وصل سعر صرف الدولار في السوق السوداء أرقاماً قياسية لم يشهدها لبنان في تاريخه، والخبراء يجمعون على مسؤولية السلطتين السياسية والنقدية في دفع الأمور باتجاه الأسوء.
بعدَ طولِ تَسَتُّرٍ اتضحت المنصةُ الاخطرُ للتحكمِ بسعرِ الدولار، انها المنصةُ السياسيةُ التي حَددت سعراً جنونياً فاقَ اسعارَ كلِّ المنصات . نحوَ الثلاثةَ عشرَ الفَ ليرةٍ يُدْفَعُ بسعرِ الدولارِ مع غيابِ ايِّ مبرراتٍ اقتصاديةٍ او ضروراتِ السوق ، ويبدو انَ المطلوبَ ضغطُ الناسِ بالدولارِ الى حدِ الانفجار ..
السقوط الحر لليرة… قد يبدو ضرباً سوريالياً بعيدا عن الواقع ، إنما الواقع هو مجموعة عوامل اختلطت من سياسية إلى نقدية إلى مالية، أدت إلى أن يتجاوز سعر الدولار حاجز المنطق.
22 ألف مليار هو حجم الكتلة النقدية بالليرة ، حجم مهول في بلدٍ كلبنان، إنما ليست وحدها السبب وراء إنهيار العملة ، المضاربات السياسية تفعل فعلها ، طالما أن لا أفق في ملف تشكيل الحكومة، وغياب أي اجراء لإدارة الأزمة، يضاف إليها العوامل الفنية والمضاربات في السوق.
لا ينبغي الإستغراب مما يحصل، بوجودِ مسؤولين يتفرجون على الخراب الحاصل ، والنتيجة لا سقف امام ارتفاع سعر الصرف، وإلى أن يعود السياسون الى رشدهم ، فالأزمة ستواصل عصفها باتجاه الكارثة.
المصدر: المنار