لم تزل تردداتُ انفجارِ عكار تُسمعُ اصداؤها في كلِّ أرجاءِ الوطن ، محرومونَ يبحثونَ بعدَ منتصفِ الليلِ عنمّا يَسُدُّ ظمأَهم من قطراتِ بنزين على بئرِ احتكارٍ لَعينةٍ يتحولونَ الى كتلةٍ من نار.
انفجرت واحدةٌ من القنابلِ الموقوتةِ المزروعةِ على طولِ البلدِ وعرضِه متسببةً بمأساةٍ كبيرةٍ في بلدةِ التليل العكارية. دَفعت عكارُ هذه المرةَ ضريبةَ الفسادِ والمفسدينَ والمحتكرين، فالمنطقةُ التي طالما اكتوَت بنارِ الفقرِ والحرمان، احترقَ العشراتُ من أبنائها في ليلٍ شماليٍ حالكٍ بفعلِ سياساتٍ ماليةٍ متعاقبةٍ يُتَوِّجُها اليومَ حاكمُ المصرفِ المركزي، ليبدأَ بعدَها الرقصُ على الدماءِ والاستغلالُ الـمُقيتُ للفاجعةِ على الطريقةِ اللبنانية ، فاستباقاً للتحقيقات ، بدأَ صبُّ الزيتِ السياسي على نارِ الفتنةِ والتوظيفُ لغاياتٍ ضيقةٍ ومشبوهة.
ففي محاولةٍ لتطويقِ الحادثة، عقدَ المجلسُ الأعلى للدفاعِ جلسةً طارئةً داعياً القوى الامنيةَ الى ضبطِ الوضعِ في منطقةِ عكار لمنعِ أيِّ فلتانٍ أمني. الجلسةُ استهَلَّها الرئيسُ عون بدعوةٍ الى عدمِ تسييسِ المأساةِ واستغلالِها لرفعِ شعاراتٍ واطلاقِ دعواتٍ تكشفُ بوضوحٍ نوايا مطلقيها.
بدورِه ، حزبُ الله عزَّى قيادةَ الجيشِ وأهالي منطقةِ عكار، وأمَلَ أن تشكلَ هذه المأساةُ الوطنيةُ دافعاً قوياً لتسريعِ تشكيلِ حكومةٍ تكونُ المدخلَ لإخراجِ اللبنانيينَ من الأزماتِ الخطيرة.
أزماتٌ لم يعد خافياً على أحدٍ الدورُ الاميركيُ في تفاقمِها ، كما في الكثيرِ من دولِ المنطقة، فبعدَ عشرينَ عاماً من الاحتلالِ لافغانستان ، خرجت قواتُ المارينز على عجلٍ تاركةً خلفَها كلَّ حلفائِها من الافغان ، فيما طالبانُ تدخلُ العاصمةَ كابول ويتولى مجلسٌ انتقاليٌ ادارةَ البلد.
المصدر: قناة المنار