنّا اَن نقولَ مرةً واحدةً “لا” للاميركي المحاصِرِ لبلدِنا واعوانِه من الخليجيينَ المبتزِّينَ لوطنِنا في ذِروةِ وجعِه وجراحاتِه. ولا حاجةَ للتكرارِ عن عروضِ الكهرباءِ الروسيةِ والصينيةِ وغيرِها بمعاملِ اِنتاجِها وطاقتِها البديلة، وعن النفطِ ومصافيه، والدواءِ وخياراتِه المتاحةِ بيسيرِ الاسعار، وعن عروضِ النقلِ المشتركِ وغيرِها الكثيرُ الكثير..
وبكثيرٍ من الحاجةِ الى صدقِ الكلامِ وشرحِ الواقعِ واستشرافِ ما امكنَ من معالجاتٍ تأتي اطلالةُ الامينِ العامِّ لحزبِ الله سماحةِ السيد حسن نصر الله بعدَ نحوِ ساعةٍ من الآنَ عبرَ شاشةِ المنار متحدثاً عن آخرِ الاوضاعِ والتطورات..
وفي تطوراتِ المنطقةِ من عمانَ الى الرباط صوتٌ من عمقِ الامةِ عادَ ليؤكدَ للواهمينَ بالنومِ على حريرِ التطبيعِ أنَ الشعوبَ الحيةَ ما زالت تَنبِضُ باسمِ فلسطين، وانَ كلَ الرهاناتِ على الامنِ والامانِ والرخاءِ المرجوِّ من لقاءاتِ قادةِ الاحتلال ما هو الا وبالٌ على الساعينَ اليه، وستُثبتُ الايام..