حجّت القلوبُ الى باحاتِها بعدَ ان اتمَّ اهلُها فضائلَ الصومِ واقاموا صلاةَ الجهاد ، فكانَ هلالُ عيدِها واضحاً في سماءِ القدس، تراهُ نصراً في وجوهِ ابنائِها اللاهجةِ انتفاضةً جديدة، ومجاوراً لقبابِها ومآذنِها الصداحة بـ”حيَّ على الفداء”..
هي زهرةُ المدائنِ العابقةُ بحياةِ فلسطين، المختزنةُ لعذاباتِ وصبرِ السنين، كَسَرت كلَّ اساطيرِ الخوف، وهتَفَت باسمِ ربِّ المقاومينَ اَنها قبلةُ الجهاد، واَنها بوابةُ السماء ..
منها ستدخلُ الامةُ عصراً جديدا، هكذا اَنبأت اجراسُ كنائسِها ومحاريبُ مساجدِها، وهكذا يقرأُ المحتلُّ الذي باتَ معتلاً بشرِّ افعالِه، يترقبُ في احيائِها شراراتِ انتفاضةٍ أَحَرَّ من سابقاتِها، وينظرُ الى حجارتِها كانها من سجيلٍ والى اطفالِها كأنهم طيورُ الابابيل ..
في ايامِ القدسِ ما ليسَ يُقرأُ بحدَثٍ ولا يُقَيَّمُ بخبر، فساعاتُ الامةِ ضُبطت على نَبْضِ ساحاتِها، وكلُّ الوجوهِ يَـمَّمَت شطرَ مسجدِها ..
هو نبضُ القدسِ بمئاتِ الجرحى الفلسطينيين ومواجهاتٍ معَ المحتلين، واصرارٍ من اهلِها على رسمِ معادلاتٍ جديدةٍ تُبعدُ المحتلَّ ومستوطنيهِ عن تدنيسِ باحاتِها.
واولُ المتغيراتِ اعلانٌ صهيونيٌ بتعليقِ المناورةِ التي كان يُعِدُّ لها وهي الاضخمُ في تاريخِ الكيانِ منذُ عقود، وتداعَى مجلسُه الامنيُ المصغرُ لتقديرِ الوضع، اما تقريرُ المصيرِ فبيدِ الفلسطينيينَ ومقاومتِهم التي بدأت ردها على العدوان الصهيوني وحصاره للقدس ..
مشهدٌ حاصرَ الصهاينةَ الى حدِّ تقييمِ رئيسِ استخباراتِهم السابق عاموس يدلين للقضيةِ بانها كبيرةٌ جداً، وانها تطورٌ استراتيجيٌ خطيرٌ يؤكدُ وصولَ ما يُسمى بالمفاوضات ِالى طريقٍ مسدود. فشبابُ فلسطينَ بحسبِ يدلين هم غيرُ دولِ التطبيع، ويريدونَ انتفاضةً ثالثةً في الضفةِ والقدسِ تَحْذَرُها تل ابيب..
المصدر: قناة المنار