بكلِّ طاقةٍ ايجابية – سياسيةٍ ومعنويةٍ وماديةٍ داعمةٍ للبنانيين – حضرَ وزيرُ خارجيةِ الجمهوريةِ الاسلاميةِ الايرانية حسين امير عبد اللهيان الى بيروت، وفي جَعبتِه الدبلوماسيةِ شُعاعٌ من ضوءٍ للبلدِ الغارقِ بكلِّ انواعِ العتمة .
لم ترسُ عروضُه على كلِّ استعدادٍ لدعمِ لبنانَ الشقيقِ والحليفِ وحسب، بل كانت تفصيليةً وواضحةً لا تَحتملُ التهربَ اللبنانيَ ولا التأويل، بدأً من اعادةِ اعمارِ مرفأِ بيروتَ وليس انتهاءً ببناءِ معملينِ لانتاجِ الطاقةِ الكهربائيةِ بقوةِ الفِ ميغاواط في بيروتَ والجنوبِ .
هو عرضٌ ثقيلٌ على اكتافِ البعضِ في لبنان، معَ معرفتِهم بحاجةِ اللبنانيينَ الملحةِ اليه، ولكي لا “يتكهربُوا” سياسياً من العروضِ الايرانيةِ غلَّفها الوزيرُ عبد اللهيان بدبلوماسيتِه الذكية، وخفّفَ عن البعضِ بالحديثِ عن المفاوضاتِ الايجابيةِ بينَ ايرانَ والسعودية، والجديةِ الايرانيةِ في المفاوضاتِ النوويةِ وفقَ ثوابتِ الجمهوريةِ الاسلامية..
هي عروضٌ عبرَ معابرِ الدولةِ الرسمية، من دولةٍ حمت لبنانَ وسيادتَه بدعمِها مقاومتَه ضدَ العدوِ الصهيوني وربيبِه التكفيري، ووقفت الى جانبِ اهلِه يومَ عزَّ الناصرُ بوجهِ الحصارِ الاميركي، ولا تزالُ تَنشُدُ كلَّ وُدٍ ووصالٍ معَ دولةٍ يُتقنُ البعضُ من اهلِها قلةَ الوفاءِ وقلةَ الحياء ..
وبلا حياءٍ خرجت سفيرةُ الاميركيينَ في بيروتَ تتحدثُ عن عدمِ تركِ بلادِها لبنانَ ساحةً لايران، والاستعدادِ لدعمِ الدولة كما نُقِلَ عن اجتماعها مع بعض ادواتها . هو استعدادٌ اميركي ظنَّ اللبنانيون انه لا يَعملُ الا على المازوت الايراني ليكتشفوا انه يعملُ على الكهرباءِ الايرانيةِ ايضاً، فعروضُ الوزيرِ عبد اللهيان الجديةُ واجهتها السفيرةُ شيا بعروضِها الدون كيشوتية .
ولم تَكتفِ بذلكَ بل دافعت عن المصارفِ ومصرفِ لبنانَ محملةً الازمةَ للحكوماتِ اللبنانيةِ التي اقترضت منهم .
ومِن فمِهم يُدانونَ معَ صحيفةِ “le temps” السويسرية التي كَشفت عن شطبِ مصرفِ لبنانَ وحاكمِه اربعَ عَشْرةَ صفحةً من تقريرٍ لصندوقِ النقدِ الدولي عامَ 2016، حَذرت من خطورةِ الوضعِ الاقتصادي والضعفِ الماليِ الهائلِ في لبنان. فهل يَجرُؤُ سلامة على فِعلِ ذلك لو لم يكن متأكداً انهُ الحاكمُ الفعليُ للبلاد؟ ولماذا لم يُصارح صندوقُ النقدِ اللبنانيينَ بتلكَ التقديرات؟ ام انه اخفاءٌ متفقٌ عليه للوصولِ الى ما نحنُ عليه الآن؟
المصدر: قناة المنار