كأنَ البلدَ المحترقَ بكلِّ انواعِ الازماتِ كانَ يَنقصُه حريقُ القبيات. ففي ظلِّ العتمةِ التي تسيطرُ على البلادِ لانقطاعِ الكهرباءِ وغيابِ المولدات، وَلَّدَ حريقٌ هائلٌ لهيباً غطى السماءَ من القبيات الى الهرمل آتياً على مساحاتٍ شاسعةٍ من اشجارِ الصنوبرِ وغيرِها.
فحاصرت النيرانُ المنازلَ السكنيةَ، ومحاولاتِ السلطاتِ المعنيةِ من جيشٍ واجهزةِ دفاعٍ مدنيٍ وبلدياتٍ وجمعياتٍ سعَت بما امكنَ لاطفاءِ الحريقِ الذي لا يزالُ متغلباً على كلِّ المحاولات..
في المحاولاتِ الحكوميةِ التي بدأت تسلكُ مساراتِ الجدية، زيارةٌ من الرئيسِ المكلفِ نجيب ميقاتي الى قصر بعبدا حاملاً لائحةً بتوزيعِ الحقائبِ الوزارية، اطلعَ عليها رئيسُ الجمهوريةِ تمهيداً لابداءِ ملاحظاتِه ودرسِها بالعمقِ كما جاءَ في بيانِ القصرِ الجمهوري. فيما قالَ الرئيسُ ميقاتي اِنه قدمَ اقتراحاتِه للرئيسِ عون ومعظمُها كانت موضعَ قَبولٍ لدى فخامتِه، كما اخذَ بعينِ الاعتبارِ كافةَ ملاحظاتِ الرئيس عون وهي موضعُ قبولٍ لديهِ ايضاً كما قال.
والاملُ بان تبقى الامورُ تسيرُ على جديتِها وايجابيتِها، عسى ان يتمَ تحقيقُ اختراقٍ ما فيما يسابقُ الجميعُ الوقتَ المتسلحَ بكلِّ انواعِ الازمات.
وأكبرُ الازماتِ اليومَ العتمةُ التي تَعُمُ البلاد، فالجميعُ استسلمَ لغيابِ كهرباءِ الدولة، وعَلِقوا بالتقنينِ القاسي لاصحابِ المولدات، المصابِ بعضُهم بغيابِ المازوت فيما بعضُهم الآخرُ مصابٌ بالجشَعِ وامتهانِ الاستغلال. وعلى كلِّ حالٍ فانَ العتمةَ تسيطرُ على اجزاءٍ واسعةٍ من الوطنِ الذي ما زالَ بعضُ مسؤوليهِ يرفضُ خياراتِ الحلِّ السريع، والوقودُ الايرانيُ جاهزٌ وبأقلِّ التكاليف.
كلفةُ العتمةِ لا تقتصرُ على الكهرباء بل تطالُ كلَّ القطاع، وباتت تهددُ حتى سلامةَ الغذاءِ الذي يحتاجُ الى التبريدِ المفقود، فضلاً عن الاجهزةِ الرقابيةِ التي تعاني من تكاثرِ المستهترينَ بارواحِ الناس.
ولعلَ ابرزَ نصيحةٍ او عنوانٍ ما قالَه الامامُ السيد علي الخامنئي للحكومةِ الايرانيةِ المنتهيةِ ولايتُها بانَ الثقةَ بالغربِ لن تُسفرَ عن أيِّ نتيجة.
لقد فَشِلتُم في كلِّ عملٍ عَوَّلتُم فيه على الغربِ قالَ الامامُ الخامنئي، بينما نَجحتُم وتقدمتُم في كلِّ الأعمالِ التي قَطعتُم فيها الأملَ بهؤلاء..
المصدر: قناة المنار