لا حلولَ وَسَطاً في لبنان، فإما ضجةٌ صاخبةٌ وشغلُ بال ، واما صمتٌ يزيدُ الريبةَ والحذر..
هذه الايامُ يعيشُ اللبنانيون مجبرينَ بينَ متاريسِ المواقف، ولا ينالُهم الا الاصاباتِ النفسيةَ وزيادة في الارباكِ والركضِ لتحصيلِ ما يَقيهم الجوعَ والمرض..
مجدداً، لا شيءَ في الافقِ يوحي باقترابِ الحلِّ الحكومي في ظلِّ فقدانِ الليونةِ السياسية، واصرارِ البعضِ على التنكرِ للنصيحةِ فلا يبدّلُ ما في نفسِه، ولا ما في اجندته، دافعاً البلدَ الى انتظارِ طويلٍ وضبابية ٍكثيفة.
من اينَ سياتي الحل، وكيفَ لبلدنا ان يَصمُدَ بعدُ فيما مؤشراتُ الشللِ التامِّ ترتفع، وكذلك علاماتُ السقوطِ التدريجي والدخولِ اكثرَ في العتمةِ معَ توقفِ معملِ الزهراني عن انتاجِ الكهرباءِ بسببِ نفادِ مادةِ الفيول، فيما الكمياتُ الموجودةُ منهُ تنتظرُ في البحرِ بانتظارِ الفحوصاتِ المخبرية. اما العتمةُ الشاملةُ فعدمُ الوصولِ اليها رهنٌ بعودةِ الحركةِ الى قناةِ السويس ووصولِ باخرةِ فيول كويتيةٍ الى معملِ دير عمار، على ما اكدَت مصادرُ متابعةٌ للمنار.
وامامَ تردي الوضعِ المالي للدولة، وعجزِها عن تلبيةِ حاجاتِ بلدياتِها، واداراتِها ومؤسساتِها في المناطق، يمدُّ حزبُ الله اليدَ مساعداً في ملفاتٍ على تماسٍ معَ المواطنينَ وحاجاتِهم، كما الحالُ في البقاعِ حيثُ اعلنَ الحزبُ اليومَ عن دعمِ وانجازِ سلسلةِ مشاريعَ تنمويةٍ وتقديمِ هباتٍ لمشاريعَ اخرى صحيةٍ وتربوية، كي لا يحتلَ العطشُ والمرضُ البلداتِ والمنازل، وكي يجدَ الطلابُ المتسربونَ من المدارسِ مقاعدَ لهم في ظلِّ الازمةِ الاقتصاديةِ والمعيشيةِ الحالية.
في المنطقة، يسود ترقبُ شامل حيال نتائجَ اتفاقِ التعاونِ الاستراتيجي بينَ ايرانَ والصينِ الذي يبدّلُ وجهَ الخريطةِ الاقتصاديةِ في آسيا، ويُسوّدُ وجهَ اميركا والكيانِ الصهيوني الذي يحاولُ القبضَ على مساراتِ التجارةِ باتفاقياتِ التطبيعِ المذلة.
وفي مواجهةِ هذه المشاريع ِالمدمرة ِتقف ُشعوب ُالمنطقة – كما كل ُالعالم – مستحضرة ًفي هذه الليلة، وفي مناسبة ولادة الامام المهدي ِالمنتظر ِعليه ِالسلام، معاني َالصبر ِوالتحمل ِوتطوير ِالامكانات ِوالقدرات ِعلى طريق ِالعدالة الموعودة.
المصدر: قناة المنار