مع نهاية برد الشتاء وبداية حلول فصل الربيع، يبحث المواطنون في الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين وغيرها من البلاد عن نبتة ذات أوراق خضراء خماسية ولها أزهار وردية أو بنفسجية من أجل أن تكون طبقاً رئيسياً على موائدهم. إنها نبتة خبازة صغيرة الأزهار، واسمها العلمي Malva parviflora، والتي يطلق عليها بالدارجة في كثير من البدان اسم “الخبيزة”.
يتبع هذا النبات الفصيلة النباتية الخبازية، وموطنها الأصلي في بلاد الشام وفلسطين ومصر والمغرب العربي ومعظم مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط. ويتراوح ارتفاع البتة بين 6 إلى 10 سنتيمترات، وتزرع عن طريق البذور.
ووفقاً لموقع diegobonetto الأسترالي المختص بدراسة أصناف النباتات، فإن نبتة الخبيزة عُرفت كمصدر غذائي مهم في وقت مبكر من القرن الثالث قبل الميلاد، عندما أشاد الطبيب اليوناني ديفيلوس بالخبيزة كجزء من نظام غذائي صحي. ومنذ ذلك الوقت، توارثت أكلها ثقافات عديدة في منطقة حوض المتوسط، حيث تُقلى النبتة مع البصل وزيت الزيتون في فلسطين، أو تُلف وتحشى بالأرز أو البرغل في اليونان، أو تستخدم في مكونات السلطات النباتية في تركيا.
تحتوي زهرة الخبازة على خمس بتلات ويتراوح لون أزهارها بين الأبيض والوردي، وهناك نبتة أخرى تشبهها لكن بأزهار حمراء اللون وتنتمي لنفس الفصيلة، لكنها تختلف بالطعم، هي ليست سامة لكن طعمها به مرارة. وحتى لو قطفت وأكلت مع نبتة الخبيزة فإنها لا تضر.
وبحسب الموقع الأسترالي المختص، فإن لهذه النبتة أهمية كبيرة في الثقافة العربية، إذ يطلق عليها البعض اسم نبتة الفقراء، أو الخبز العربي، وذلك لأنه عندما كانت تسوء الأوضاع ويندر الطعام، كان السكان المحليون يلجؤون لهذه النبتة، لاسيما وأنها تبقى مورقة لشهور طويلة.
من جهة أخرى، يشير موقع pflanzen-vielfalt الألماني والمتخصص بدراسات الأعشاب إلى فوئد كثيرة لهذه النبتة، فهي تحتوي على مواد صمغية بنسبة 5 في المائة وتتكون من جزيئات السكر، مثل الجالاكتوز والجلوكوز وحمض الجلوكورونيك. كما أنها تحتوي على مركبات الفلافونويد في شكل كبريتات بكميات أقل. وتحتوي الأزهار تقريباً على نفس القدر من الصمغ في تركيبة مماثلة لتكوين الأوراق.
وتستخدم المادة الصمغية في الخبيزة لصناعة الأدوية كغشاء واقي، وبالتالي يكون لها تأثير مهدئ. وفي طب الأعشاب، تستخدم مستخلصات النبات لعلاج التهابات الفم والحنجرة والجهاز الهضمي. كما تستخدم أيضاً لعلاج نزلات البرد والسعال الجاف، وأيضاً لتخفيف الأعراض التي تسببها البواسير.
كما تشتهر البذور الخضراء غير الناضجة للخبيزة بتأثيرها على الرغبة الجنسية. أما الطب الصيني التقليدي، فإنه يستخدم نبتة الخبيزة لعلاج اضطرابات الأمعاء الغليظة والمعدة والرئتين، وفي العديد من بلدان العالم تجفف بتلات النبتة وتشرب كالشاي، ويطلق عليه أسماء مثل “شاي مالفن” أو “شاي هبسكوس”.
المصدر: dw.com