إختتم منتدى آسيا والشرق الأوسط، أعمال المؤتمر الدولي الأول تحت عنوان “الصين والقضية الفلسطينية في ضوء إستراتيجيتها في الشرق الأوسط”، السبت، بالشراكة مع مجلس العلاقات الدولية – فلسطين وساهمت فيه مجموعة من المنظمات والمؤسسات الدولية، في مدينة غزة، وبمشاركة شخصيات سياسية وأكاديمية.
وإستحضر المشاركون في المؤتمر العلاقات التاريخية الصينية الفلسطينية، كما تم الوقوف على أهم الروابط السياسية والثقافية، مؤكدين على أن التاريخ والحاضر يدفعان لبذل جهود حثيثة من شأنها توسيع الأرضية المشتركة، نحو تعزيز الشراكة السياسية، والاقتصادية، والثقافية، بين جمهورية الصين الشعبية، والشعب الفلسطيني، وشعوب المنطقة العربية والإسلامية.
وسجّل المشاركون تثمينهم لأعمال المؤتمر، وارتياحهم للصعود الصيني عالميًا، وتقديرهم بأن فُرصًا وفيرة متاحة من شأنها تعزيز العلاقة المشتركة بين الصين والقضية الفلسطينية والمنطقة ككل.
وإفتتح الجلسة الختامية رئيس مجلس العلاقات الدولية باسم نعيم مرحبًا بالحضور، ومؤكدًا على دور الهام والتاريخي لجمهورية الصين الشعبية في القضايا العالمية عامة والقضية الفلسطينية خاصة. وأكد نعيم على أن القضية الفلسطينية قضية دولية بامتياز منذ النشأة ولازالت، وللأسف فإن الميزان الدولي مختل لصالح الاحتلال في ظل الهيمنة الأمريكية، والصين يمكن أن تشكل معادلاً استراتيجيًا لنصرة الحق الفلسطيني، سيما في ظل تاريخ الصين المعروف برفض الهيمنة واستعمار الشعوب الأخرى، والقائم على التعاون والمنفعة المشتركة.
وخلال الجلسة الافتتاحية، أكد رئيس منتدى آسيا والشرق الأوسط محمد البلعاوي على أهمية الدور الصيني عالمياً وكذلك أهمية استعراض هذا الدور، موضحًا أن موقف الصين كان دوماً داعماً للقضية الفلسطينية.
ومن جهته، قال سايد يانزيه رئيس قسم اللغة العربية في جامعة “صون يات سان”، إن الصين دوماً كانت تؤمن بالتعايش السلمي وهذا هو الفكر الأساسي في السلوك السياسي الصيني.
ومن جانبه، قال رئيس قسم التاريخ والآثار في الجامعة الإسلامية بغزة، غسان وشاح، إنه من المهم الحديث عن الدور الصيني في هذه المرحلة في ظل المتغيرات المتلاحقة، مشيرًا الى أن الصين كانت دوما داعما للقضية الفلسطينية على أساس أنها مرت بنفس التجربة التحريرية.
وخلال الجلسة العلمية، قدم الباحث عبد الله المدلل ورقة علمية جديدة بعنوان، “مستقبل الدور الصيني تجاه القضية الفلسطينية.. هل يصلح الخلل في التوازن الدولي؟”. وقال المدلل خلال تقديم ورقته العلمية، إن الصين لم تكن يوما دولة استعمارية وهي صاحبة تجربة تحررية.
كما قدم الباحث في الشؤون الاستراتيجية والدولية بدر الدين صيام، ورقة علمية حول طبيعة المصالح الاستراتيجية الصينية العليا في منطقة الشرق الأوسط والتي تطورت وتأثرت بمجموعة من المتغيرات الداخلية والخارجية شهدتها الصين.
ومن جهته، قدم الباحث أحمد نصار، عضو الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتاب العرب أصدقاء الصين، ورقة علمية حول تاريخ السياسة الخارجية الصينية تجاه القضية الفلسطينية.
وقال نصار إن الموقف الصيني كان داعماً قويًا للقضية الفلسطينية، حيث أن 15 مايو 1948 أعرب المبعوث الصيني عن أسفه لاعتراف أمريكا بـ”إسرائيل”. وأضاف أن سياسة الزعيم الصيني ماو تسي تونغ أثرت بشكل كبير على التأييد الشعبي الصيني للقضية الفلسطينية، وفي العام1989 رفعت الصين مستوى التمثيل مع الجانب الفلسطيني بافتتاح السفارة الفلسطينية في الصين.
وأشار الى أن الصين تدعم حق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة مع استمرار الدعم للفلسطينيين، ولوحظ تعاطف الإعلام الصيني لمجريات العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة. ولفت الباحث نصار إلى أن مكانة الصين الدولية وتأثيرها الكبير يدفعنا لمزيد من دراسة سبل الاستفادة من الموقف الصيني.
ومن جانبه، قدم الكاتب والمحلل السياسي الباحث تيسير محيسن ورقة علمية حول الموقف الصيني من القضية الفلسطينية بين الأيدولوجيا والمصالح الاقتصادية. وأشار الباحث محيسن إلى أن موجات التطبيع جاءت على حساب الموقف الصيني الداعم للقضية الفلسطينية.
كما قدمت الباحثة الأكاديمية المتخصصة في الشأن الصيني والعلاقات العربية الصينية بثينة الزواهرة، ورقة علمية حول دور الصين في تحقيق السلام في الشرق الأوسط. وأضافت أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار أن التحالف الإيراني الصيني الروسي يهدف إلى خلق محور عالمي يقود العالم على حساب التراجع الأمريكي.
وفي الختام اوصى الجميع بضرورة الاستمرار في البحث وبأشكال مختلفة في كيفية تطوير العلاقة الفلسطينية – الصينية وتحويل ذلك إلى برامج عمل وخطط تنفيذية.
المصدر: يونيوز