لم يغرق حكامُ البحرينِ في بحرِ الخيانة، الا بعدَ ان غاصَ بعضُ مُتَسَيِّدي الامةِ العربيةِ وجامعتُهُم في محيطِ الانحطاط.
ولم تجرؤٌ شِرذمةٌ كهؤلاءِ على اشهارِ سيوفِ الغدرِ لفلسطين – التي يشحذونَها لسنين – الا بعدَ ان دفعَهم سيدُهم الى هذا الخراب..
لن ينجوَ هؤلاءِ الذين عادَوا شعوبَهم وفلسطين، مقابلَ فُتاتِ وعدٍ من عاجزٍ يبحثُ عن ورقةٍ في صندوقةِ انتخاباتٍ امريكيةٍ او تائهٍ في السياسةِ والامنِ والاقتصادِ بينَ الخيباتِ الاسرائيلية.
سيَسقطونَ كما سقطَ اسلافُهم من المتخاذلين والمطبعين، ولن تَحميَهم اوهامُهم يومَ يقررُ شعبُهم واصواتُ القدسِ وفلسطينَ انزالَ القِصاصِ العادلِ بهؤلاءِ التائهينَ الحاقدين..
مشى آلُ خليفة بهديِ آلِ زايد ودفعِ آلِ سلمان، ظناً انهم سيَسلَمونَ أن باعوا القدسَ وفلسطينَ بثمنٍ بخس، ولم يتعظُوا من تجاربِ السابقين، ولم يَعرفوا انَ مَن رمَوهم في غيابةِ الجُبِ سيعودونَ اعزاءَ الامة، وسيُحيلون سِنيَّهم السمانَ الى قحطٍ سياسيٍّ مدقعٍ لا يضاهيهِ الا القحطُ الاخلاقيُ الذي يصيبُ هذه الزمرةَ الحاكمة.
لن تقعَ الامةُ بزلةِ هؤلاء، وستبقى عزيزةً ما دامَ فيها مقاومونَ شرفاءُ من اسوارِ القدسِ الى غزةَ وجنوبِ لبنان، والجولانِ وصنعاءَ وصعدةَ يطرقونَ ابوابَ نجران.. وستبقى الذلةُ سمةَ المطبعين والمستسلمين، وحتى الساكتينَ الذين باتوا يخونونَ الحق..
والحقُ يقالُ اِنَ اقوى الاوراقِ باتت اليومَ بيدِ الشعبِ البحريني العروبي اللاهجِ باسمِ فلسطينَ على طولِ السنين، والذي لم يتركها حتى يومَ ضاقت القيودُ ونَزَفُت رجالاً وعذابات..
في العذاباتِ اللبنانيةِ لا جديدَ يُذكر، المهلُ الحكوميةُ تزدادُ اختناقاً والصمتُ ما زالَ سَيِّدَ المُشَكِّلِين.
لم يُرصد موعدٌ لرئيسِ الحكومةِ المكلفِ مصطفى اديب في بعبدا الى الآن، ولا مجالَ لكي يكونَ هذا اللقاءُ بعيدا.. وعلى مقربةٍ من كلِّ هذا الغموضِ كانَ الكلامُ الواضحُ لرئيسِ مجلسِ النوابِ نبيه بري، بانْ عودوا الى الميثاقِ واتفاقِ الطائفِ لمعرفةِ احقيةِ مطالبِ الثنائي، مع الاستعدادِ للتساهلِ عبرَ النقاشِ بالاسماءِ حتى اختيارِ وزيرٍ للمالية، والا فَشكّلوا حكومةً من دونِنا، قالَ الرئيسُ بري.
المصدر: قناة المنار