رغم َكلِّ الضجيجِ الذي حاولوا اثارتَه اليومَ وككلِ يوم، ونَبْضِ الشارعِ الخجولِ الذي استنجدوا به، واختلاقِ المعاركِ الدنكيشوتية وابتكارِ ازماتٍ والتهليلِ لها والتهويلِ بها، فانَ حقيقةً ثابتةً لن يَستطيعوا حجبَها وسيُبنى عليها الكثير: رئيسُ حزبِ القواتِ سمير جعجع فارٌ من التحقيقِ متمردٌ على القضاء..
وعلى من نَصَّبوا أنفسَهم حماةً للقضاءِ ووعاظاً بالفتاوى الدستوريةِ والحفاظِ على دولةِ المؤسساتِ اَن يخجلوا. اما عديمو الخجلِ قليلو الادبِ ممن اعتلَوا منابرَ السياسةِ والاعلامِ بعدَ ان عجَزوا عن توليفِ الحججِ الدستوريةِ او الشعبيةِ للتسترِ على جريمةِ الطيونة، أيحقُّ لهم الشتمُ والسبابُ ويسمونَه حريةَ رأيٍ وليسَ استفزازا؟ ويحقُ لهم رفضُ تحقيقٍ قضائيٍ والارتيابُ من القاضي ويسمونَه حقاً وطنيا ؟ ويحقُ لهم عدمُ احترامِ القراراتِ القضائيةِ والتخلفُ عن التحقيقِ واعاقةُ سيرِ العدالةِ ويسمونَه بطولةً استثنائية؟ اما اِن فعلَها غيرُهم فيُرمى بالرصاصِ ويُقتلُ غيلةً على الطرقات..
ورغمَ كلِّ الضجيجِ ومحاولاتِ التضليلِ والتهويل، فانَ على القضاءِ المختصِ الاسراعَ في انجازِ تحقيقاتِ الطيونة وانزالَ اقسى العقوباتِ بالذين اَطلقوا رصاصاتِ غدرِهم على الشهداءِ المدنيينَ العزّلِ كما رأت كتلةُ التنميةِ والتحرير بعدَ اجتماعها برئاسة الرئيس نبيه بري.
وعلى خطِّ انفجارِ المرفأِ فقد اجتمعَ عددٌ من اهالي الشهداءِ الذين يريدونَ معرفةَ من قتلَ ابناءَهم ولا يريدونَ اسالةَ دماءٍ اضافيةٍ على طريقِ الحقيقة، فتقدموا بدعوىً الى القضاءِ المختصِ يطالبونَ فيها بكفِّ يدِ البيطار.
وهو ما تهدفُ اليه ايضاً الدعوى التي تقدمَ بها رئيسُ الحكومةِ السابقُ حسان دياب بعنوانِ مخاصمةِ الدولةِ بسببِ ما يرتكبُه محققُها العدلي ..
اما ما يرتكبُه مراهقو الدبلوماسيةِ ومُرتزقَة الاعلامِ من اختلاقِ معاركِ رأيٍ عام، فقد ارتدَّت عليهم واَدانتهُم بفعلِ الترهيبِ وعدمِ احترامِ حريةِ الرأيِ والتعبير. فما اثارَه سفيرُ السعوديةِ في لبنانَ وادواتُه الاعلامية، وما تبِعَه من مواقفَ رسميةٍ خليجيةٍ ضدَ لبنانَ على خلفيةِ كلامٍ سابقٍ لوزيرِ الاعلامِ جورج قرداحي قبلَ توليهِ الوزارة، دلَّ على حالةِ الافلاسِ السياسي لدى هؤلاء، والتكبرِ والتعجرفِ ومحاولةِ استضعافِ لبنان، بدلَ ان يَسمعوا لنصيحةِ الوزير قرداحي، ويوقفوا حربَهم العبثيةَ على اليمن، قبلَ ان يَغرَقُوا مهزومينَ قريباً جداً في وُحولِ مأرب..
المصدر: قناة المنار