تابع مؤتمر دعم لبنان وشعبه في باريس أعماله بعد ظهر اليوم، وألقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كلمة بلاده، وشدد على “أهمية هذا الاجتماع لمساعدة اللبنانيين على مواجهة الصعوبات التي تضاعفت في كل قطاعات الحياة، وهي تنعكس ايضا على وضع المنطقة ككل”.
وإذ أكد ان “مصر تأمل إيجاد حلول خلال هذا اللقاء لمساعدة الشعب اللبناني الشقيق”، وذكر بما قدمته القاهرة من مساعدات منذ حصول الانفجار العام الفائت، وبشكل سريع على اكثر من صعيد.
وقال: “إن الازمة الاقتصادية في لبنان تتفاقم بفعل الفراغ السياسي الذي يعيشه البلد، وتطلب مصر من جديد ملء هذا الفراغ وتصحيحه لمنع دخول لبنان في دوامة سيقع فيها الجميع، ويستحق اللبنانيون قيام حكومة مسؤولة تضع في أولوياتها مصالح البلد، ويجب ابعاد الحسابات الطائفية والبدء بالتفكير بالحسابات العامة والوطنية، وانشاء حكومة بعيدا عن الطائفية والمصالح السياسية، قادرة على مواجهة التحديات الحالية وحماية سيادة الشعب، وحيازة الثقة والاعتراف الدوليين”.
أضاف: “بذلت مصر جهودا عدة، منذ 4 آب 2020، للمساهمة في حل الازمات السياسية، بفعل ما يربطها من علاقات مع مختلف المسؤولين اللبنانيين، والاتصالات لا تزال مستمرة والتنسيق قائم مع دول صديقة أخرى من اجل الوصول الى حل يناسب اللبنانيين. وتدعو مصر مجددا كل دول المنطقة الى الابتعاد عن سياسة المحاور، والعمل على بذل الجهود لتخطي الازمة التي لا تعود بالنفع على احد، ومصر مستعدة لتقديم دعمها لكل الأطراف”.
وتابع: “ان هذا اللقاء هو رسالة لجميع القادة والمسؤولين اللبنانيين، مفادها انه فور تشكيل حكومة توحي بالثقة، يمكننا الانتقال من المساعدات الإنسانية الى المساعدات الاقتصادية الحقيقية، وقد تتضح عندها صورة مستقبل الشعب اللبناني”.
وختم السيسي: “ان لبنان لطالما كان بالنسبة الينا، مصدر انفتاح وتألق وثقافة عربية، وهو يملك الإمكانات التي تؤهله الخروج من هذه الازمة والتقدم نحو الامام”.
منظمة الصحة الدولية
وألقى المدير العام لمنظمة الصحة الدولية الدكتور تدروس ادانون غيبريزوس كلمة أشار فيها الى “الجهود التي تبذلها منظمة الصحة العالمية مع مجموعة من المنظمات الدولية والمحلية لمنع انهيار النظام الصحي في لبنان، وخصوصا ان نصف الشعب اللبناني يعيش تحت خط الفقر ويحظى برعاية صحية ضعيفة”، معددا المشاكل الصحية الموجودة في لبنان.
منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية
كما ألقى الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ماتياس كورمان كلمة دعا فيها الى “تقديم مساعدات عاجلة للبنان، ووضع اطار عمل يسمح بالشفافية والمحاسبة لايصال هذه المساعدات”. ولفت الى انه “بإمكان المنظمة مساعدة لبنان على اجراء الإصلاحات المطلوبة وإجراءات مكافحة الفساد”.
وزير شؤون السياسة الخارجية الدانمركي
من جهته دعا وزير شؤون السياسة الخارجية الدانمركية جاسبر سورنسين، المسؤولين اللبنانيين، الى “تحمل مسؤولياتهم في مواجهة الأزمة التي تعيشها البلاد، وتشكيل حكومة قادرة على اجراء الإصلاحات اللازمة وتحقيق الاستقرار”.
رئيس الوزراء الكويتي
وتحدث رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح، فأكد “ان مشاركتنا في المؤتمر هي للتشديد على ان لبنان واللبنانيين هم أولوية لنا جميعا. والكويت تسعى الى تعزيز الحوار بين مختلف الافرقاء اللبنانيين للوصول الى حلول”.
ودعا الى “ضرورة التوصل الى توازن سياسي واقتصادي وقضائي في لبنان، وإيجاد الحلول للازمة الاقتصادية الحالية”، مشددا على “استعداد الجميع لمساعدة لبنان للنهوض من آثار هذا الانفجار”، وقال: “الكويت قدمت مساعدة إضافية بقيمة 30 مليون دولار لترميم الاهراءات وانشائها، كما تم توفير مساعدات طبية وغذائية من خلال جسر جوي، إضافة الى العديد من المساعدات في حقول ومجالات عديدة، وفي موضوع اللاجئين السوريين”.
أضاف: “ان لبنان وصل الى مفترق، وعلينا القيام بكل شيء من اجل مساعدته على تجاوز هذه المحنة، ولكن من المهم ان يجد اللبنانيون بأنفسهم حلولا، لانه لا يمكن للمجتمع الدولي الاستمرار في المساعدة من دون قيام لبنان بخطوة موحدة وتضامنية في الداخل”.
وزيرة التنمية الدولية السويدية
وتحدثت وزيرة الدولة السويدية للتنمية الدولية جانين آلم ايريكسون، فأشارت الى ان بلادها “تساهم بمساعدات للعام الحالي للبنان، بقيمة 12 مليون يورو في المجال الإنساني”. وأملت “تشكيلا سريعا لحكومة ديمقراطية، تتمتع بالمصداقية، وقادرة على تحقيق الإصلاحات المطلوبة”.
وزيرة الدولة في وزارة خارجية سلوفاكيا
أما وزيرة الدولة في وزارة خارجية سلوفاكيا إنغريد بروكوفا، فرأت في كلمتها ان “تعافي لبنان على المدى الطويل يحتاج الى تحقيق الإصلاحات المطلوبة”، ودعت الى “تشكيل حكومة تعمل على تحقيق مصالح البلاد، وإصلاح الاقتصاد اللبناني”.
وكيل وزارة الخارجية العمانية للشؤون الدبلوماسية
من جهته أكد وكيل وزارة الخارجية العمانية للشؤون الدبلوماسية الشيخ خليفة بن علي الحارثي دعم بلاده “الدائم للبنان في مواجهة الصعوبات”، آملا في “ان يتمكن لبنان من تخطي آثار الأزمة الحالية”.
رئيس الوزراء العراقي
واعتبر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ان “مأساة انفجار مرفأ بيروت وحدت اللبنانيين”، وقال: “نجتمع اليوم من اجل البحث في كيفية مواجهة التحديات التي تواجه الشعب اللبناني، الامر الذي يدفعنا للتأكيد مجددا اننا نقف الى جانب هذا الشعب لمساعدته في تخطي آثار هذا الانفجار، كل من موقعه. ان العراق يدعم الجهود المبذولة من اجل وضع حد للأزمة السياسية والاقتصادية التي يعيشها لبنان راهنا”.
أضاف: “على القيادات السياسية اللبنانية ان تتحمل مسؤولياتها في توطيد استقرار بلادها، والحفاظ على وحدتها وروابط الصداقة الدولية. وهذا يشكل بحد ذاته تجاوبا مع تطلعات الشعب اللبناني، والقيام بالاصلاحات الضرورية من اجل انتشال البلاد من الظروف الصعبة التي يعيشها”.
وأشار الى ان “الحل يبقى ممكنا بفضل حكمة اللبنانيين، ونحن على ثقة تامة من ان الشعب اللبناني سيخرج منتصرا من هذه التحديات مع عزيمة اكثر صلابة. والعراق يدعو الى مساعدة الشعب اللبناني لا سيما في التغلب على الوضع الاقتصادي. ومن الواجب لذلك، وضع خريطة طريق واضحة، والمطلوب ان يساعد لبنان نفسه بنفسه”. وقال: “أود ان أشدد على ان العراق يقدم كل ما بوسعه من اجل تدعيم امن لبنان واستقراره”.
وأكد ان بلاده “تجدد التزامها تقديم كل مساعدة سريعة مطلوبة من غذائية ونفطية، وسنواصل بذل جهودنا من خلال تقديم المساعدات الطبية والغذائية والوقود لتشغيل محطات الطاقة الكهربائية، ونحن نقوم بذلك لأنه واجب علينا تجاه اشقائنا الذين هم في المعاناة”.
رئيس الاتحاد الأوروبي
وقال رئيس الاتحاد الأوروبي شارل ميشال: “من المؤسف ان السلطات اللبنانية، حتى الآن، لم تتوصل الى كشف اي ضوء يتعلق بسبب مأساة انفجار المرفأ الأليمة. ان عائلات الضحايا وعموم الشعب اللبناني لا يزالون ينتظرون اجوبة. واننا نحض السلطات اللبنانية المعنية من اجل المضي قدما في التحقيقات وصولا الى الخواتيم المرجوة، لمعرفة من يقف وراء هذا الانفجار”.
وأضاف: “الاتحاد الاوروبي خصص حتى الآن مبلغ 170 مليون يورو للمساعدة المباشرة للبنانيين، بالتعاون مع الامم المتحدة والبنك الدولي. والمطلوب من المجتمع الدولي ان يدعم نموا مستداما وعادلا للبنان، وآن الأوان للبنان كي تتشكل فيه حكومة بالسرعة المطلوبة، ويتم اجراء الانتخابات في موعدها”.
وأكد ان “المساعدة الدولية تتوقف على تطور ملموس في الاصلاحات المطلوبة للخروج من الازمة”، وختم: “منذ زمن بعيد كان لبنان نموذجا للعيش معا بسلام ومصدر الهام للمنطقة والعالم، والشعب اللبناني بامكانه الاعتماد على الالتزام الأوروبي، والمطلوب تحمل المسؤولية من قبل المسؤولين اللبنانيين انفسهم، ومن حق الشعب اللبناني ان يكون له قادة يتحملون المسؤولية ويلعبون دورهم على اكمل وجه لكي ينهض هذا الوطن من جديد”.
صندوق النقد الدولي
المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا اعتبرت في كلمتها انه “منذ اجتماعنا الاول تمت اعادة بناء اجزاء من العاصمة بيروت، وكان هناك امل ان تستتبع هذه المأساة باصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، للأسف ان هذا الامر لم يحدث”.
وإذ استعرضت الاوضاع الاقتصادية الصعبة للبنان، اشارت الى ان “لبنان سيحصل على مساعدة بقيمة 860 مليون دولار لتلبية الحاجات الملحة للشعب اللبناني”. وشددت على “ضرورة تشكيل حكومة تضطلع بمهام القيام بالاصلاحات المطلوبة لاعادة احياء الاقتصاد”، معتبرة ان “قطاع الطاقة هو الاكثر دقة في هذا الاطار، ولا بد من المزيد من الشفافية الى جانب اجراء اصلاحات مالية في العمق لاعادة الثقة بالبلاد، واعادة هيكلة القطاع المصرفي وحماية صغار المودعين”.
وختمت: “ايها الشعب اللبناني الرائع، اننا نقف الى جانبك، ونتطلع الى تشكيل حكومة، للانضمام الى الجميع في العمل من اجل وضع حد للمأساة التي يعيشها لبنان منذ الانفجار الذي وقع منذ سنة”.
مدير البنك الدولي
وقال رئيس البنك الدولي دافيد مالباس في كلمته: “نحن معا من اجل مساعدة لبنان للخروج من الأزمة الانسانية التي يعيشها”.
ورأى ان “اللبنانيين يعانون من انهيار مقصود، لأن مسبب هذه الازمة هو تعاطي العديد من الحكومات السابقة وداعميها. ان لبنان بحاجة الى حكومة تشدد على الشفافية وحقوق الانسان ونظام محاسبة يطاول المؤسسات كافة، فالشعب يحتاج الى حرية وامان واستثمار، وللجم الانهيار وارتفاع الاسعار لا بد من حكومة قوية تعمل بشفافية”.
وإذ أشار الى المساعدات التي قدمها البنك الدولي، منذ وقوع الانفجار ومع تفشي وباء كورونا، اعتبر انه “من الملح ان يعمد لبنان الى اصلاح جذري وسريع لقطاع الكهرباء”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام