كثيرة هي الاختراعات والاكتشافات، التي غيرت العالم وقلبته رأسا على عقب، وربما يكون من الصعب حصرها في موضوع محدود، أو في رسوم توضيحية معلوماتية أو “إنفوغرافيك”.
غير أن هناك شبه إجماع على عدد من الاخترعات التي قاد أحدها لآخر، أو تم تطويره ليساهم بدوره في تغيير العالم.
-اللغة والكتابة والطباعة: لعل أبرز ما قام الإنسان بتطويره هو اللغة، وذلك بهدف التواصل مع الآخرين، وبسببها اخترعت الكتابة، التي تطورت من كتابة صورية إلى صوتية.
في البداية، ظهرت الكتابة المسمارية في العراق قبل أكثر من 5000 عام، وتلتها الهيروغليفية أو الكتابة المقدسة في مصر، ثم “الأبجدية” شرقي المتوسط، ومنها تطورت الكتابة الحالية. وبسبب الكتابة توصل الإنسان إلى الورق والقلم، وفي وقت لاحق آلة الطباعة، التي طورها المخترع الألماني يوهان غوتنبرغ عام 1439، الأمر الذي ساهم في تسريع انتشار المعرفة والعلوم، وباتت الكتب أرخص ثمنا، أو بالأحرى “شعبية” ولم تعد حكرا على فئة محدودة من الناس.
–العجلة: في وقت ما من التاريخ، اخترع الإنسان العجلة، التي تم تطويرها من الدائرة والأجسام الاسطوانية، لكن هذا الاختراع ساهم في تقليص المسافات وتقصيرها وساعد في الانتقال من مكان لآخر بسهولة ويسر، كما ساهمت في تطوير الزراعة والإنتاج. وصار للدائرة أو العجلة استخدامات أخرى أوسع وأكثر انتشار، ودخلت في صناعات كثيرة مثل الساعة والعربة والدراجة الهوائية والسيارة وغيرها.
-المسمار: قد ينظر البعض إلى مواد أو أدوات بوصفها مسلمات حتى من دون التفكير في كونها اختراعا أم لا، أو ربما بوصفها أمورا تافهة. والمسمار هو أحد تلك الأمور التي قد تبدو بسيطة للغاية بحيث لا يصدق أحدهم أنها اخترعت من قبل أشخاص سابقين أو قدما. وجاء اختراع المسمار بعد عقود طويلة على استخدام الخشب أو العظام في تثبيت الأشياء، لكن مع تعلم الإنسان كيفية تشكيل المعادن، كان لا بد من التوصل إلى المسمار، وهو ما حدث فعلا إبان الإمبراطورية الرومانية، أي قبل أكثر من 2000 عام.
–محرك البخار: في القرن التاسع عشر، بدأت الأمور تتطور بصورة سريعة، وصارت الاختراعات تسير بوتيرة أسرع، وكان لا بد من تطور الآلات، فجاء اختراع محرك البخار.
سبقت الأفكار الأولية وحتى النماذج الأولية للآلة البخارية المخترع الأسكتلندي جيمس واط، لكنه هو من عمل على تطويرها وجعلها ممكنة من الناحية التجارية، وذلك في العام 1781، كما أنه هو من ابتكر مصطلح “القدرة الحصانية”، وكان محرك البخار خطوة أساسية في الطريق نحو الثورة الصناعية.كما أن محرك البخار شكل مقدمة لاختراع محرك الاحتراق الداخلي عام 1808 بواسطة المخترع البلجيكي جون جوزيف إتيان لونوار، والذي من خللها تطورت صناعة السيارات.
-المصباح: اكتشاف الكهرباء سبق كثيرا اختراع المصباح، الذي أنار ظلمة الليل وغير نمط حياة الإنسان بالكامل، حيث أتاح له ممارسة أنشطته في أي وقت طالما أن هناك ضوء، سواء أكان طبيعيا أم صناعيا.في العام 1879 نجح المخترع الأميركي توماس أديسون في اختراع المصباح، فقلب ليل الناس إلى نهار وأتاح لهم السهر لوقت أطول وكذلك ساعد في تسريع عملية الإنتاج.
قبل ذلك بسنوات قليلة، وتحديدا في العام 1876، نجح الأميركي من أصل اسكتلندي ألكساندر غراهام بيل في اختراع الهاتف، وهي فكرة كان قد طرحها الإيطالي إنشينزو مانزيتي عام 1844.في العام 1871، قدم الإيطالي الآخر أنطونيو ميوتشي طلب براءة اختراع للهاتف، لكن في البداية سجل الاختراع باسم غراهام بيل قبل أن يعود الكونغرس الأميركي عام 2002 ويقر بأن المخترع الحقيق للهاتف هو ميوتشي.
–الإنترنت: منذ اختراع العجلة بدأ العالم يصغر شيئا فشيئا، لكنه لم يتحول إلى قرية صغيرة بالفعل إلا مع ظهور الإنترنت، وأصبحت حياة الإنسان من دونه أمرا صعبا نظرا لأن كثيرا من البشر صاروا متصلين معا عبر الشبكة العالمية بشكل أو آخر.ورغم أن الاختراع مسجل باسم الأميركي لورانس روبرتس، لعام 1969، فإن من عمل على تطويرها هو البريطاني تيم بيرنرز لي عام 1989، ومنذ ذلك الحين صار يطلق عليه لقب “أبو الإنترنت”.
وتشير تقارير إلى أن فكرة الإنترنت “روسية الأصل”، وأنها مرتبطة بتطوير الاتحاد السوفييتي السابق لبرنامجه الفضائي.
وبتطور الإنترنت، تطورت أجهزة أخرى وظهرت اختراعات ذات صلة، مثل الكمبيوتر والهاتف الذكي والبرامج والتطبيقات المختلفة.
المصدر: سكاي نيوز