انتهى التكليفُ باعتذارٍ بعدَ ان تَكَلَّفَ البلدُ اشهراً تسعةً من الضياعِ ومزيداً من الخراب.
تنحَّى سعد الحريري بعدَ ان تَكلَّفَ تجميعَ وترتيبَ المبرراتِ لخطوتِه، فخطَا البلدُ امتاراً اضافيةً نحوَ المجهول، فيما المعلومُ انْ لا بديلَ عن حكومةٍ عاجلةٍ – اَمسِ قبلَ اليومِ – عسى ان تتمكنَ من ابقاءِ لبنانَ على خارطةِ الدولِ القابلةِ للحياة، والا فلن يكفيَ السياسيينَ كلُّ طقوسِ الاعتذارِ من الوطنِ واهلِه الذين قدَّموا الكثيرَ لاعلاءِ ارزتِه المسيَّجةِ بكثير التضحيات، فيما تُحرقُها الطبقةُ السياسيةُ بكثيرٍ من اللا مبالاة..
تسعةُ اشهرٍ اُهدرت، اختصرَها الرئيسُ المكلفُ بعبارة اَنه لا يمكنُه التعايشُ معَ رئيسِ الجمهوريةِ كما قال، ومشى سريعاً من القصرِ الجمهوري الى المقابلةِ التلفزيونيةِ التي اختارَها محطةً لرفعِ الاسقفِ والخطابِ مساءَ اليوم.
لكنْ كيفَ سيكونُ صباحُ لبنانَ الذي ما اِن اعلنَ الحريري استقالتَه حتى أُحرقت الاطاراتُ وتقطعت الطرقاتُ إلا امامَ تحليقِ الدولارِ الذي فاقَ العشرينَ الفَ ليرة، فهل خطرَ ببالِ احدٍ من المعنيينَ جوابٌ عن هذا السؤال ؟ وباتَ ابرزُ الكلام : الله يعين البلد.
بلدٌ يحتاجُ باسرعِ وقتٍ ممكنٍ الى حكومة، وعَدَ رئيسُ الجمهوريةِ في بيانٍ صادرٍ عن مكتبِه الاعلامي انه سيُحدّدُ موعداً للاستشاراتِ النيابيةِ الملزمة ِباسرعِ وقتٍ ممكنٍ لتكليفِ رئيسٍ جديدٍ لتشكيلِ الحكومة. بيانُ بعبدا راى انَ الرئيسَ المكلفَ حضرَ للقاءِ رئيسِ الجمهوريةِ متخذاً قراراً مسبقاً بالاعتذار، رافضاً البحثَ بايِّ تعديلٍ من ايِّ نوعٍ كانَ في تشكيلتِه الحكوميةِ للعودةِ الى الاتفاقِ الذي تمَّ التوصلُ اليه سابقاً من خلالِ مسعى الرئيسِ نبيه بري.
اما سعيُ الرئيسِ الحريري لاعطاءِ يومٍ اضافيٍ لرئيسِ الجمهوريةِ كي يقبلَ بالتشكيلةِ المقترحة، فلم يَجِد بهِ الرئيسُ عون فائدةً اذا كانَ بابُ البحثِ مقفلا.
المصدر: قناة المنار