لن يرَوا هدوءً واِن اَكثروا من قنابلِهم المضيئة، ولن يُبصروا استقراراً واِن اَكثروا من المناورات، فقواتُ العدوِ المختنقةُ بخوفِها واجراءاتِها عندَ الحدودِ معَ لبنانَ باتت متوجسةً الى حدِّ الاستنفارِ واطلاقِ النارِ معَ كلِّ حركةٍ في المنطقةِ اللبنانيةِ المحاذيةِ لفلسطينَ المحتلة، ما يسببُ اعتداءً متكرراً على السيادةِ اللبنانية.
وكذلك الحالُ في الجولانِ المحتلِّ حيثُ اعلى درجاتِ الاستنفارِ الاسرائيلي والتحصين، من دونِ ان يأتِيَهُم وزيرُ الخارجيةِ الاميركيةِ مايك بومبيو بحِصنٍ حصين. فزيارتُه غيرُ المسبوقةِ للجولانِ السوريِّ المحتلِّ والخارقةُ لكلِّ قراراتِ الاممِ المتحدة، لن تتخطى حدودَ الاستعراض، ولن تَحُدَّ من حالةِ اللا استقرارٍ التي تُرعبُ الصهاينة هناك، ولن تُعطيَ شرعيةً لمحتلٍّ على ارضٍ عربيةٍ مهما فعلت بقايا الدبلوماسيةِ الاميركيةِ في الوقتِ بدلِ الضائعِ من ولايةِ دونالد ترامب.
على انَ المشكلةَ بمن ولَّوا انفسَهم على القضيةِ الفلسطينية، اي بعضِ العربِ ومعهم السلطةُ التي عادت الى التنسيقِ معَ الاحتلالِ دونَ مقابل، ودونَ موافقةِ مختلفِ الفصائل، رغمَ قولِها اِنَ الوَحدةَ الفلسطينيةَ خطٌ احمر..
في لبنانَ مطالبةٌ رئاسيةٌ بتصحيحِ الخطِّ الازرقِ كما أكدَ رئيسُ الجمهوريةِ العماد ميشال عون لقائدِ القواتِ الدوليةِ العاملةِ في جنوبِ لبنان، ليصبحَ متطابقاً معَ الحدودِ البريةِ المعترفِ بها دوليا، ومؤكداً على استعادةِ الحقوقِ البحرية، وراسماً بخطٍّ احمرَ حدودَ التأويلِ لايِّ موقفٍ يتعلقُ بالحقِّ اللبناني.
في حقولِ السياسةِ لا تزالُ الامورُ على حالِها، والعُقدُ على تشابكِها، والمواقفُ على تعنتِها، ولا جديدَ حكومياً معَ امساكِ الاميركي بايدي المعنيين، على انَ المطلوبَ استشرافٌ ولو بسيطاً للحالِ الاميركيةِ المتخبطةِ من صناديقِ الاقتراعِ الى الانسحابِ من العراقِ وافغانستانَ دونَ الالتفاتِ لايٍّ من الحلفاء، حتى ارتفعَ الصوتُ الاوروبيُ ضدَ الخطوةِ الاميركية، وطالبَ الفرنسيونَ بضرورةِ التنسيقِ قبلَ الانسحاب.
اما اذا انسحبت آمالُ البعضِ على تهورٍ اميركيٍ ما في الخليج، فانَ الجوابَ الاستباقيَ كانَ من قائدِ حرسِ الثورةِ الاسلامية الجنرال حسين سلامي، الذي جزمَ انه لو ارادَ احدٌ تهديدَ مصالحِ الجمهوريةِ الاسلامية فمن المؤكدِ انه لن يجدَ نقطةً آمنةً لنفسه..
المصدر: قناة المنار