كلُّ الطرقِ اللبنانيةِ صاخبة..
فعلى الطريقِ الحكومي الذي يلامسُ خميسَ الاستشارات، كانَت ابرزُ الاشاراتِ من على طريقِ بعبدا، حيثُ ردَّ التيارُ الوطنيُ الحر على المبادرةِ الحريريةِ بسؤالٍ من رئيسِه جبران باسيل: هل كَلّفَ ماكرون مفوضاً سامياً ليكونَ وصياً على مبادرته؟ وبعدَه كانَ الجواب، بانَ حكومةَ الاختصاصيينَ يجبُ أن تكونَ من رئيسِها الى كلِّ اعضائها.
ردٌ سمعَه المستقبلُ قبلَ لقائه غداً بالتيار، وسمِعَ شبيهَه من الاشتراكي الذي سألَ عبرَ رئيسِه وليد جنبلاط اِن كانَ الحريري من السياسيينَ ام لا ؟ ومن اينَ سيأتي بوزرائه التكنوكراط ؟ أملائكةٌ سيكونونَ ام من الفضاء؟
اما فضاءُ بنشعي فحيَّا الوفدَ المستقبليَ بتسميةِ رئيسِه سعد الحريري لرئاسةِ الحكومة. فيما الطريقُ الى الخميسِ مليئةٌ غداً باللقاءاتِ والمشاورات.
على طريقِ مفاوضاتِ الترسيمِ رسمَ العدوُ الصهيونيُ وفدَه المطعمَ بمستشارينَ وسياسيين، فهل يكونُ الردُ اللبنانيُ بمجابهةِ محاولةِ التذاكي الصهيوني بفرضِ البزةِ العسكريةِ خياراً وحيداً لمواجهةِ الخياراتِ الصهيونية؟ وهل يعادُ تشكيلُ الوفدِ ليكونَ موقفاً لبنانياً صارخاً بوجهِ الصهاينةِ الذين يحاولونَ تحقيقَ المكاسبِ بكلِّ شيء، حتى في شكلِ المفاوضات؟ ساعاتٌ قليلةٌ ستكونُ كفيلةً بكشفِ الصورةِ النهائيِةِ للوفدِ اللبناني، على ان يُبنى على اساسِه الموقفُ الوطنيُ المناسب.
وعلى طريقِ الوجعِ يسيرُ الاتحادُ العماليُ العامّ غداً باضرابٍ تحذيريٍ رفضاً لرفعِ الدعمِ الاستنسابي، الذي احالَه حاكمُ المالِ عصا بيدِه، بل سيفاً مُصْلَتاً على رقابِ اللبنانيينَ، بنكهةٍ سياسيةٍ استنسابية، ومعَ الاتحادِ العماليِّ اتحاداتٌ من الموجوعينَ الباحثينَ عن دواءٍ ومعهم الصيادلة، وعن المحروقاتِ ومعهم اصحابُ المحطات، وعن اللحومِ والحبوبِ والسكرِ والطحينِ ومعهم المزارعون.
على انَ ما يزرعُه اللبنانيونَ اليومَ هو اخطرُ زرعٍ في عمرِ وطنِهم الواقفِ امامَ كلِّ التحدياتِ والعقوباتِ والحصارِ الاميركي بل الحربِ الاميركيةِ باعتى اسلحتِها اي الدولار..
المصدر: قناة المنار