منذ ظهور فيروس كورونا المستجد لأول مرة في بداية عام 2020، تطورت العديد من المفاهيم حول كيفية إصابة الأشخاص بعدوى الفيروس وكيفية حماية أنفسنا من الإصابة به.
ولكن مع هذا التطور، في المعلومات والتوصيات المتغيرة، نشأت حالة من الارباك، وفي بعض الحالات تسببت في ظهور المعلومات المضللة.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إنه “تماماً كما انتشر كوفيد-19 في جميع أنحاء العالم، كذلك تنتشر الشائعات، والأكاذيب، والمعلومات المضللة حوله”، مشيراً إلى أنها لا تقل خطورة عن الفيروس ذاته.
وأوضح تيدروس أن منظمة الصحة العالمية وشركائها “يدعون جميع البلدان إلى وضع خطط عمل وطنية لتعزيز المعلومات الصحية القائمة على أسس علمية ومكافحة المعلومات المضللة، ندعو وسائل الإعلام، وشركات التكنولوجيا، والمجتمع المدني، والباحثين في كل مكان لمنع انتشار الوباء المعلوماتي”.
وفيما يلي بعض الخرافات والمفاهيم الخاطئة الشائعة حول فيروس كورونا
كبار السن هم فقط من يتأثرون بالفيروس: الحقيقة هي أن الناس من جميع الفئات العمرية قد تأثروا بفيروس كورونا المستجد. وبينما أن كبار السن هم من أكثر الفئات عرضةً للإصابة بمرض “كوفيد-19″، والوفاة الناجمة عن الإصابة بالمرض، فإن الشباب ليسوا محصنين من الإصابة بالعدوى بأي حال من الأحوال.
ووجدت دراسة جديدة نُشرت في التقرير الأسبوعي للأمراض والوفيات التابع لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، أن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و29 عاماً يمثلون نسبة تصل إلى أكثر من 20% من جميع حالات الإصابة المؤكدة بـ”كوفيد-19″ في الولايات المتحدة خلال أشهر يونيو/حزيران، ويوليو/تموز، وأغسطس/آب، والتي تعد أعلى معدل انتشار لجميع الفئات العمرية.
وأبلغ المركز الوطني للإحصاءات الصحية عن أكثر من 1,800 حالة وفاة مرتبطة بـ”كوفيد-19” بين الشباب دون سن الـ35 عاماً، بما في ذلك 419 حالة وفاة بين شبابٍ تقل أعمارهم عن الـ25 عاماً.
كما تم إدخال 851 طفلاً دون سن الـ18 عاماً إلى المستشفى.
وقد يكون كبار السن أكثر عرضة للإصابة بسبب معاناتهم من الحالات الموجودة مسبقاً، وتعرف باسم الأمراض المصاحبة، التي تجعل عدوى فيروس كورونا أسوأ، أو قد تضعف أجهزتهم المناعية مع تقدم العمر.
ويعاني بعض الشباب أيضًا من أمراض مصاحبة تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالمرض الشديد.
وعند بعض الأطفال، يمكن للفيروس أن يتسبب في المبالغة في رد فعل الجهاز المناعي، مما يؤدي إلى حدوث التهاب وإطلاق سلسلة من التفاعلات الكيميائية المعروفة باسم “عاصفة السيتوكين”، التي تدمر الجسم، وهي حالة تعرف باسم متلازمة الالتهاب متعدد الأجهزة عند الأطفال.
الأقنعة لا تحميك من فيروس كورونا: ربما يكون هذا هو المفهوم الخاطئ الأكثر إثارة للجدل على الإطلاق. وفي وقت مبكر من الجائحة، قيل إن الأقنعة ليست ضرورية لمن هم ليسوا مخالطين عن قرب بشكل منتظم للمرضى. بالإضافة إلى ذلك، بسبب النقص المستمر في الموارد حتى يومنا هذا، طُلب من الأشخاص ترك الأقنعة من طراز “N-95” للعاملين في مجال الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية.
ولكن الأقنعة أصبحت ضرورية بعد أن بدأنا في فهم حقيقتين بالغتين في الأهمية، الأولى هي أنه يمكن للأشخاص نقل عدوى الفيروس حتى وإن لم تظهر عليهم أعراض المرض. والثانية هي أن الفيروس ينتشر على الأرجح عبر الهواء، في قطرات صغيرة تحتوي على فيروسات تسمى الهباء الجوي، وليس فقط من قبل ملامسة سطح ملوث أو التعرض لقطرات تنفسية كبيرة.
وتحمي الأقنعة الأشخاص الآخرين من الرذاذ الذي يمكن أن يطلقه مرتديها، والذي يحتوي على فيروسات، في الهواء عن طريق التنفس، أو العطس، أو السعال، أو حتى التحدث.
ووجدت بعض الدراسات أن الأقنعة يمكن أن تقلل من كمية القطرات التي يتنفسها الشخص في الهواء بنسبة تصل إلى 90%. كما وجدت إحدى الدراسات أن الأقنعة تقلل من انتقال فيروسات الجهاز التنفسي بنسبة تصل إلى 56%.
وتحتوي الأقنعة الجراحية على مرشح مشحون إلكتروستاتيكياً يلتقط الجزيئات الفيروسية.
يجب تجنب ارتداء الأقنعة ذات الصمامات، إذ في حين أنها تجعل التنفس أسهل قليلاً، فإنها تطلق الهواء غير المرشح، لذلك، إذا كان مرتديها مصاباً بالفيروس، فهذا لا يحمي الآخرين من الإصابة بالعدوى، مما يهزم الغرض من القناع في المقام الأول.
يمكنك الإصابة بـ”كوفيد-19″ فقط إذا خالطت بشكل وثيق شخصاً يعاني من أعراض المرض: وتوفر دليل مبكر على أن الفيروس يمكن أن ينتشر ليس فقط من خلال اللمس أو من خلال قطرات الجهاز التنفسي، بل من خلال الهباء الجوي أيضاً، الذي يمكن أن يبقى في الهواء لمدة ساعات، ويسافر لمسافة تزيد عن 6 أقدام أو أكثر، خاصةً في الأماكن ذات التهوية المنخفضة.
وبينما أن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ومنظمة الصحة العالمية لا يتعترفان بذلك بشكل صريح بعد، إلا أنهما تسيران ببطء في هذا الاتجاه.
ونشرت مراكز السيطرة على الأمراض، خلال عطلة نهاية الأسبوع، إرشاداتٍ جديدة فيما يتعلق بانتقال الفيروس المحمول جواً، ولكنها عادت إلى توجيهاتها القديمة يوم الاثنين، موضحةً أن الصياغة الجديدة كانت عبارة عن نسخة مسودة لم تتم مراجعتها بالكامل بعد.
فيروس كورونا يشبه الإنفلونزا: يتشابه فيروس “كوفيد-19” وفيروس الإنفلونزا وقد يشتركان في بعض الأعراض المماثلة بما في ذلك الحمى، والتعب، والسعال. إلا أن هناك اختلافات كبيرة بينهما.
ووفقًا لأحدث تخمين لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن احتمالية الوفاة من “كوفيد-19” منخفضة للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً. وبين 50 إلى 69 عاماً، تبلغ النسبة 0.5%، وبالنسبة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 70 عاماً، فإنها تقفز إلى نسبة 5.4%.
وتبلغ احتمالية الوفاة بسبب الإنفلونزا حوالي نسبة 0.1%.
ووفقاً للإحصائيين في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، من المرجح أن يأتي مرض “كوفيد-19” ضمن قائمة الأسباب العشرة الأولى للوفيات في الولايات المتحدة لجميع الأعمار في عام 2020. ومن المحتمل أن يأتي في المرتبة الثالثة، بعد أمراض القلب والسرطان.
يمكن للجميع الحصول على اللقاح ضد فيروس كورونا خلال شتاء هذا العام: وكان هناك الكثير من التكهنات حول موعد الحصول على اللقاح ضد فيروس كورونا، مع بعض التوقعات المتفائلة في وقت مبكر من أكتوبر/ تشرين الأول. ويتوقع العديد من المطورين امتلاك بيانات جاهزة للمشاركة هذا الخريف.
ولكن أنتوني فاوتشي وغيره من قادة الصحة العامة قالوا إنه من غير المرجح أن يتوفر لقاح بحلول يوم الانتخابات الأمريكية.
وتدرس إدارة الغذاء والدواء الأمريكية قواعد جديدة لترخيص لقاح “كوفيد-19″، وفقًا لثلاثة مصادر مطلعة على الوضع ، وتظهر الحسابات أن هذه القواعد ستدفع الترخيص لما بعد يوم الانتخابات الأمريكية.
وحتى إذا حصل إحدى اللقاحات المرشحة على تصريح للاستخدام في حالات الطوارئ أو موافقة صريحة في خريف هذا العام ، فلا توجد طريقة لتوفر جرعات كافية للجميع على الفور.
وقال الدكتور منصف السلاوي، رئيس عملية السرعة الفائقة وهي مبادرة اللقاحات الحكومية: “إذا ثبتت فعاليته في نوفمبر/تشرين الثاني أو في ديسمبر/كانون الأول، فلن يتوفر لدينا جرعات كافية من اللقاح”.
وأوضح السلاوي أنه سيتوفر بضعة ملايين من جرعات اللقاح في نوفمبر/تشرين الثاني وربما 10 أو 20 مليوناً منها في ديسمبر/كانون الأول، مضيفاً أنها ستكون كافية لبدء إعطاء اللقاح لبعض السكان وليس الجميع.
وقال السلاوي، الذي أشار إلى أنه ليس من المسلم به أن يكون أي لقاح فعالاً بما يكفي لأن البيانات غير متاحة بعد، إن مجموعات معينة، مثل العاملين في مجال الرعاية الصحية والأشخاص المعرضين للإصابة بالمرض، ستكون لهم الأولوية.
أما بالنسبة للبقية، يبدو أن اللقاح سيتوفر لهم “بحلول منتصف عام 2021” ، وفقاً لما قاله السلاوي.
المصدر: سي ان ان