من يُصِرُّ على أن يُحرقَ البلدَ بلهيبِ الدولار؟ ام انَ ارتفاعَه الجنونيَ انعكاسٌ للبلدِ المحترقِ اصلاً بسياساتٍ ماليةٍ واقتصاديةٍ ما زالت تتحكمُ بالبلادِ والعباد؟
وقد يصحُّ الامرانِ معاً، لكنَ الارتفاعَ المستجدَ الذي جعلَ الدولارَ يلامسُ العشرة آلافِ ليرةٍ هو بفعلِ تداعياتِ تعميمِ حاكمِ مصرفِ لبنانَ رقمِ مئةٍ واربعةٍ وخمسين، الذي طلبَ من المصارفِ رفعَ رساميلِها، فبدلَ ان تذهبَ لاستعادةِ الاموالِ التي هرَّبتها او تلكَ التي امّنتها في الخارج، نزلت الى السوقِ السوداءِ مضاربةً لسحبِ الدولار، ما تسببَ بهذا الارتفاعِ الجنوني. انها سياساتُ المكابرةِ والهروبِ الى الامامِ التي طالما مشت على اوجاعِ اللبنانيينَ واَحرقت جنى عمرِهم ثُمّ افقرتهُم وجوّعتهُم، وهي لا تزالُ مرعيةً ومحميةً من الاميركيِّ الذي لم يَحِد عن سياساتِه من حمايةِ تلكَ الجوقةِ المتحكِّمة، ثُمّ بحصارِ اللبنانيينَ وتجويعِهم.
فالاميركيُ على اختلافِ اداراتِه هو المؤسسُ لهذهِ الازمةِ بفعلِ العقوباتِ والحصارِ والمُشاركُ بسرقةِ اموالِ اللبنانيينَ ومنعِ كلِّ سبيلٍ للحلِّ او كلِّ مساعدةٍ خارجيةٍ بفعلِ حقدِه الذي لن تستطيعَ ان تُخْفِيَهُ سفيرتُه دورثي شيا بكماماتِها ولا بصراخِ أدواتِها السياسيةِ والاعلاميةِ وغيرِ الاعلامية.
صرخةُ ألمٍ رفعَها موجوعون وجوعى قطَعوا بعضَ الطرقاتِ مطالبينَ بلقمةِ عيشِهم المسروقةِ واموالِهم المنهوبة، وآخرونَ كعادتهم يسرقونَ وجعَ الناسِ ليتاجروا فيه بالسياسةِ وعلى الطرقاتِ وبالاعلام.
اما الحكومةُ المفقودةُ فلا داعي للحديثِ عنها، ولا داعي لحثِّ المعنيين على تحمّلِ مسؤولياتِهم، فالبلادُ تحترقُ وهم يكابرون.
كبيرٌ من بلادِنا رحلَ اليومَ بعِمامتِه السمحةِ وكلمتِه الطيبةِ وتعاليمِه الوحدوية. رحلَ الشيخُ القاضي احمد الزين رئيسُ مجلسِ الأمناءِ في تجمعِ العلماءِ المسلمينَ وحاملُ القضيةِ الاسلاميةِ وعلى راسِها فلسطين، رحلَ اثرَ نوبة قلبيةٍ بعدَ أن حملَ في قلبِه كلَّ همومِ المستضعفين، وما حادَ عن موقفِه الداعمِ للمقاومةِ في لبنانَ وفي كلِّ مكانٍ بوجهِ الاستكبارِ العالمي. نعاه حزب الله عالماً مجاهداً، وتنعاهُ قناةُ المنار واذاعةُ النور كأحدِ مساهمي المجموعةِ اللبنانيةِ للاعلام، وكأحدِ الاصواتِ الصادحةِ بالحقِّ على الدوام، فالى رحمةِ الله الواسعةِ ايُّها العالِمُ الجليل.
المصدر: قناة المنار