انه جيفري فيلتمان مجدداً، وليسَ ايَ مسؤولٍ اميركيٍ آخرَ يمرُ من دونِ اثرٍ تخريبيٍ في المنطقة، ولا ايَ شخصيةٍ لا يؤخَذُ باعترافاتِه المتلاحقةِ حولَ فشل تمويلِ جماعاتِ واشنطن في لبنانَ لمحاصرةِ حزبِ الله، ثُم اقرارُه بانَ الادارةَ الاميركيةَ فشلت في سوريا… الثابتةُ التي تؤخذُ من اعترافِ فيلتمان هي انَ حديثَه عن الفشلِ في سوريا لم ياتِ الا بعدَ الحاقِ الدمارِ فيها وسفكِ دماءِ شعبِها على يدِ الارهابِ الاميركي، وبعدَ ضربِ لبنانَ اقتصادياً ومعيشياً واخراجِه عن سكةِ الاستقرار..
اما ما يجبُ التوقفَ عندَه في كلامِ المسؤولِ الاميركي للشرقِ الاوسط، فهو ربطُه الازمةَ الاقتصاديةَ في لبنانَ بالضغطِ الاقتصادي على سوريا، والرهانُ على ذلك لاستدراجِ دمشقَ الى التفاوضِ وكذلك حلفائِها في روسيا وايران.. وللمتباهينَ بعلاقتهم مع صديقهم “جف”، والمتربينَ على تعليماته، والمشتاقينَ الدائمينَ لدفءِ صوتِه ورنةِ هاتفِه : ماذا تقولونَ امامَ الاعترافِ الصريحِ والصارخِ بانَ وجعَ بلدِكم من صنعِ حليفِكم؟ وماذا تقولون لجمهورِكم الجائعِ كسائرِ اللبنانيينَ المتخبطينَ بازماتٍ عميقةٍ سببُها الحصارُ الاميركي؟
وللجائعين في لبنانَ كلمة: هذا فيلتمان قد اعترفَ بانَ جوعَكم صُنِعَ في بلاده، فهل من موقفٍ بوجهِ ادارتِه التي يَسرُها احتراقُ وطنِكم؟..
لا شك، انَ مصلحةَ اللبنانينَ تكونُ في الوعيِ وتوحيدِ ادارتِهم على مشروعٍ انقاذيٍ لوطنهم، وتقاربِهم على حلولٍ معتبرةٍ للازمةِ السياسيةِ والحكومية. والى حينِ تحقيقِ ذلك، او شيءٍ منه، يبقى فيروس كورونا فارضاً قبضتَه على عنقِ لبنان، مع مؤشراتٍ حملتها الارقامُ الصحيةُ خلالَ اليومينِ الماضيينِ وتؤخذُ بعينِ الاعتبارِ كما يمكنُ ان تؤسسَ لخفضِ اجراءاتِ الاقفالِ العام بشرطِ الحفاظِ على نسبةِ الالتزامِ الحاليةِ ليكونَ الاسبوعُ المقبلُ اسبوعاً حاسماً في مسارِ مواجهةِ كورونا..
المصدر: قناة المنار