مع انتشار فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” في معظم دول العالم، قبل عام، ومحاولات الوقاية منه، زاد الاهتمام بالطرق المختلفة لتقوية الجهاز المناعي للإنسان، حيث يحتل هذا الأمر سلم الأولويات، للدور الكبير الذي يلعبه في مقاومة الوباء، وحماية الجسم من الأمراض.
وهنا تكثر التساؤلات حول الأطعمة والأغذية الصحية والمفيدة التي يجب أن يتناولها الفرد لتقوية جهازه المناعي، حيث يقدم أخصائيو التغذية نصائح عديدة لاكتساب مناعة قوية قادرة على حماية الجسم من الأمراض، وخاصة من كورونا.
“هناك أطعمة صحية ومغذية يجب أن نتناولها، إضافة إلى أمور عديدة يجب أن نتبعها لنتمتع بصحة جيدة، وتقوية جهازنا المناعي”، تقول أخصائية التغذية والمهارات الحياتية، مروى عيديبي، في حديث للميادين نت، وأكدت أن الطعام وحده لا يكفي لمعالجة الإصابة بالمرض، أو بفيروس كورونا خاصة في هذه المرحلة الصعبة التي نمرّ بها.
وأوضحت “صحيح أن هناك بعض المأكولات تساعدنا كعامل وقاية أو لتقوية جهازنا المناعي، أو لتخطي المرض والشفاء منه بشكل أسرع في زمن كورونا، إلا أن هذا كله مرتبط بجهاز المناعة لدى كل إنسان”.
وشددت أنه يجب الانتباه جيداً من أي ضغوطات خارجية قد نضيفها على مرضنا في حل أصبنا به في هذه المرحلة العصيبة، وما قد نتعرض له من مخاوف، وقلق، وذلك عن طريق الابتعاد قدر الإمكان عن هذه الضغوطات التي يمكن أن تضع جهازنا العصبي والمناعي تحت سيطرته وإضعافه. إضافة إلى عدم الاستسلام للأكل العاطفي للهروب من قلقنا.
ووفق أخصائية التغذية، أثبتت أبحاث عديدة التأثير السلبي للضغط النفسي على صحة الإنسان، الذي يتسبب في إفراز الجسم لهرمون الكورتيزول، ما يجعله يتأهب لمحاربة الضغط، ويهمل الجهاز المناعي، وهو ما يتسبب في إضعافه على المدى الطويل، خاصة في حال تعرض الشخص للضغط بشكل مستمر. لذلك نصحت عيديبي بالابتعاد عن الضغوطات، وممارسة التأمل، وممارسة الرياضة لأنها تقلل من التوتر، على أن تكون في الطبيعة لأنها مصدر الطاقة الأولى التي نكتسبها.
أما العامل الثاني، فهو الوزن، أي الابتعاد عن السمنة، والحفاظ على وزن معتدل، وعدم اكتساب وزن زائد وخسارته في فترة قليلة ومتقاربة وبسرعة، لكي لا نضعف جهازنا المناعي، وعدم تخزين جسمنا للماء.
كما أنه يجب الحصول على قسط كافٍ من النوم، ووفق توقيت منتظم. فالسهر والنوم بشكل غير كافٍ يضعف جهاز المناعة.
وشددت أخصائية التغذية على أنه من الأفضل أن يكون طعامنا متنوعاً بشكل دائم، إضافة إلى تخفيف الملح، والسكر، وتقليل الدهون في وجباتنا. كما أكدت أيضاً على ضرورة شرب السوائل، وخاصة مياه الشرب في فصل الشتاء، حيث ينسى البعض منا أن يشرب. وهذا عامل مهم لاكتساب المناعة القوية، أي شرب كمية كافية ما بين اللتر والليترين يومياً.
وأشارت إلى أن الأطعمة التي تزيد مناعتنا هي الغنية والعالية بالمواد المضادة للأكسدة، “وطبعاً كلما كان الطعام منوعاً فهذا يعني أنه يحتوي على أغذية ومعادن وفيتامينات أكثر”.
وهناك بعض المعادن التي يحتاجها جسمنا مثل الحديد والنحاس والزنك وفيتامينات C,D، وهي مهمة كثيراً، لأنها الحصن المنيع ضد الأمراض والفيروسات الفتّاكة.
علماً أن فيتامين D موجود في البيض والسمك، ولكن بكميات قليلة، إضافة إلى اللبن ورقائق الذرة المدعّمة، ولكن إذا تبين أننا نعاني من نقص في هذه الفيتامينات، فيمكننا أخذ المتممات الغذائية منه بعد استشارة طبيبنا. ويبقى التعرض لأشعة الشمس في الطبيعة، المصدر الأساس والأهم لهذا الفيتامين المحفّز لجهاز المناعة.
ومن الأمور الصحية أن نوفر في منازلنا وجبات خفيفة صحية، مثل الجوز واللوز والتمر والفاكهة المجففة، لأنها تقوي المناعة
“تناول المتممات الغذائية خطأ كبير يمكن أن نرتكبه بحق أنفسنا إذا تم بطريقة عشوائية، من دون استشارة الطبيب”، تشدد أخصائية التغذية، وتوضح بأننا عندما نتناولها من دون أن نعلم إن كان جسمنا بحاجة لها، وخاصة عندما نأخذ كميات كبيرة منها، فإنها يمكن أن تؤدي إلى تسميمنا، وأن تشعرنا بإرهاق إضافي، ويصبح جسمنا يعمل بطريقة عكسية.
هذه المتتمات الغذائية متوفرة في الطعام الطبيعي، والأفضل أن نحصل عليها منه.
المصدر: الميادين