العلامة الشيخ عبد الامير قبلان الى جوار الشهداء بعدَ ان شهِدَ الجميع بانه المجاهر بالحقّ الذي آمن به، السائر على طريقِ المستضعفين مدافعاً عن المحرومين عاملاً لصلاح الدنيا والدين..
شيَّعَه اللبنانيون وهُم مُجمعونَ انه رجل الحكمة والاعتدالِ الذي ما عَدَّلَ في مواقفِه بنصرةِ القضايا المحقة لبنانياً واقليمياً، وانه من المقاومة ولها، وانه لم يُعِرْ وجهَه عن فلسطين بوصلةِ الامةِ وطريقِ خلاصِها..
في روضة الشهيدين في الضاحيةِ الجنوبيةِ لبيروتَ دُفن العلامةُ المجاهدُ وعلى نهجِه اكدَ المجلسُ الاسلاميُ الشيعيُ الاعلى المسير، وكذلكَ ابناؤه المجاهدون العاملون لما فيه مصلحةُ القضيةِ والوطن..
قلَّدَه رئيسُ مجلسِ النواب نبيه بري باسمِ رئيسِ الجمهورية العماد ميشال عون وسامَ الارزِ الوطني من رتبةِ الوشاحِ الأكبر، وكرمتهُ الجمهوريةُ الاسلاميةُ الايرانيةُ بحضورِ وفدٍ علمائيٍ رفيع برئاسة آية الله الشيخ محمد حسن أختري، وحضرَ ممثلٌ عن المرجعيةِ الدينيةِ في النجفِ الاشرف، ومثّلَ الامينَ العامَّ لحزبِ الله سماحةَ السيد حسن نصر الله رئيسُ المجلسِ التنفيذي السيد هاشم صفي الدين..
لبنانُ الذي ودّعَ اليومَ احدَ اعلامِه ما زالَ ينتظرُ الحكومةَ التي لم تَكتمل معالـمُها بعد، والعينُ على الغدِ لمعاودةِ الاتصالاتِ معَ انتهاءِ يومِ الحِداد.
فطالبان شَكلت حكومتَها في افغانستان بعدَ ايامٍ من رحيلِ الاحتلال، فيما طالبو الحكومة اللبنانية لم ينالوا مُرادهم بعد. لعلَّ الحاجةَ الى التحررِ من الاحتلالِ الخارجي المستوطنِ في نفوسِ البعض، وكذلكَ الاحتلالِ الداخلي الفارضِ في نفوسِ آخرينَ ضِيقَ الحسابات، عسى أن تتحررَ الحكومة الملحة في بلدٍ يقفُ على حافةِ الانفجار..
اما الانفجار المدوي الذي زلزل كيانَ الاحتلال، فما زالت ارتداداتُه تصيبُ المؤسسةَ الامنيةَ والعسكريةَ الاسرائيليةَ بالارتجاج، فابطالُ الحريةِ من سجنِ جلبوع فَتحوا الافقَ الفلسطينيَ على اجملِ السيناريوهات، فيما الكيان العبري عالقٌ في ذلكَ النفقِ الذي تَفوَّقَ فيه العقلُ والارادةُ الفلسطينيانِ على كلِّ عنجهيةِ الاحتلالِ وادعاءاتِه.. فباتَ الكيانُ الذي هو اوهنُ من بيتِ العنكبوتِ عالقاً في شَرنقتِها..
المصدر: قناة المنار