عسى أن تنفعَ الموعظةُ، وهل مِنْ واعظٍ أقوى من الموت؟ “حسام قبلان” و”حسن عبادي” خسرا المعركةَ امامَ كورونا، لم يُسعفْهما الشبابُ وربيعُ العمر كسلاح ٍفعال في وجهِ الوباء.
ظنَّ حسن أنه اصيب بالرَشْحِ فتأخرَ اربعةَ ايامٍ عن دخولِ المستشفى، أيامٌ كانت كفيلةً بأن يَضربَ الفيروس الرئتينِ فصرعَه. فماذا لو اصيب احدٌ بالوباء ِالقاتل ولم يوفَّقْ لدخولِ المستشفى الا بعد ايامٍ بسببِ الزحمةِ المُخيفةِ على أبوابِها بعدما وصلت الى كامل ِطاقتِها الاستيعابية. والحالُ هذه، ماذا لو اضطرَّ احدٌ للبقاءِ في المنزل، ولم يوفَّقْ للحصولِ على الاوكسجين ِاللازم بعدما تحولَ الى سلعةٍ نادرة بل مفقودةٍ في السوق وباهظةِ الثمنِ إنْ توفر.
هي ليست أسئلة ًافتراضيةً بل واقعية في ظلِ الوضع ِالصحيِ الحالي ِفي لبنان، وفي ظلِ الخوفِ من أن تطولَ عمليةُ التلقيح ِفي عالم ٍيحتكرُ فيه الاغنياءُ اللقاحَ، ما دفع بالامم ِالمتحدة لرفع ِالصوت. فماذا عن الدولِ الفقيرة ِالتي لا تستطيعُ توفيرَ الاموالِ للشركاتِ المصنِعة التي تُصِرُّ على المالِ الكاش والربح ِالسريع؟
وحتى الدولُ الغنية تشكو من بطءٍ في التطعيم، فعلى سبيل المثال، بعد شهرٍ من انطلاق ِالعملية في الولاياتِ المتحدةِ الاميركية لم يجدْ لقاحُ فيزر طريقَه الا الى بضعةِ ملايين، فيما ينتظرُ مئاتُ الملايينِ دورَهم وسط خوفٍ وقلقٍ شديدَيْن.
قلقٌ آخرُ يسيطرُ على واشنطن قبل أيام ٍمن تنصيبِ جو بايدن، تحذيرٌ من هجماتٍ اثناءَ التنصيبِ فرضَ اجراءاتِ تعبئةٍ غير ِمسبوقة في محيطِ الكونغرس وفي العاصمة التي تحولت الى ثكنةٍ للحرس ِالوطني مع اقترابِ موعدِ رحيلِ ترامب الذي اختار ان يختمَ حياتَه الرئاسية بأغربِ القرارات.
عقوباتٌ على العتبة ِالرضويةِ المقدسة وصفها حزبُ الل بالقرارِ الاحمقِ ويدللُ على مستوى الانحطاطِ الأخلاقي ِوالفكريِ الذي بلغتهُ الادارةُ الاميركية. فللمقام ربٌ يحميهِ وامةٌ وجيشٌ، وطائراتُ أبابيل وصواريخُ من سجِّيل سُمعتْ أصداؤُها اليومَ في الخليج ِوالمنطقةِ مع اختتام ِالمرحلةِ الاخيرة من مناوراتِ الرسول الاعظمِ الايرانية، ولا بدَّ سمعَها ابرهة ُالعصر ومن سيخلفُه وشاهَدَ اصاباتِها الدقيقة َفي الجو ِوالبر ِوالبحر.
المصدر: المنار