وظنُوا انهم مانعتُهم اتفاقاتُهم ، وانهم سيبيعونَ فلسطينَ واهلَها بثمنٍ بخسٍ ليَشترُوا به عروشاً لن تَقِيَهُم حَرَّ المستقبلِ القريب، او اسوأَ ما سيكتبُه عنهم التاريخ..
راكموا شرَّ افعالِهم حتى استوَت: “اعمالُهُم كَسَرابٍ بِقِيعةٍ يَحسبُه الظمآنُ ماءً، حتى اِذا جاءَه لم يَجدْهُ شيئاً ووجدَ اللهَ عندَه فوفّاهُ حسابَه واللهُ سريعُ الحساب”..
يَحسَبونَ بحقدِهم اَنهم ناجون، وانَ اتفاقاتِ العارِ معَ تل ابيب قادرةٌ على حمايتِهم من شعوبِهم قبلَ اعدائِهم، وهُمُ الغارقونَ في شبرٍ من الماءِ السياسيِّ الملتهب، وانهارٍ من الدماء .
فهل حمى البيتُ الابيضُ مَن كانوا سبّاقينَ لهم بفعلِ الخيانةِ على مرِّ التاريخ؟ وماذا فعلت لهؤلاءِ تل ابيب؟ وهل ستَحمي الاتفاقاتُ آلَ خليفة من شعبِهم او ابنَ زايدٍ من اخوتِه او ابنَ سلمان من عشيرتِه؟
اقيمَ احتفالٌ في حديقةِ البيتِ الابيض، سيأخذَ دونالد ترامب منه الصورةَ الى صناديقِ الاقتراع، وسيعودُ بنيامين نتنياهو الى حضيرتِه السياسيةِ بصكوكِ البيعِ التي قدَّمَها له هؤلاءِ ليَصرِفَها في بورصتِه المفلِسَة، وسيعودُ الاخوانِ بن زايد وبن خليفة بِخُفَّي حُنَين، وسيَكتشفانِ ذلكَ عندَ اولِ مفترق ..
وعلى مفترقٍ تاريخيٍّ، ما على الفلسطينيينَ سوى اَن يُقيموا الاحتفالاتِ، باَنْ حَصحَصَ الحقُّ وبَانَ الخائنُ من بينِ الاعراب، وسيليهِ كثرٌ ينتظرونَ تحتَ الطاولة، يَتركُهم دونالد ترامب دُفعةً جديدةً متى احتاجَهم مع اقترابِ الانتخابات.
فَلْيُقِمِ الفلسطينيونَ الافراحَ، وليردِّدُوا مع الامام المغيب السيد موسى الصدر بأن شرَفَ القدسِ يابى ان تَتحررَ الا على ايدي المؤمنينَ الشرفاء، وهم كُثُرٌ في امةٍ صرخَ فيها اهلُ البحرينِ رغمَ وجعِهم نصرةً لفلسطين، وحملَ اليمنيونَ لواءَها من بينِ الحديدِ والنار، وما اَضاعت دمشقُ بوصلتها رغمَ الحروبِ العالميةِ التي خِيضت عليها لسبيِها الى حضيرةِ العار.
اما لبنانُ الواقفُ على مرمى زمنٍ ليسَ ببعيدٍ عن القدس، فانه يحاكي غزةَ وجنينَ وحيفا ويافا وبيتَ لحم والنقبَ الحبيبَ، بأنَّ النصرَ آتٍ لا محال، واَنَّ المقاومةَ هي الهُويةُ الجامعةُ، لا جامعةَ العجزِ العربيةَ كما هي الحال..
في احوالِ اللبنانيينَ ظنَّ البعضُ انهم مانعتُهم تهويلاتُ الاميركي وغيرِ الاميركي، فسَلَكوا مسالكَ سرعانَ ما استفاقوا الى خطورتِها، حتى عادوا خطوةً الى الوراء. واليومَ كانت الخطوةُ الرئاسيةُ بالمشاوراتِ النيابية، والامورُ بخواتيمِها ليُبنى على الشيءِ مقتضاه..
المصدر: قناة المنار