هل شعرت بصداع دفعك لأن ترغب بإحداث ثقب في رأسك؟ هذا ما كان البشر يفعلونه في العصر الحجري لمداواة العلل التي تصيب الرأس، بدءاً من الصداع المزمن ووصولاً إلى الصرَع.
ومن المحتمل أن هذه كانت طريقة للتداوي من الإصابات في المعارك، لكن الطريقة التي أحدثت فيها هذه الثقوب بالجراحة قديماً، أتت من أكثر المواد الطبيعية حدّة، أي حجر الأوبسيديان، المعروف أيضاً باسم السبَج.
السبَج هو نوع من الزجاج البركاني، ويمكنه أن يحدث الشقوق الجراحية بدقة تبلغ أضعاف القدرة التي تتمتع بها الشفرات الحديدية والتي يُشتهر استخدامها في العمليات الجراحية في يومنا الحالي.
هذه الدقة تقاس بوحدة قياس تسمي أنغاستروم، والتي تساوي 100 مليون جزء من السنتمتر، ولتقريب الصورة فإن الشفرات المستخدمة بالمنازل تبلغ حدّتها ما بين 300-600 أنغاستروم، أما حدّة السبَج تساوي 30 أنغاستروماً، كما يمكن لهذا الزجاج البركاني أن يفوق حجر الماس في حدّته، ويمكنه حتى أن يقطع المواد التي تنتجها تكنولوجيا النانو (تكنولوجيا الجزيئات متناهية الصغر)
الطبيبة والأستاذة في قسم الطب العائلي في جامعة ألبيرتا، لي غرين، أشارت إلى أنها تستخدم الشفرات المصنوعة من السبَج بشكل روتيني، وتقول: “أكبر الفوائد التي يمكن الحصول عليها جراء استخدام السبَج، هو أنه يعتبر أكثر الشفرات حدّة، ويحدث ضرراً أقل للأنسجة، ويمكن أن يشفى الجرح بشكل أسرع والأهم أن الندوب الدائمة في الجلد تنخفض بشكل كبير.”
هذا الفرق في الشق يحصل لأن الكريستالات التي تُصنّع بها الشفرات المعدنية تتلف الأنسجة خلال عملية القطع، بينما يقوم السبَج بإحداث شق نظيف دون تدمير الأنسجة المحيطة.
وفي ألمانيا يتم استخدام هذه الشفرات الزجاجية مع المرضى الذين يعانون من حساسية تجاه الحديد أو المعادن، لكن غرين أشارت إلى أن الشفرة ذاتها لا تتحمل ضغطاً كبيراً، ويمكنها أن تنكسر بسهولة، موضحة أن هذه الشفرات “ليست لجميع الحالات.”