لعلها الصرخةُ الاعلى كونَها جاءت من داخلِ البيتِ العارفِ بحالِه وأحوالِه – بيتِ القضاء ، وزيرةُ العدلِ ماري كلود نجم دعت الى انتفاضةٍ داخلَ القضاءِ على واقعٍ أليم ، على قضاءٍ مسيسٍ ومنكفئٍ وعاجزٍ عن مكافحةِ الفساد ، يقاتلُ في معركةٍ اعلامية، كما قالت.
طَرحت الوزيرةُ الاشكاليةَ الكبرى. القضاءُ لم يَصل الى نهايةٍ في مكافحةِ ملفِ فسادٍ واحد ، فيما ملفاتٌ على مدِّ النظرِ تنتظرُ التحرك ، حبيسةَ الادراجِ وزوايا المكاتب. فماذا عن جريمةِ العصرِ كما وُصفت ، ماذا عن أموالِ اللبنانيينَ التي ضاعت ولا من يحركُ ساكنا؟
وان كُفّت يدُ غادة عون عن ملاحقةِ واحدٍ من ملفاتِ الفساد ، فهل يُستكملُ التحقيق ، أم يُجهَّلُ الفاعل؟ ويبقى القضاءُ مُكَتفاً في عوكر أو في غيرِها من المناطقِ اللبنانية؟ ومن يعيدُ ثقةَ المواطنِ بالقضاء ، ومن يعيدُ ثقةَ الخارجِ به ، يقالُ اِنَ البيئةَ الامنةَ لايِّ استثمارٍ داخليٍّ وخارجيٍّ هي نزاهةُ القضاء ، فمن سيجرؤُ على وضعِ فلسٍ واحدٍ في لبنانَ وماثلةً أمامَه مأساةُ أموالِ اللبنانيينَ التي تبخرت تحويلاتٍ الى الخارجِ وسلعاً مدعومةً مسروقةً من تجارٍ فجارٍ وصلَ بهم الحالُ مع غيابِ الحسيبِ والرقيبِ الى استغلالِ الانتاجِ المحلي للمزارعينَ وبيعِه بسعرِ الخضارِ المستورد.
ومن القضاءِ الى السياسة ، لا تشكيلي ابكيلك.. لا جديدَ على الاطلاقِ في ملفِ التأليف. ولا جديدَ أبداً في المزاعمِ الاميركيةِ التي ساقَها ديفيد هيل بحقِّ حزبِ الله، عضوُ كتلةِ الوفاءِ للمقاومةِ النائبُ ابراهيم الموسوي قال اِنها ادعاءاتٌ تعبّرُ عن خَواءٍ وافلاس ، وتأتي تنفيذاً لاستراتيجةٍ أميركيةٍ ثابتةٍ بمعاداةِ أيِّ مقاومةٍ لمشروعِها الاستعماري.
المصدر: قناة المنار