ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 04-05-2021 في بيروت على التطوّرات التي سيحملها الملف الحكوميّ مع زيارة وزير الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان إلى لبنان الأربعاء المقبل، وعلى صعيد ملف ترسيم الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة مع الزيارة المرتقبة للفريق الأميركي برئاسة السفير جون ديروشير إلى بيروت لاستئناف جلسات التفاوض بين الوفدين اللبناني والإسرائيلي..
الأخبار
المسوّدة النهائيّة للبطاقة التمويليّة: 137 دولاراً نقداً لكل أسرة بالعملة الخضراء
تناولت جريدة الأخبار الشأن الداخلي وكتبت تقول “بعد أشهر طويلة من تردد رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب في تحمّل مسؤولية رفع الدعم عن المحروقات والسلع الأساسية، وضع الأخير مساء أمس، بالتعاون مع اللجنة المكلفة رفع الدعم، اللمسات الأخيرة على النسخة النهائية من مشروع قانون البطاقة التمويلية. التعديل الرئيسي يكمن في تحويل عُملة البطاقة الى الدولار بدلاً من الليرة اللبنانية، أي أن 750 ألف أسرة يُفترض أن تحصل، شهرياً، على مبلغ يعادل 137 دولاراً نقداً. تمويل البطاقة، بالتزامن مع رفع جزئي للدعم، سيتم عبر الاحتياط الإلزامي في مصرف لبنان، فيما لم يصدر عن حاكم المصرف رياض سلامة أي تعليق على الأمر. ويُعوّل دياب على أن يؤدي التوافق السياسي، وخصوصاً بعد زيارته رئيسَي الجمهورية ومجلس النواب، الى إجبار سلامة على الموافقة على المشروع لما فيه من وفر يقدّر بمليارين و600 مليون دولار سنوياً.
وُضعت، مساء أمس، التعديلات النهائية على مشروع البطاقة التمويلية، على أن توزّع على الوزراء ابتداءً من اليوم للاطلاع عليها. وفي خلاصة الصيغة النهائية التي وصلت اليها اللجنة المُكلّفة رفع الدعم برئاسة رئيس الحكومة حسان دياب، جرى التوافق على أن تكون البطاقة بالدولار وليس بالليرة، وأن يتم تقاضي قيمتها عبر المصارف نقداً بمتوسط 137دولاراً لكل أسرة مؤلفة من 4 أشخاص، أي نحو 1645دولاراً سنوياً للعائلة الواحدة. وقياساً على 750 ألف أسرة ستستفيد من البطاقة، يكون مجموع الدعم ملياراً و235 مليون دولار سنوياً.
التعديل الأساسي يكمن في حصول العائلات المشمولة ببرنامج الأسر الأكثر فقراً في وزارة الشؤون الاجتماعية، إضافة الى برنامج «شبكة الأمان» المموّل من قرض البنك الدولي بقيمة 264 مليون دولار، على كامل قيمة البطاقة التمويلية من دون أي حسم للمبلغ الذي يحصلون عليه من هذه الجهات، كون هذا التدبير يحقق «عدالة أكبر». فيما كانت الصيغة السابقة تنصّ على أن تكون مساعدات البرنامجين جزءاً من القيمة الإجمالية للبطاقة.
المشروع ناقشه دياب في زيارته أمس لرئيس الجمهورية ميشال عون، الذي أرسل ممثلين بالنيابة عنه الى الاجتماعات (المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير ومستشار الرئيس للشؤون الاقتصادية شربل قرداحي). كما ناقش دياب المشروع قبل يومين في أثناء زيارته لرئيس مجلس النواب نبيه بري.
تمويل البطاقة، بحسب مصادر مُطّلعة، سيكون من الاحتياطي الإلزامي في مصرف لبنان، رغم عدم تعليق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على هذا الأمر بعد، وعدم طرحه من قبل الحكومة عليه. ويُعوّل دياب على أن «التوافق السياسي وإقرار المشروع كقانون في مجلس النواب سيُجبر سلامة على التجاوب مع الطرح، لأنه يُحقّق وفراً يقارب مليارين و610 ملايين دولار، وسيذهب مباشرةً الى الفئة المستهدفة ويكافح التهريب مع رفع الدعم بشكل كبير عن المحروقات والسلع».
وبحسب المسودة الأخيرة، توزعت الـ 137دولاراً للبطاقة التمويلية التي ستحصل عليها الأسر على الشكل الآتي:
1- 35.6 دولاراً للبنزين الذي سيرفع عنه الدعم بنسبة 83%. أما كيفية احتساب هذه القيمة فخضع لآلية تشير الى أن معدل الاستهلاك العام للعائلة في الشهر الواحد يبلغ نحو 5.3 صفائح بنزين، يبلغ سعر كل منها اليوم 39500 ليرة، أما في حال رفع الدعم عنها فستصبح 141 ألف ليرة؛ أي أن القيمة التي يدعمها مصرف لبنان اليوم هي 101500 ألف ليرة. واذا ما احتسبنا هذه القيمة مع متوسط الاستهلاك أي 5.3، يكون المجموع 537500 ليرة لبنانية، على أن يُسدد منها ما نسبته 83% أي ما يعادل 445 ألف ليرة، سيتم تحويلها الى الدولار على سعر صرف يعادل 12500 ليرة أي 35.6 دولاراً.
2- 43.2 دولاراً للمازوت الذي سيُرفع عنه الدعم بنسبة 86%. الاستهلاك العائلي لهذه المادة بحسب المسودة هو 6.3 صفائح شهرياً، فيما سعر الصفيحة المدعوم اليوم 27 ألف ليرة وسيصبح 127 ألفاً عند رفع الدعم.
3- 10.7$ مقابل قارورتين من الغاز، إذ سيتم رفع الدعم عن الغاز بنسبة 100%، وهو ما يعادل مبلغ 134 ألف ليرة شهرياً للعائلة أو 10.7 دولارات على سعر صرف 12500 ليرة.
4- 8.4 دولارات مقابل 5 أمبير كهرباء لكل أسرة (سعر 5 أمبير اليوم 122 ألف ليرة)، على أن يتم رفع الدعم عن الكهرباء بنسبة 86%.
5- 34 دولاراً للسلة الغذائية
6- 0.4$ لربطة الخبز وذلك لأن الدعم العام على ربطة الخبز فقط لا القمح سيرتفع بنسبة 25%. هذا المبلغ جرى احتسابه وفقاً لمعدل استهلاك يقارب 25 ربطة خبز شهرياً لكل عائلة
7- متفرقات تحتسب هامش خطأ في الحساب قيمتها 5.3$
قيمة البطاقة التمويلية البالغة نحو 137دولاراً هي مقابل متوسط دعم عائلي يقارب 4.2 أشخاص. ما يعني أن الأسرة المؤلفة من ثلاثة أفراد أو فردين لن تحصل على المبلغ نفسه، والأمر ينطبق على الأسر التي يتجاوز عددها الأربعة. فثمة، وفقاً للمشروع، مبلغ مقطوع عام لكل أسرة هو 26.4$، تليه 26.4$ أخرى لكل فرد في العائلة ليصبح الحدّ الأدنى للأسرة الواحدة 53$ والحدّ الأقصى 185$. ويتوقع مُعدّو المشروع أن تنخفض القيمة الإجمالية للدعم السنوي المموّل من مصرف لبنان والذي تبلغ قيمته الإجمالية اليوم 5 مليارات و40 مليون دولار الى مليارين و430 مليون دولار (مليار و195 مليون دولار دعم محروقات ودواء وخبز، ومليار و235 مليون دولار للبطاقة التمويلية)، علماً بأن الدعم على الدواء سينخفض الى 54% أي ما يعادل 598 مليون دولار سنوياً.
اللواء
لودريان في بيروت في لحظة مؤاتية: الحكومة أو قلب الطاولة!
اختبار جديد للمفاوضات البحرية اليوم.. وتشريع البطاقة التموينية من السراي إلى المجلس
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “في نظر الكثرة من المراقبين، لا سيما الدبلوماسيين منهم، فإن الأسبوع الحالي، سيكون مفصلياً على غير صعيد: دبلوماسي وسياسي ومالي ونقدي واقتصادي، على وقع تحولات في السياسات الإقليمية، وضعت سوريا على لائحة التطبيع العربي، واحتواء الأزمة التي طالت وكادت ان تحرق الأخضر واليابس، في سوريا نفسها، وفي عموم دول المشرق، ومن بينها لبنان.
فاليوم تستأنف المفاوضات غير المباشرة، لترسيم الحدود البحرية الجنوبية في الناقورة.. واليوم توضع اللمسات الأخيرة على مشروع قانون البطاقة التمويلية، التي يشترط رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب اقرارها تشريعياً في المجلس النيابي، قبل التوقيع على قرار رفع الدعم عن السلع الضرورية، والتي يُصرّ عليها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة للحفاظ على نسبة معقولة من احتياطي المصرف، التي هي في نظر كثيرين، أموال المودعين، الذين تقدمت أمس جمعية فرنسية بالتعاون معها بشكوى ضد الحاكم رياض سلامة امام القضاء الفرنسي، بتهمة الإثراء غير المشروع، إلى جانب شقيقه وشخصية مالية أخرى.
وغداً، وبعده، يمضي رئيس الدبلوماسية الفرنسي جان ايف لورديان في بيروت، حاملاً رسالة واضحة للمسؤولين الكبار تتعلق بمآل الأمور، ما لم يرعو المسؤولون عن استمرار عمليات التأزم، والتداعيات الخطيرة لعدم تأليف الحكومة وفقاً للمبادرة الفرنسية.
إذاً، بعد توقف فرضته عطلة الجمعة الحزينة والفصح المجيد لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي، يشهد موضوع تشكيل الحكومة تحريكاً للمبادرة الفرنسية مع وصول الوزير لودريان الى بيروت في زيارة تستمر يومي الخامس والسادس من أيار الحالي، ويلتقي خلالها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري وقد يلتقي القوى السياسية التي اجتمعت في قصر الصنوبر لدى زيارة الرئيس ايمانويل ماكرون بيروت، ولكن لا شيء مؤكد على هذا الصعيد.
وتأتي هذه الزيارة على وقع عقوبات فرنسية لوّح بها لودريان منذ ايام، بأن بلاده تضع لمساتها الاخيرة عليها، ستفرضها باريس على الفاسدين في لبنان وعلى مَن يعطّلون الحل السياسي والحكومي المتمثل بالمبادرة الفرنسية، من دون ان يعلن عن اسماء هؤلاء. لكن المعلومات اشارت الى ان العقوبات قد تشمل حجز ارصدة واملاك بعض المسؤولين عن عرقلة الحلول.
وتعكف دوائر السفارة الفرنسية على ترتيب جدول أعمال الوزير الفرنسي في السفارة الفرنسية، على ان يلتقي مندوب عن كل حزب في قصر الصنوبر، وفقاً لمصادر إعلامية. والثابت ان الجدول المنجز لغاية مساء أمس هو لقاء الرؤساء عون وبري والرئيس المكلف سعد الحريري والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
ووفقاً لمصادر دبلوماسية فإن الوزير الفرنسي يأتي في لحظة إقليمية مؤاتية، بعد المصالحات الجارية في المنطقة، والتقارب التركي المصري، والعربي – العربي، فضلاً عن استمرار المفاوضات الدولية حول الملف النووي الإيراني.. لذا، تعتقد المصادر ان الوزير الفرنسي يحمل رسالة قوية بضرورة التوصّل إلى تفاهم ضمن سيناريوهات محتملة، ومخاوف من انهيارات مقبلة ما لم تحدث معجزة التفاهم على تأليف الحكومة التي أصبحت المفتاح السحري لكثير من الحلول.
وعلى هذا الصعيد، حددت الأطراف المعنية بالتأليف خياراتها:
1- فالرئيس الحريري اجتمع مع رؤساء الحكومات السابقين نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، وتمام سلام، وجرى الاتفاق على دعم الرئيس المكلف بمواقفه، ودعوه إلى عدم التراجع، لا عن المبادرة الفرنسية ولا عن مندرجاتها.
2- بالمقابل رشح عن أوساط مطلعة على موقع بعبدا، ان الرئيس عون ينتظر التشكيلة الوزارية لإصدار مراسيمها على ان تسقط، ما لم يكن فريقه مع حزب الله راضٍ عنها في المجلس النيابي.
3- النائب جبران باسيل يسير في اتجاه احراج الرئيس المكلف لاخراجه، ودفعه إلى الاعتذار، وفقاً لمطلعين على طبيعة الخيارات التي ينتهجها الرجل.
ووفقاً لموقع «اللواء» الالكتروني نقلاً عن مصادر بيت الوسط أن الرئيس الحريري يعتقد أن «الأمور بعد زيارة وزير الخارجية الفرنسية الى بيروت لن تكون كما قبلها، وإن الحريري يدرس كل الإحتمالات»، متوقعة أن الموقف الذي قد يتخذه عقب زيارة لودريان «قد يقلب الطاولة على الجميع».
وتوقفت المصادر عند مساعي جمع الحريري بالنائب جبران باسيل، ونقلت عن الرئيس المكلف «رفضه لهذا الطلب لأن باسيل لم يسم الحريري في الإستشارات النيابية، وأنه من اليوم الأول أعلن رفضه التعاون معه، وأنه لم يكتفِ بذلك بل أعلن مرارا وتكرارا أنه لن يمنح الحكومة الثقة، وأن الحريري سأل عن مبرر لقاء شخص لا يريده، وأنه يؤكد أنه خارج اللقاء مع رئيس الجمهورية الشريك الأساسي في تأليف الحكومة لن يلتقي أيا من القوى السياسية قبل أن تشكل الحكومة».
السنيورة في بكركي
وعشية وصول الوزير الفرنسي لودريان إلى بيروت، سلم الرئيس فؤاد السنيورة الكاردينال الماروني مار بشارة بطرس الراعي رسالة باسم لجنة متابعة بيانات الأزهر ووثيقة الأخوة الإنسانية.
وطالب بعد لقاء الراعي بإعادة الأمور إلى نصابها: حكومة لا تكون سلطة لأي فريق عليها، وألا يكون هناك أي شيء له علاقة بما يسمى أثلاث معطلة، بل وزراء مستقلين فعلاً ليكونوا فريقاً منسجما قادراً على التعاون ولا يضع العراقيل». وأشار قائلاً: «هنا يفترض أن تتوفر النية الحقيقية لدى فخامة الرئيس والرئيس المكلف، وكذلك الإرادة العازمة والحاسمة والملتزمة بأن يكون الفريق من الاختصاصيين المستقلين غير الحزبيين من دون ان تكون لديه قدرة على التعطيل».
مفاوضات الحدود البحرية
وفي الانتظار، تبدأ اليوم مفاوضات الناقورة غير المباشرة حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والكيان الاسرائيلي بحضور الوسيط الاميركي رئيس الوفد الأميركي السفير جون دوروشيه وبرعاية الامم المتحدة.وسط اجواء تفيد ان الاميركي سيدفع باتجاه الوصول الى حلول لا تعقيد الموقف اكثر.
وعشية العودة إلى هذه المفاوضات ترأس الرئيس عون اجتماعاً قبل ظهر أمس للفريق المفاوض، بحضور العماد جوزاف عون قائد الجيش ورئيس الوفد اللبناني المفاوض العميد الركن الطيار بسّام ياسين، والعقيد البحري مازن بصبوص، والخبير نجيب مسيحي وعضو هيئة ادارة قطاع البترول المهندس وسام شباط. كما شارك في الاجتماع المستشار العسكري والامني لرئيس الجمهورية العميد بول مطر.
وحسب مصدر رسمي: تم خلال الاجتماع عرض التطورات التي حصلت منذ توقف الاجتماعات في كانون الاول الماضي، والمستجدات حول الاتصالات التي اجريت لاستئنافها. وقد زوّد الرئيس عون أعضاء الوفد المفاوض بتوجيهاته، مشدداً على أهمية تصحيح الحدود البحرية وفقاً للقوانين والانظمة الدولية، وكذلك على حق لبنان في استثمار ثرواته الطبيعية في المنطقة الاقتصادية الخالصة. واشار الرئيس عون الى ان تجاوب لبنان مع استئناف المفاوضات غير المباشرة برعاية الولايات المتحدة الاميركية واستضافة الامم المتحدة، يعكس رغبته في ان تسفر عن نتائج ايجابية من شأنها الاستمرار في حفظ الاستقرار والامان في المنطقة الجنوبية.
واكدت مصادر رسمية لـ«اللواء»، ان لبنان وافق على ان تُستأنف المفاوضات غير المباشرة حول ترسيم الحدود البحرية إعتباراً من يوم غد حسب المفترض، مع وصول رئيس الوفد الأميركي جون دوروشيه الى بيروت، لكن من حيث توقفت المفاوضات بعد الاجتماع الاخير للوفود المفاوضة ووفق اتفاق الاطار الموضوع، وليس انطلاقاً من الطرح اللبناني الجديد وذلك بعد رفض الوسيط الاميركي في المفاوضات، وبعد الرفض الاسرائيلي الشديد، للطرح اللبناني بتعديل خط الحدود من النقطة 23 الى النقطة 29 بما يؤمن للبنان مساحة إضافية من مياهه في المنطقة الاقتصادية الخالصة.
واوضحت المصادر ان المهم الآن بالنسبة للبنان إستئناف المفاوضات، ولكن الطرح اللبناني سيبقى كما هو بالتمسك بعرض خرائط الحدود الجديدة للحدود البحرية وفق ما أعدته قيادة الجيش ولو ان الرئيس عون لم يوقع على مرسوم تعديل المرسوم 6433، ويبقى الموضوع خاضعاً للنقاش، ومن خلال المفاوضات يمكن تحصيل ما يستطيع لبنان تحصيله من مساحات اضافية تسعى اسرائيل الى قضمها.لكن مصادر المعلومات اشارت الى ان عون مع تعديل المرسوم 6433 لكن بعد إقراره في مجلس الوزراء حسب الاصول الدستورية وبعد التوافق الوطني حول التعديل.
وحول هذا الموضوع شدد رئيس حكومة تصريف الاعمال الدكتور حسان دياب «على ضرورة توقيع المرسوم من قبل رئيس الجمهورية اليوم قبل الغد، مشيرا الى ان الخلاف مع بعبدا ليس خلافاً، بل هو تفسير للدستور، فالدستور واضح جداً في كيفية التعامل في اي حكومة خلال فترة تصريف الاعمال، وموضوع الملف هو تقني بحت والدوائر المختصة بالجيش التي لدي ثقة كاملة فيها تقول إن النقطة ٢٩ هي من حق لبنان وبالتالي كان تركيزي على أن الوزراء المختصين، لا سيما وزير الاشغال ووزيرة الدفاع أن يسيروا بالملف ولهذا السبب قاموا بتوقيع المرسوم ووافقت عليه وأرسلته للقصر الجمهوري حيث كان الخلاف على أن نعقد جلسة لمجلس الوزراء أو لا». وأردف: لم افقد الامل واتوقع من فخامة الرئيس ويجب عليه ان يوقع على المرسوم خلال الفترة القادمة.
البطاقة التمويلية
وحضرت البطاقة التمويلية، في شهر رفع الدعم الذي يوفره مصرف لبنان للمحروقات والقمح والدواء، خلال الاجتماع الذي عقد بين الرئيس عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، من زاوية الاقتراحات الممكنة، وطرائق توفير الدعم المالي أو التغطية المالية للبطاقة التي ستشمل ما لا يقل عن 750.000 عائلة محتاجة، بما يوازي مائة دولار شهرياً.
وحسب معلومات «اللواء» كانت هذه المسألة حاضرة بين الرئيسين من زاوية الدراسة المالية والإدارية ومن الجوانب كافة. وافادت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن الاجتماع الوزاري الذي يعقد اليوم في السرايا سيخصص لدرس تفاصيل البطاقة التمويلية وتوزيعها وعدد المستفيدين منها وكلفتها وتمويلها.
واشارت المصادر إلى أنه على ضوء هذا الاجتماع سيكون هناك تصور نهائي من المقرر أن يدرس في اجتماع يعقد في القصر الجمهوري قبل احالته الى محلس النواب لدرسه واقراره بشكل نهائي. وأوضحت أوساط مراقبة أن أي قرار يتصل بهذه البطاقة لا بد أن يناقش بتفاصيله المالية وكل ما يتصل بامكانات نجاحه وشموله العدد الأكبر من المواطنين فضلا عن تطبيقه منعا لأي لغط أو خطأ.
وأكّد الرئيس دياب أنّ موقفه بما يتعلّق برفع أو ترشيد الدعم كان حاسمًا وواضحًا منذ أشهر ومن العام الماضي، وأوضح في حديث لقناة «الحرة» أنّ موقفه هو أنّ «ترشيد الدعم لن يحصل إلا بموجب الموافقة على البطاقة التمويلية التي ستصل الى نحو 75% من الشعب اللبناني، علمًا أنّ بعض الدراسات التي أجريت مؤخرًا تفيد أن مدخول 76% من العائلات في المجتمع اللبناني يقلّ عن 3 مليون ليرة و200 ألف ليرة لبنانية وهذا هو الحد الأدنى الذي تحتاجه العائلة كي تعيش، ولهذا فإننا نهدف إلى أن نقدّم البطاقة التمويلية إلى 750 ألف عائلة». وكشف دياب أنّ «فاتورة البطاقة التمويلية ستقارب المليار دولار»، موضحًا أنه «سيتم تحديد مبلغ البطاقة التمويلية التي ستتراوح بين مليون كحد أدنى و3 مليون كحد أقصى، وذلك بحسب عدد أفراد العائلة».
وعن إقرار هذه البطاقة، أوضح دياب أنّه يجب أن يكون هناك توافق سياسي والبت فيه في اللجنة الوزارية الاقتصادية، آملًا أن يبتّ في مدة أقصاها أسبوع وأن يرسل الى مجلس النواب وهو الجهة المسؤولة عن إقرار مشروع القانون المتعلق بترشيد الدعم والبطاقة التمويلية والذي سترسله الحكومة فور الانتهاء من وضع السيناريو الأفضل، مؤكدًا أنّه كلما سرع مجلس النواب بالبت بالقانون الذي يعنى بالبطاقة التمويلية كلما سرعنا بتطبيق هذه البطاقة التي تتطلب بدورها التعاون بين القطاع المصرفي ومصرف لبنان والوزارات المختصة وهذا يتطلب شهرًا ونصف الشهر لتطبيقها».
ورداً على سؤال ان كان تمويل البطاقة مؤمناً، أوضح أنّ الحكومة تسعى لتأمين التمويل من مصادر خارجية ومنها زيارته الى قطر التي كان هدفها طرح هذا الملف كفكرة لدعم لبنان، وأكّد تجاوب الدوحة مع طلبه ولكن لم يبت بقيمة المساعدة.
ميدانياً، أعلنت قيادة الجيش اللبناني أن وحدات منه تواصل مشاركتها في عملية تنظيف ضفة بحيرة القرعون من آلاف اسماك الكارب التي نفقت وتكدست على مسافة كيلومترات عدة.
إنخفاض.. وتفاؤل
صحياً، سجلت وزارة الصحة تسجيل 249 إصابة جديدة و21 حالة وفاة، رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة مخبرياً إلى 528457 إصابة منذ 21 شباط 2020. وأعربت المستشارة الصحية للرئيس دياب بترا خوري عن أملها بقضاء فصل صيف مريح، وكشفت ان 70٪ من الأشخاص بعمر الـ75 تلقوا اللقاح، كما حصل 40٪ من عمر 65 على الجرعة الأولى من اللقاح، وسيحصل أكثر من مائة ألف شخص على مواعيد جديدة لتلقي اللقاحات خلال شهر أيّار، وأشارت إلى ان المزيد من اللقاحات في طريقها إلينا..
البناء
حركة خليجيّة نحو سورية… و«القومي» يندّد بالاحتلال التركيّ… ويشيد بالمقاومة في فلسطين
جولة الترسيم وفق التوجيهات الرئاسيّة بعد تجاذبات المرسوم… وخبراء روس لتدقيق الخرائط!
لودريان: رفع عتب أم تحوّل بين لغز الحريري وهشاشة العقوبات… وأين موسكو والرياض؟
صحيفة البناء كتبت تقول “فيما تتسارع تحركات المنطقة على إيقاع الأنباء المتواترة من فيينا عن تقدّم حثيث في ملف العودة إلى الاتفاق النووي، وعودة محبطة لوفد كيان الاحتلال من واشنطن، تبدو التحولات في العلاقات الإيرانية السعودية عنواناً للكثير من المتغيرات في المنطقة، لكن ذلك لم يغيّر من حرارة وسخونة المشاهد المتفجّرة في جبهات اليمن وفلسطين المحتلة، حيث ترسم مأرب من جهة، والقدس من جهة، صورة مغايرة لمناخات التهدئة، حيث استعادت فلسطين حضورها عشية الاستعدادات ليوم القدس العالمي، وشكلت عملية الزعترة قرب نابلس مؤشراً لمرحلة جديدة من المواجهة التي تواكب الانتفاضة المقدسية، بينما واصل اليمنيون رسم معدلاتهم، أن وقف القصف للعمق السعودي مشروط بوقف العدوان، وهجوم مأرب يرتبط بوقف النار ووقف الحصار، فيما جاءت المعلومات المتواترة من دمشق عن حركة خليجية إماراتية وسعودية لإعادة العلاقات الدبلوماسيّة، تؤشر لصورة سورية بعد الاستحقاق الرئاسي، والولاية الثانية للرئيس بشار الأسد وفقاً للدستور المعمول به، وعودة العلاقات العربية مع سورية تمهيداً لعودة العلاقات الغربيّة، وفتح ملفات عودة النازحين وإعادة الإعمار، وحسم مصير الاحتلال الأميركي والاحتلال التركي، الذي يخوض حرب المياه على سورية والعراق، ويتشبث ببقاء احتلاله لأراضي البلدين، وهو ما ندّد به الحزب السوري القومي الاجتماعي مؤكداً خيار المقاومة في مواجهة الأطماع العثمانيّة القديمة الجديدة، منوّهاً بالعملية الفدائية في فلسطين كترجمة لخيار المقاومة.
لبنان الذي تعبّر المتغيرات الإقليمية والدولية عبر ملفاته، يشهد حراكاً أميركياً فرنسياً على ملفي ترسيم الحدود البحرية، ومعالجة الانسداد في المسار الحكومي، وبمثل ما كان لافتاً أن يستجيب الأميركيون لطلب رئيس الجمهورية، وينجحوا في جلب كيان الاحتلال لخيار العودة الى المفاوضات، بدا واضحاً أن العودة للتفاوض تتمّ من دون أن يقدم لبنان تنازلاً عن حقوقه، بعدما سحب من التداول السجال حول مرسوم الترسيم، وسمع الوفد المفاوض بحضور قائد الجيش من رئيس الجمهورية توجيهات واضحة بالتمسك بالخط التقني والقانوني الذي توصل إليه خبراء الجيش اللبناني، والانفتاح على سماع أي مقترحات أمميّة أو أميركية للاستعانة بخبراء دوليين، كان رئيس الجمهورية قد طلبها من معاون وزير الخارجية الأميركية السابق ديفيد هيل في زيارته الأخيرة الى لبنان، ولم تستبعد مصادر مواكبة للملف أن يكون رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل قد طلب من موسكو الشيء نفسه خلال زيارته الأخيرة لها.
المسعى الفرنسي الذي قاد الملف الحكومي منذ إطلاق الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون مبادرته من قصر الصنوبر قبل تسعة شهور، يسجل مع زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان الى بيروت محطة فاصلة، فالزيارة تأتي بعد فشل فرنسي متكرّر في صياغة حل وسط يخرج الأزمة الحكومية من التجاذبات بين بعبدا وبيت الوسط، وبعد تهديدات فرنسية بفرض عقوبات، كانت آخر نسخة منها هي الحديث عن منع السفر الى فرنسا أمام المعاقبين، في ظل عجز فرنسي عن الحصول على موافقة أوروبية على فرض العقوبات، وحملت المعلومات المرافقة للزيارة أسئلة مع الحديث عن حصر اللقاءات الرئاسية برئيسي الجمهورية والمجلس النيابي واستثناء الرئيس المكلف سعد الحريري، الذي بدا طوال الفترة السابقة أن باريس تتبنى مواقفه، وفهم من المقربين منها أن عقوباتها ستستهدف مقرّبين من رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر، فيما جاءت تعليقات بيت الوسط عن قلب الطاولة متزامنة مع الزيارة وتسريبات استثناء الرئيس المكلف منها، لتطرح أسئلة حول موقع الزيارة بين خياري رفع العتب أو إحداث تحوّل في المسار الحكومي، فالبقاء على الموقف التقليدي ولو كان مشفوعاً بالعقوبات سيعقد الطريق أمام دور الوسيط الذي تريد باريس أن تلعبه، وحول وجود تحول يحمله لودريان قالت مصادر إقليمية إن باريس التي تتابع تطورات الوضع اللبناني على خلفية المتغيرات الدولية والإقليمية تدرك هامشية دورها في مفاوضات الملف النووي الإيراني، وتدرك أن الحصول على دور فاعل في لبنان يستدعي الوقوف في منطقة وسط في العلاقات الإيرانية السعودية التي تتقدّم نحو الانفراج، وما يبدو من فيتو سعودي على الدعم الفرنسي للحريري، بينما تشير المتابعة الفرنسية للموقف الروسي باهتمام خاص بالدور المسيحي في المنطقة، يمكن أن يحل محل الدور الفرنسي التقليدي إذا لم تستعد فرنسا هذه الصفة عبر مقاربة جديدة للملف الحكوميّ.
دان الحزب السوري القومي الاجتماعي السلوك العدواني التركي ضدّ سورية والعراق عن طريق الاحتلال المباشر للمناطق وعن طريق دعم الإرهاب، ومن خلال المواقف والتصريحات التي تصدر عن مسؤولين وتتصف بالصلافة والعدوانية.
ورأى عميد الإعلام في الحزب معن حمية أنّ تصريح وزير داخلية النظام التركي سليمان صويلو بأنّ حكومته تسعى لإنشاء قواعد تركيّة دائمة في شمال العراق، وظهور وزير دفاع النظام التركي خلوصي آكار مع رئيس أركان جيشه وقائد قواته البرية في قاعدة للاحتلال التركي في شمال العراق، وإعلانه عن مواصلة ما أسماه حماية «المصالح القومية لتركيا» في سورية والعراق وغير بلد، إنما يعبّر عن غريزة الأطماع الطورانيّة الاحتلاليّة الاستعماريّة في بلادنا. وهذا يُعدّ عدواناً صارخاً.
ولفت إلى أن السلوك التركي العدواني فيه عتوّ مشدود إلى ماضي الاستعمار العثماني الذي مارس أبشع الجرائم قتلاً وقهراً واستعباداً بحقّ شعبنا وإبادة جماعية بحق الأرمن والسريان وغيرهم فضلاً عن المجازر بحق شرائح عديدة من شعبنا. وأكد حمية أننا سنقاوم عودة هذا الاستعمار الحاقد بكلّ ما أوتينا من قوة الإرادة ومضاء العزيمة دفاعاً عن حقنا وأرضنا، وبأنّ كلّ القواعد والمغتصبات التركية في شمال العراق وشمال الشام ستتهاوى أمام إرادة أصحاب الحق وسنستعيد كل شبر مغتصب من أرضنا وكلّ اللواء السليب.
وأضاف أنّ النظام الاحتلالي التركي ما فتئ يستهدف أمتنا وسيادتها بكلّ وسيلة ممكنة وفي كلّ وقت متاح، إلا أنّ أمتنا التي اعتادت على مقارعة كلّ المحتلين والغزاة وإجبارهم على الانسحاب من أراضيها مذلولين لن يُعجزها دحر هذا الاحتلال الجديد ومعه الاحتلال الصهيوني، وإنّ المستقبل لناظره قريب.
على صعيد آخر، حيّا الحزب السوري القومي الاجتماعي المقاومة داخل الأرض الفلسطينية المحتلة والتي نفذت عملية استهدفت قوات الاحتلال «الإسرائيلي» عند حاجز حوارة. وأكد «القومي» في بيان أصدره عميد الإعلام أنه ليس غريباً على نابلس – جبل النار التي ارتقى منها في العام 1936 أول شهداء الحزب الرفيق حسين البنا، أن تنتصر للقدس عاصمة فلسطين الأبديّة عبر تنفيذ عملية بطولية تثبت أن شعبنا الفلسطيني سيبقى متمسكاً بالمقاومة بكل أشكالها خياراً وحيداً لتحرير الأرض المحتلة.
وشدّد «القومي» على أن قوات الاحتلال لا تخيفها الجعجعة من بعيد، بل إن ما يؤثر فيها هي الضربات المتتالية التي تنفذها المقاومة البطلة والتي ترسّخ حقيقة أن اتصالنا باليهود لا يمكن أن يكون إلا اتصال الحديد بالحديد والنار بالنار. وجدّد حمية دعوة الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى كل فصائل المقاومة العاملة داخل فلسطين إلى توحيد كل جهودها رفضاً للاستيطان والتهويد ونضالاً لدحر الاحتلال عن فلسطين كل فلسطين.
ويحمل الأسبوع الطالع تطوّرات على صعيد الملف الحكوميّ مع زيارة وزير الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان إلى لبنان الأربعاء المقبل وإن على صعيد ملف ترسيم الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة مع الزيارة المرتقبة للفريق الأميركي برئاسة السفير جون ديروشير إلى بيروت لاستئناف جلسات التفاوض بين الوفدين اللبناني والإسرائيلي.
ويلتقي وزير الخارجية الفرنسي بحسب المعلومات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري وقد يلتقي القيادات السياسية التي اجتمعت في قصر الصنوبر مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته إلى بيروت عقب تفجير مرفأ بيروت لكن الأمر غير محسوم.
وأفادت وسائل إعلام بأن لودريان يحمل معه رسالة تحذيرية للمسؤولين اللبنانيين المعرقلين وعلى الأرجح ستكون الأخيرة لهؤلاء. وأضافت أن «العد العكسيّ بدأ وفرنسا كانت قد اتخذت سلسلة إجراءات لمنع عدد من المسؤولين اللبنانيين من زيارتها وهناك عدة أفكار تتعلق بتجميد العقارات والأرصدة وغيرها». وشدّدت على أن «عنوان الزيارة هو التأكيد أن المبادرة الفرنسية ما زالت حيّة وأنه ينبغي التحرك قبل فوات الأوان».
في المقابل لفتت مصادر «البناء» إلى أن «زيارة لودريان تهدف إلى إنقاذ المبادرة الفرنسية بعدما أدى تعثرها إلى تداعيات سلبية في الداخل الفرنسي على مستوى الرئاسة التي تسعى إلى إحداث خرق ما في جدار الأزمة اللبنانية قبيل الانتخابات الفرنسية»، وشددت المصادر على أن «الأميركيين هم أول من أجهضوا المبادرة الفرنسية منذ الإعلان عنها عبر الالتفاف عليها وتحميلها تأويلات وتفسيرات تضرب مضمونها من جهة وبفرض العقوبات على أكثر من شخصية سياسية أساسية في لبنان من جهة ثانية والضغط على آخرين لعرقلة أي تفاهم بين اللبنانيين».
على خطٍ موازٍ يواصل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مسعاه على الخط الحكومي، ويسعى إلى جمع الرئيس عون والرئيس الحريري. وتشير المصادر الى ان الاتصالات تدور بعيداً من الاضواء للبحث في إمكانية عقد اجتماع كهذا. فيما عممت مصادر بيت الوسط أجواء تحمل في مضمونها رفض الحريري عقد لقاء مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل مرجحة أن يقوم الحريري ببعض الخطوات لقلب الطاولة من دون توضيح مضمون وأبعاد هذا التهديد.
ولفت ما نقل عن مصادر سياسية بأن «الجميع في انتظار نتائج زيارة وزير الخارجية الفرنسية ليُبنى على مواقف المعطلين المقتضى، فإذا كان هناك تجاوب سياسي تفادياً لعقوبات فرنسية يصبح اعتذار الحريري وراءنا، أما إذا استمرت حلقات التعطيل فإن كل الخيارات السلبية واردة».
واشارت مصادر قناة المنار إلى أن «حالة المراوحة السلبية دفعت المحيطين بالحريري إلى الترويج لاحتمال الاعتذار، بينما ينفي العارفون احتمال ذلك، كشفت أن المعلومات حول جدول زيارة لودريان أشارت إلى أنها ستشمل رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي حصراً، ما أثار استياء الحريري الذي يعتبر أن استثناءه من الزيارة رسالة قاسية أو إشارة سلبية». واعتبرت المصادر أن «اعتذار الحريري في هذه الحالة قد يصبح خياراً لحفظ ماء الوجه إلا إذا وسع وزير الخارجية الفرنسية دائرة لقاءاته».
ونقل مقرّبون من الرئيس بري لـ»البناء» عدم ارتياحه وقلقه إزاء الجمود الحاصل في الملف الحكومي. ولفتوا إلى أن «الرئيس نبيه بري أبدى ولا يزال استعداده للانفتاح والتعاون مع أي حل ينقذ الوضع الداخلي من السقوط النهائي، لكن هذه المساعي لم ترقَ إلى مستوى المبادرة وهو يعتبر أن الظروف سواء الداخلية أو الخارجية لولادة الحكومة في لبنان لم تنضج بعد كي يغامر بأي مبادرة»، ودعا جميع الأطراف السياسية إلى «التخلي عن الأنانية والمصالح الطائفية والحزبية والمناطقية ووضع حد للانهيار الحاصل قبل الارتطام النهائي حيث لن تنفع المواقع والمناصب، والعمل بتواضع والسعي لتدوير الزوايا والابتعاد عن كل المفردات النافرة لتسهيل حكومة طوارئ إنقاذية من اصحاب الكفاءة والاختصاص وغير الحزبيين ليبقى لبنان وطن العدالة والمواطنة بعدما شهدنا مؤخراً مشاهد الفوضى ومعالم الحرب». وأشار الزوار إلى أن «الواقع الإقليمي والدولي على مستوى المفاوضات التي تجري على أكثر من محور لم تتضح صورتها النهائية وبالتالي لم تترجم نتائجها على الساحة اللبنانية لا سيما أن لبنان الواقع على خط الزلازل الإقليمية مرتبط بشكل أو بآخر بهذه التطورات التي تحصل في الخارج، وتحديداً المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران ومفاوضات الترسيم بين لبنان والعدو الإسرائيلي على الحدود مع فلسطين المحتلة».
ودعا المكتب السياسي لحركة أمل في بيان الى التمسك بالمبادرة الفرنسية وحضور وزير خارجية فرنسا إلى بيروت للدفع بها، باعتبارها الخيار الإنقاذي الوحيد المُتاح والذي بحال الاستمرار بتعطيله، يُعرّض المزيد من مصالح لبنان وعلاقاته وسمعته الدولية إلى مخاطر جمّة. ورأى أن «هذا الحراك المستجد يعطي زخماً للمبادرة من أجل الدخول العملي في آلياتها وتنفيذ بنودها وأوّلها تشكيل حكومة مرتكزة على تشكيلة من الاختصاصيين غير الحزبيين لا حسابات معطّلة فيها، مهمتها إطلاق ورشة الإصلاح المالي والاقتصادي».
وأشارت معلومات لـ»البناء» إلى أن «ليس هناك أي تقدّم حتى الآن على صعيد تأليف الحكومة مع سيطرة حالة من الجمود وأن الوضع حتى الآن من سيئ إلى أسوأ». وعولت مصادر سياسية على التطورات على صعيد المفاوضات النووية الأميركية الإيرانية والحوار الجاري بين ايران والسعودية في ظل معلومات تحدثت عن تواصل على خط الرياض – دمشق لإعادة تفعيل العلاقات السعودية السورية والتحضير لإعادة فتح السفارة السعودية في العاصمة السورية، وذلك في إطار انتهاج ولي العهد محمد بن سلمان سياسة الحوار والانفتاح على إيران، الأمر الذي سينعكس ايجاباً على الساحة الداخلية اللبنانية وتثمر بإنتاج حكومة وحل سياسي اقتصادي ينقذ لبنان من الانهيار. ورأت المصادر في هذا المناخ الإقليمي الجديد أولى ثمرات التقدم الحثيث على صعيد المفاوضات النووية مع إيران.
وفي غضون ذلك، وعشية زيارة الوفد الاميركي الوسيط لإعادة إحياء المفاوضات في ملف الترسيم، شدّد رئيس الجمهورية ميشال عون، خلال ترؤسه اجتماعاً لأعضاء الوفد إلى المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، على «أهمية تصحيح الحدود البحرية وفقاً للقوانين والأنظمة الدولية، وعلى حق لبنان في استثمار ثرواته الطبيعية في المنطقة الاقتصادية الخالصة».
وتنطلق اليوم جلسة مفاوضات جديدة بين الوفدين اللبناني والإسرائيلي في قاعدة اليونفيل في الناقورة. وأعلنت الحكومة الإسرائيلية عن استئناف المفاوضات بحسب ما أفادت «سكاي نيوز». وأشارت إلى أن المفاوضات تبحث إمكانية التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية مع لبنان.
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب زار بعبدا أمس، والتقى الرئيس عون وخرج من دون الإدلاء بأي تصريح. وشدد دياب في حديث تلفزيوني على «ضرورة توقيع المرسوم من قبل رئيس الجمهورية اليوم قبل الغد»، مشيراً الى أن «الخلاف مع بعبدا ليس خلافاً، هو تفسير للدستور، فالدستور واضح جداً في كيفية التعامل في أي حكومة خلال فترة تصريف الأعمال، وموضوع الملف هو تقني بحت والدوائر المختصة بالجيش التي لدي ثقة كاملة فيها تقول إن النقطة 29 هي من حق لبنان».
على صعيد آخر، نقلت وكالة «رويترز» عن مديرة برنامج التدفقات المالية غير المشروعة في منظمة «شيربا»، لورا روسو، أن هناك «شكوى قانونية مقدّمة في فرنسا بشأن فساد مشتبه به في لبنان، تستهدف حاكم المصرف المركزي رياض سلامة وشقيقه وشريكاً له». ولفتت روسو إلى ان «الشكوى التي تمّ تقديمها يوم الجمعة تغطي أصولاً عقارية قيمتها ملايين اليورو في فرنسا». من جهته، سلامة يؤكد أن شراء العقارات في فرنسا تمّ قبل توليه منصب حاكم مصرف لبنان.
المصدر: صحف