لا شكَّ أنَّ المعركةَ ضدَّ فيروس كورونا دخلت مرحلةً في غايةِ الصعوبة ، فالكلُّ باتَ يتلمسُ فتكَه. البياناتُ التي تنعَى ابنَ البلدةِ او الحيِّ او القريبَ او العزيزَ لا تكادُ تتوقفُ طَوالَ النهارِ والليل. أصبحنا وجهاً لوجهٍ معَ عدوٍ لا يرحم.
وان كانت المصيبةُ قد وَقعت ، فالتحدي الانَ أن ننجحَ بالحدِّ من الخسائر. فالتوجهُ رسمياً لعودةِ فتحِ البلدِ تدريجياً ، فلا قدرةَ على اقفالِه الى ما لا نهايةَ بسببِ عدوٍ آخرَ لا يَقلُّ سطوة ، وهو الفقرُ والضائقةُ الاقتصاديةُ التي تتربصُ بالاكثريةِ الساحقةِ من الشعبِ اللبناني.
اذاً وبعدَ أن وقَعَ البلدُ بينَ نارينِ أو اُوقعَ فِيهما، لا سبيلَ للخلاصِ الا بأن يتحولَ الجميعُ الى رجالِ اطفاء ، مزيدٌ من الوعيِ المجتمعيِّ والمسؤوليةِ الحكومية. وان كانت التجربةُ على طرفَيِّ الازمةِ غيرَ مشجِّعة ، الا انَ لبنانَ لم يَعُد يَحتملُ العودةَ المتهورةَ الى الشوارع ، ولا التهورَ في معالجةِ الملفِ الحكومي.
جهودُ التأليفِ داخلياً متوقفة ، فهل تحركُها بياناتُ ما وراءَ البحار؟ فرنسا والولاياتُ المتحدةُ الأميركيةُ وفي بيانٍ مشتركٍ دعتا المسؤولينَ اللبنانيينَ إلى تشكيلِ حكومةٍ يُعتدُّ بها ، كما طالبَ البيانُ بإعلانٍ سريعٍ لنتائجِ التحقيقاتِ بانفجارِ مرفأِ بيروتَ بعيداً عن التدخلِ السياسي.
الدعوةُ سيكونُ لها بلا شكّ وقعُها على الداخل ، وجديدُها أنها خارجةٌ من ثنائيةٍ فرنسيةٍ اميركية، فلطالما رُفعت اصواتٌ وطنيةٌ داخليةٌ مشابهةٌ لا سيما من الامينِ العامّ لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي شددَ مراراً على ابعادِ انفجارِ المرفأِ عن التسييسِ وابتعادِ السياسيينَ عن المصالحِ الشخصيةِ الضيقةِ والاجنداتِ الخارجيةِ المشبوهةِ ليَسلُكَ التحقيقُ في انفجارِ المرفأِ مسارَه القانوني، وُتفضِيَ جهودُ تشكيلِ الحكومةِ الى خواتيمَ مرجوة.
المصدر: قناة المنار