ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 08-09-2020 في بيروت على التطورات الحكومية والامنية وملف التحقيق المالي، وجاءت افتتاحياتها على الشكل التالي:
الأخبار
تأليف الحكومة: جمود في انتظار تدخّل فرنسي!
تناولت جريدة الأخبار الشأن الداخلي وكتبت تقول “مجموعة خلافات ما بين رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب والقوى السياسية الرئيسية تحول دون التوافق على التشكيلة الحكومية. وقت المبادرة الفرنسية ينفد، لكن ما أنجز وفق ضغوط وتهديدات خارجية ينتظر اليوم أوامر أخرى للوصول الى خواتيمه السعيدة. وفي الوقت الضائع، تتسابق القوى الرئيسية على رفع سقف التفاوض لتعزيز موقعها وحصتها في الحكومة المقبلة
مرّ أسبوع من أصل 15 يوماً على «فترة السماح» الفرنسية لتأليف الحكومة منذ زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون الأخيرة الى لبنان. لم يعد الوقت ترفاً، لا لرئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب ولا لرؤساء الأحزاب الذين يتفاوضون وإياه على التشكيلة المقبلة. رغم ذلك، تباعد النظرة الى الحكومة بين الطرفين يحول دون الاتفاق على تفصيل صغير فيها؛ وبالتالي كسر الجمود السائد مرتبط بخرق ما خارجي. تلك باتت عادة. الخلاف الرئيسي اليوم يتمحور حول عدة نقاط أبرزها مداورة الحقائب السيادية والأساسية. يصرّ أديب على كسر الأعراف السائدة قديماً حول تمسك طائفة معينة بوزارة ما، أو تمسك حزب سياسي بحقيبة. يريد مداورة كاملة وشاملة في كل الوزارات، ولا سيما السيادية، وذلك على ما يبدو أثار مشكلة مع القوى الرئيسية. العقبة الثانية تكمن في رغبة الرئيس المكلّف في تسمية الوزراء واختيار حقائبهم منفرداً من دون مشاورة أحد، وهو ما لا يرضاه السياسيون الذين جاؤوا بأديب رئيساً، خصوصاً أن حكومة «مستقلين» أو «اختصاصيين» لم تعد واردة في قاموس الأحزاب السياسية. فتجربة حكومة الرئيس المستقيل حسان دياب كانت غير مشجعة، وثبت لرؤساء الأحزاب أن غياب الوجوه المسيسة يمثّل نقطة ضعف للحكومة، لا نقطة قوة، خصوصاً إذا كانت مهمة مجلس الوزراء المقبل هي معالجة الملفات المُلحّة، ولا سيما «التعافي المالي» و«النهوض الاقتصادي».
هنا يتفرّع النقاش حول تمثيل مصطفى أديب الذي سُمّي من قبل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وهو مقرّب أيضاً من الرئيس نجيب ميقاتي. وكيف لرئيس حكومة غير مستقل سياسياً أن يؤلف حكومة مستقلين على ما يدّعي؟ وهل التشكيلة منتقاة بعناية من قبل الحريري وشركائه؟ في هذه الحالة، لماذا تمنح قوى 8 آذار فوزاً مجانياً للحريري وحكومة مفترضة يسيطر عليها بعد أن سقط دولياً وعربياً وعجز عن الوصول الى سدّة الحكومة؟ من جهة أخرى، ثمة من يقول إن الراعي الأول لمفاوضات التأليف ليس سوى السفير الفرنسي السابق في لبنان وأحد مستشاري الإليزيه الرئيسيين إيمانويل بون. لذلك، يعوّل البعض على دور لبون في إيجاد مخرج لهذا المأزق وتعبيد الطريق أمام الرئيس المكلف لتأليف الحكومة بسرعة. يبقى أحد أوجه الخلاف القائم أيضاَ، يدور حول عدد الوزراء، حكومة مصغرة من 14 وزيراً كما يطلب أديب، أم حكومة موسّعة من 24 وزيراً لتضم جميع ممثلي الأحزاب و»تعدل» بين الطوائف؟ حتى الساعة، ورقة قوة الرئيس المكلف الفرنسية تصطدم بالمسار الطبيعي للتأليف: لا ولادة لحكومته من دون ثقة الأكثرية النيابية التي تمثّلها الأحزاب الأساسية في البرلمان.
اللواء
«التباعد الحكومي» يهدّد التأليف.. ويفتح باب الإنهيارات!
إحتواء خلاف «التدقيق الجنائي» وتصعيد بين «التيار» ومعراب وتطويق اشتباك الطريق الجديدة
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “تمضي أيام «مهلة ماكرون»، اليوم تلو الآخر، ويمضي الذين بيدهم «الحل والعقد» يتنازعون على نقاط، من المؤكد انه في ظل الانهيارات الخطيرة التي تحيط بالوضع الاقتصادي، لا يكون لها تأثير، وهم، بالطبع، غير آبهين، لا الى المخاطر المحدقة باضاعة فرصة دعم لبنان مالياً واقتصادياً، وعلى مستوى المشاريع، ليتمكن من التقاط انفاسه، ووقف الانهيار كحد أدنى مطلوب في وقت تتكاثر فيه الأزمات، مع التحضيرات الجارية لانطلاق العام الدراسي الجديد، وعلى وقع أزمة دواء، حذّرت منها نقابة الصيادلة، مع أزمة محروقات تلوح في الأجواء، إذا ما رفع الدعم عن المحروقات والطحين والدواء من قِبل مصرف لبنان. وهكذا يتضح ان التباعد الحكومي، يُهدّد البلد، بما هو أكثر من الانهيارات الماثلة على صعد عدّة.
وعشية توجه الرئيس المكلف مصطفى أديب إلى بعبدا، في غضون الـ24 ساعة المقبلة، إذا ما توفّر لديه، ما يستدعي الزيارة، كما كان متفقاً عليه، عادت أوساط قريبة من بعبدا إلى النغمة إياها، التي عادة، ما ترافق تشكيل الحكومات، والنغمة تجمع بين بديهيات دستورية وسياسية، ومواقف على طريقة الأمر لي:
1 – الطبخة الحكومية لم تنضج بعد، ورئيس الجمهورية ينتظر تُصوّر الرئيس المكلف، لإبداء رأيه.
2 – التشكيلة لا ترى النور، ما لم تحظ على موافقة رئيسي الجمهورية والحكومة.
3 – ما نفي سابقاً، تؤكد عليه مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» من أن الرئيس عون ميال الى حكومة غير مصغرة كي يكون لكل وزير حقيبة، والرئيس المكلف يدرس هذا لأن تجربة حقيبتين لوزير واحد لم تكن منتجة كثيرا.
ولفتت المصادر الى ان لا اسماء حسمت كما ان موضوع الفيتو في ما خص بعض الأسماء المتداولة عار من الصحة لان الرجلين لم يدخلا بعد في الاسماء. وقالت ان ما يطرحه الرئيس المكلف على الرئيس عون يبحث وفق الاصول المتعارف عليها.
4 – حتى ان «حكومة اختصاصيين» التي يفضلها الرئيس المكلف، لم تحظ تماماً، بموافقة رئيس الجمهورية.
5 – تفضل أوساط بعبدا التفاهم على الأسماء، في سياق البحث عن الحقائب والتوزيعات.
6 – اما المداورة، فوفقا لهذه الأوساط، تكون شاملة بين كل الوزارات والطوائف، أو لا تكون.
وفيما راوحت الأمور مكانها بالنسبة لاتصالات تشكيل الحكومة، وسط تضارب في المعلومات عن لقاء مرتقب بين الرئيسين عون واديب خلال اليومين المقبلين، لم يسجل عمليا على خط الاتصالات سوى لقاء بين رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة وعضو اللقاء الديموقراطي النائب وائل ابو فاعور لم يرشح شيء عنه. فيما ذكرت بعض المعلومات غير المؤكدة ان الجانب الفرنسي اجرى اتصالات ببعض القوى السياسية اللبنانية من اجل حثّها على تسهيل وتسريع تشكيل الحكومة تضم شخصيات من الاختصاصيين، لضمان منح الثقة النيابية لها. وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في تغريدة عبر «تويتر»، عن تواصله مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والتباحث في عدّة أمور، منها الوضع في لبنان.
وفي إطار التضامن مع لبنان، يصل الى بيروت اليوم رئيس الوزراء الإيطالي جيوزيبي كونتي في زيارة رسمية تستمر يومين، يلتقي خلالها رئيس الجمهورية في بداية لقاءاته الرسمية، وعدداً من المسؤولين الكبار، قبل ان يتفقّد الكتيبة الإيطالية العاملة ضمن القوات الدولية «اليونيفيل» في الجنوب، والتي تتولى ايطاليا قيادتها. كذلك سيتفقّد مرفأ بيروت، حيث رست احدى البواخر الإيطالية التي نقلت مساعدات ضخمة ومتطورة لاطفائية بيروت واخرى طبية واستشفائية وادوية ومساعدات غذائية مختلفة. وتخوف النائب السابق وليد جنبلاط بعد لقائه رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» إسماعيل هنية من تداعيات الوضع الاقتصادي، وقال: مصير لبنان الاقتصادي على المحك، ان لم تنجز الحكومة في أقرب وقت.
احتواء خلاف التدقيق
وفي خطوة، لاحتواء الخلاف الناشب بين الرئاستين الأولى والثانية، زار وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني قصر بعبدا، وعقد اجتماعا مع الرئيس عون بحضور مستشاريه، خصص وفقا للمعلومات الرسمية، للبحث في موضوع العقد مع شركة «الفاريس ومارسال» للتدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان، وذلك لتوضيح بعض الملابسات التي حصلت بعد توقيع العقد.
بعد اللقاء أكّد وزني على ان هذا التدقيق الجنائي هو عنوان أساسي من عناوين الاصلاح، سوف ينسحب على كافة وزارات الدولة وادارتها ومؤسساتها وصناديقها. لقد تمّ توقيع العقد مع شركة «Alvarez» وأصبح ساري المفعول، وأن كان ثمة تعديلات عليه فتناقش مع الشركة لاحقا. اما اللجنة التي سوف اشكلها لمتابعة عمل التدقيق، فسوف تضم في عدادها هيئة التشريع والاستشارات ممثلة برئيستها.
وعلمت «اللواء» ان وزير المال تعهد بأن تكون هيئة تشريع الاستشارات ممثلة برئيستها القاضية جويل فواز في اللجنة الثلاثية الواردة في العقد كما ان وزير المال بات يُدرك ان هذه التجربة لا يمكن ان تكون ناقصة لأنها ستنسحب على سائر وزارات وادارات ومؤسسات وصناديق الدولة وادرك ان ثمة تعديلات يمكن ان تتفاوض الدولة اللبنانية والشركة بشأنها.
سجال «الوطني – القوات»
وسط تداعيات «الجمود»، تجدد السجال الخلافي الحاد بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، فرد التيار على كلام جعجع أمس الأوّل، في احتفال «شهداء القوات» في معراب، وجاء في الرد: أطلق جعجع من ان شعار الاحتفال باقين، لكن خطابَه يذكرنا بأفعال «قايين». فقد نسي الشهداء، لا بل ان معظم شهداء المقاومة سقطوا على يديه، والأسماء معروفة، وقد وصلت به الوقاحة ان يَذكر من ضمن الشهداء من هم ضحايا غدرِه.
واضاف بيان التيار: لم يكن هذا الرجل مرة بنَاءً ولم تصدر عنه البارحة، كما في كل مرة، فكرةٌ إيجابية واحدة، ولم يقدِم حلا واحدا ، ولم يقترح مشروعا لا في الاقتصاد ولا في المال ولا في النقد، وهو الذي انتزع الخوات من جيوبنا ليبني منها قصرا ويشتري العقارات… ولا في الشأن الحياتي، وهو الذي امتهن إنتزاعَ حياةِ الناس وإغتيالَ قادتهم. ولا في البيئة وهو الذي زَرعت ميليشياتُه النفايات السامة في جبالنا منذ سنوات. وختم البيان: لم يكن همُ جعجع يوما تقديمَ مشروع واحد بل محاربة مشاريع التيار وصولا إلى حد التآمر على العهد لاسقاطه في لحظة احتجاز رئيس الحكومة السابق سعد الحريري… وآخر ممارساته ضربُ الاستقرار وتخويفْ الناس عن طريق نشر الرعب وأعمال التخريب والترهيب بين البترون والشفروليه تحت ذريعة المشاركة في الثورة.
أزمة لا أزمة محروقات
وعلى خط حياتي، افيد ان بعض محطات البنزين في الجنوب توقفت عن تسليم المادة لنفاذ المخزون لديها، واعتذرت وكالة «الأمانة» عن «عدم امكانية تلبية طلبات المواطنين من مادتي البنزين والمازوت في بعض محطاتها، لنفاذ مخزونها وعدم استلامها كميات المحروقات المطلوبة». فيما اعلن نقيب اصحاب محطات المحروقات في لبنان سامي البراكس ان «أزمة شح مادة البنزين التي يمر بها قطاع المحروقات تعبر عما ستؤول اليه الاوضاع في المستقبل في حال تم تنفيذ رفع دعم المحروقات كما ابلغ مصرف لبنان السلطة التنفيذية منذ مدة».
وقال في بيان: نتفهم صعوبة ايجاد حل لموضوع نفاد احتياطي البنك المركزي بالدولار الاميركي وتأثيره على كامل استيراد لبنان، ولذلك نطالب المسؤولين بالإسراع في تشكيل حكومة انقاذ فعلية ودعمها من قبل الجميع لتقوم بالاصلاحات اللازمة المطلوبة من المجتمع الدولي كشرط لفك القيود عن الاموال التي يمكن تمويلنا بها من الخارج، لان هذا الحل هو الامل الوحيد المتاح لنا اليوم. وإلى حينه نطالب المصرف المركزي بالموافقة فوراً على تأمين اعتمادات باخرة أو اثنتين ليتم تفريغها لتفادي ازمة خانقة، والعمل بسرعة على جدولة استيراد المحروقات لغاية وضوح مصير الدعم بصورة نهائية، خصوصاً أن وزارة الطاقة والمياه قد سلمت ادارة مصرف لبنان كافة المعلومات المطلوبة، كما اكد لنا وزير الطاقة والمياه ريمون غجر.
وفي المجال الزراعي، وفي ما يعكس انفراجا قريبا على محور تصدير الانتاج اللبناني الزراعي، طلب الرئيس عون من ملك الأردن عبدالله بن الحسين في اتصال هاتفي التدخل لتسهيل مرور الشاحنات اللبنانية على معبر جابر الأردني، وابدى الملك عبدالله تجاوبا واعطى توجيهاته لذلك.
إقالة بدري ضاهر
وفي تطوّر يتصل بالتحقيقات الجارية في انفجار مرفق بيروت، وقع كل من رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب والوزير وزني مرسوم إقالة مدير عام الجمارك بدري ضاهر، الذي ما يزال موقوفا على ذمة التحقيق، ووضعه بتصرف رئيس مجلس الوزراء، بانتظار توقيعه من قبل الرئيس عون، ليأخذ طريقة إلى النشر في الجريدة الرسمية، ويصبح نافذاً.
اشتباك «الكاراج»
امنياً، وقع ليلاً، اشتباك مسلح في منطقة كاراج درويش في الطريق الجديدة، وسمعت أصوات رشقات رشاشة. وانتشر مسلحون على سطوح المنازل، وقطعت طريق الكولا- بسبب عمليات القنص. ونقل عن مصادر أمنية ان الاشكال يأتي استكمالاً لاشكال وقع أمس الأوّل بين أفراد من ال الكرومبي وآخرين من آل الشيشانية. وتدخل الجيش اللبناني لفض الاشكال، وقام بعمليات دهم في المنطقة.
20826
صحياً، أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 400 إصابة جديدة، مما رفع العدد الإجمالي للاصابات إلى 20826 إضافة إلى 9 وفيات.
البناء
الأسد يشيد بالتعاون مع روسيا ولافروف لأولويّة الإعمار مع الاستقرار وحشد الدعم الدوليّ
إيميه وبون يجمعان أسماء للتوزير وأديب اليوم في بعبدا… والثلاثيّ قد لا يشارك!
اشتباكات طريق الجديدة ترفع التوتر داخل البيت الحريريّ…وخشية من رسائل أمنيّة
صحيفة البناء كتبت تقول “بدت رمزية الاجتماع السوريّ الروسيّ ومستوى التمثيل فيه، الذي توّج بكلام للرئيس السوري الدكتور بشار الأسد عن نتائج التعاون الروسي السوري سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، إعلاناً عن تقدّم قيد التحقق في مجالات سياسيّة تتصل بالمسار الخاص باللجنة الدستوريّة وفرص تحقيق اختراق يمهد للتسوية السياسية قبل موعد الانتخابات الرئاسية العام المقبل، كما قال وزير خارجية سورية وليد المعلم، بينما كان اللافت كلام وزير الخارجية الروسية عن التأسيس على الإنجازات العسكرية وما نتج عنها من استقرار أمني في أغلب المناطق السورية، والتفاؤل بتحقيق المزيد في كل من شرق سورية وغربها، ليعتبر أن الأولوية مع الاستقرار هي للإعمار وحشد الدعم الدولي لهذه المهمة، ما فتح الباب لاستنتاجات تتفاءل بتحقيق اختراقات في جدار الحصار الذي تتعرض له سورية، من بوابة الجمع بين التقدم السياسي في مسار اللجنة الدستورية ومسار الإعمار، وفقاً لما كانت عليه المعادلة التي رسمتها المداخلة الأوروبيّة والفرنسيّة بصورة خاصة، في ظل اهتمام فرنسي بالعلاقة مع روسيا سواء حول الملف الإيراني أو حول الملف اللبناني أو حول التجاذب الفرنسي التركي في المتوسط.
في الملف الداخلي يحيط الغموض بما يقوم به الرئيس المكلف مصطفى أديب في ظل اكتفائه بحوار العموميات مع الكتل النيابية وممثلي الأطراف الرئيسية المفترض أن تؤمن الدعم للتشكيلة الحكومية نيابياً وسياسياً عبر مشاركة تراعي المعايير التي يطلبها الرئيس المكلف، وتجمع هذه القوى أنه مع نهاية الأسبوع الأول من مهلة الأسبوعين المفترضين لتشكيل الحكومة لم تتلق أي طلبات محددة من الرئيس المكلف، بينما ينشط مدير المخابرات الفرنسية السفير السابق برنار ايميه ويعاونه المستشار المكلف بالملف اللبناني في قصر الإليزيه أمانويل بون لتجميع أسماء مرشحين للتوزير عبر اتصالات يجريانها مع أطراف فاعلة في بيروت، خصوصاً بعض جمعيات المجتمع المدني التي التقاها معاون وزير الخارجية الأميركية ديفيد شينكر، ويفترض اليوم أن يزور اديب قصر بعبدا للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون من دون أن يعرف ما إذا كان سيعرض تصوراً اولياً لخريطة تشكيلته الحكومية سواء ما يتصل بالقرار النهائي حول حجم الحكومة أو توزيع الحقائب فيها، بينما تداولت أوساط الغالبية النيابية السيناريوهات المفترضة حكومياً، واحتمال قيام الرئيس المكلف بوضع تشكيلة حكومية يحاول فرضها كأمر واقع لا تراعي الحسابات والمعادلات التي تبلورت في لقاءات قصر الصنوبر مع الرئيس الفرنسي أمانويل ماكرون. وقالت مصادر على صلة بمناقشات ثلاثي حركة أمل وحزب الله والتيار الوطني الحر إن قرار عدم التعطيل قائم ونهائي لقيام حكومة الرئيس أديب لكن قرار المشاركة في الحكومة سيتخذ وفقاً لتعامل الرئيس المكلف مع الكتل النيابية، فهو سيحصل على الثقة وستبصر حكومته النور، لكن من دون غطاء سياسي ونيابي سيكون على حكومته أن تقدّم للشعب إنجازاتها وتتحمّل نتائج أعمالها، عندما تريد تصوير مشاركة القوى السياسية كعبء تسعى للتملص منه، فستنال فرصة إثبات أهليتها وأهلية المبادرة الفرنسية للتصدي لتحديات قال الرئيس ماكرون إنها تحتاج لتعاون جهود الجميع عندما كان يريد حشد الأصوات لتسمية رئيس مكلف يحقق أوسع مشاركة نيابية وسياسية، لكن المصادر قالت إنها لم تتخذ موقفاً نهائياً بعد لأنها لا تريد محاكمة نيات مع رئيس مكلف لم تر منه إلا الإيجابية، متوقعة اللقاء به اليوم على مستوى قيادي تتبلور خلاله الأمور بصورة اوضح.
أمنياً، كانت الاشتباكات التي شهدتها منطقة طريق الجديدة قبل أن يسيطر الجيش على الأوضاع، قد أعادت صوراً لمشاهد الحرب الأهلية مع أعمال القنص التي وصلت إلى منطقة الكولا وتسبّبت بقطع الطرق الرئيسية في المنطقة، فيما سقط عدد من الجرحى، لم يعلم مدى صحة الحديث عن مفارقة أحدهم للحياة، بينما توقفت المراجع الأمنية أمام معلومات عن خلفية الاشتباكات في النزاع بين محازبين لكل من الشقيقين الرئيس السابق سعد الحريري وشقيقه بهاء الحريري وسط تساؤلات عن رسائل أبعد من الطابع المحلي وراء الاشتباكات في ظل الحديث عن ارتباط المسلحين المؤيدين لبهاء الحريري بمرجعيّتهم في الشمال ذات الولاء التركي إيذاناً بحضور تركي في الملف الأمني للعاصمة.
لم تسجل الساحة السياسية يوم أمس أيّ لقاءات على خط تأليف الحكومة وسط تكتم شديد على حركة الرئيس المكلف مصطفى أديب والمشاورات التي يجريها في الكواليس. وتضاربت المعلومات حول زيارة مرتقبة للرئيس المكلف الى بعبدا للقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال الـ48 ساعة المقبلة لعرض تصوره الأولي للحكومة على رئيس الجمهورية، لكن لم يعلن عن موعد للزيارة حتى الساعة. ما يعني أن الرئيس المكلف لم ينتهِ من مشاوراته لبلورة رؤيته الأولية للحكومة العتيدة.
وبحسب ما قالت مصادر مطلعة لـ«البناء» فإن «الرئيس المكلف مصرّ على الحكومة المصغرة التي يراها مناسبة لتأليف حكومة تشكل فريق عمل منسجم ومنتج يستطيع النهوض بالبلد»، مشيرة الى أن «شد الحبال ووضع شروط على الرئيس المكلف لن يؤديا الى نتيجة»، مضيفة أن «رئيس الحكومة المكلف سيضع تشكيلته ورئيس الجمهورية يوقع أو لا يوقع».
عون سيسهّل التأليف
في المقابل أكدت مصادر الرئيس عون والتيار الوطني الحر لـ«البناء» على «إصرار رئيس الجمهورية على الحكومة الموسعة المؤلفة من 20 الى 24 وزيراً للاستفادة من تجربة الرئيس حسان دياب حيث إن منح حقيبتين لوزير واحد لم تكن مشجعة ولم تحقق الإنتاجية المطلوبة»، ومشيرة الى أن «الرئيس عون يملك حق التوقيع على مرسوم تشكيل الحكومة وبالتالي هو شريك في تشكيلها وتقييم شكلها والتوازنات السياسية والطائفية فيها وذلك بهدف تسهيل ولادة الحكومة وليس العرقلة»، مضيفة أن «الحكومة المصغّرة تصلح لمرحلة الهدوء السياسي والاقتصادي ولا تصلح للمرحلة الحالية التي تسود فيها الأزمات والاوضاع الاستثنائية والخطيرة التي يواجهها لبنان».
ونقلت المصادر عن الرئيس عون والتيار الوطني الحر تأكيدهما أنهما «سيسهلان عملية تأليف الحكومة الى أقصى حدّ وسيدعمان التسوية المنبثقة عن المبادرة الفرنسية وإن لم يكن التيار ممثلاً في الحكومة، لكن الأولوية لدى الرئيس عون والتيار ليست مشاركة التيار في الحكومة من عدمها بقدر ما ينظران الى برنامج عمل الحكومة ومدى إنتاجيتها»، ولفتت المصادر الى «اتجاه عند التيار لعدم المشاركة المباشرة في الحكومة ولا حتى تسمية مرشحين محسوبين عليه على أن يسمّي الرئيس عون الوزراء المسيحيين طالما أن الأطراف المسيحية من التيار والقوات والكتائب لن تشارك في الحكومة».
عين التينة
وسجل لقاء بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري والنائب وائل أبو فاعور.
جنبلاط
وقال رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، بعد لقائه رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية على رأس وفد قيادي من الحركة في كليمنصو: «إذا غرقنا بالتفاصيل الوزارية، يبقى المرفأ مدمراً، تبقى مار مخايل والأشرفية وغيرها من المناطق مدمّرة، وقد يغرق لبنان في مزيد من التأزم الاقتصادي».
بيت الوسط
أما على خط بيت الوسط فيعتصم الرئيس سعد الحريري بالصمت ولم ترصد اي لقاءات سياسية له منذ تكليف الرئيس أديب حتى الآن، غير أن أوساطاً مطلعة في تيار المستقبل تشير لـ«البناء» الى أن الرئيس سعد الحريري لا يتدخل بعملية التأليف ولن يسمّي وزراء في الحكومة محسوبين على تيار المستقبل ولن يزكي أحداً بل يترك الأمر للرئيس المكلف»، مضيفة أن «الرئيس الحريري يحاول أن ينأى بنفسه عن مسألة تأليف الحكومة رغم أنه من الداعمين للمبادرة الفرنسية والتسوية والرئيس المكلف والحكومة المقبلة، لكنه لن يتدخل بتشكيل الحكومة»، ورأت أنه في حال لم تتشكل الحكومة ضمن المهلة التي حددها الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون فقد يطول أمد ولادة الحكومة وتظهر تقعيدات أخرى».
وعن كلام رئيس القوات سمير جعجع الذي انتقد التسوية وعملية التكليف، سألت مصادر المستقبل: «ما هو البديل عن التسوية؟ فليقدم جعجع الحلول ويقود الثورة للخروج من الأزمة»… مضيفة: «طالما اختارت القوات البقاء خارج الحكومة فستبقى تتصرّف على قاعدة «علي بالخطاب وخود جمهور».
سجال التيار – القوات
وفي أعنف رد من التيار الوطني الحر على رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، اتهم التيار جعجع باستغلال ذكرى الشهداء، وأضاف في بيان «هذه السنة كان شعاره «باقيين» لكن خطابه يذكّرنا بأفعال قايين. فقد نسي الشهداء، لا بل ان معظم شهداء المقاومة سقطوا على يديه والأسماء معروفة وقد وصلت به الوقاحة ان يذكر من ضمن الشهداء من هم ضحايا غدره». ولفت التيار الى أنه «لم يكن هذا الرجل مرّة بنّاءً ولم تصدر عنه البارحة، كما في كلّ مرة، فكرة إيجابية واحدة، ولم يقدّم حلاً واحداً ولم يقترح مشروعاً لا في الاقتصاد، ولا في المال، ولا في النقد، وهو الذي انتزع الخوّات من جيوبنا ليبني منها قصرًا ويشتري العقارات، ولا في الشأن الحياتي وهو الذي امتهن انتزاع حياة الناس واغتيال قادتهم، ولا في البيئة وهو الذي زرعتْ ميليشياته النفايات السامة في جبالنا منذ سنوات». وختم التيار بالقول: «عبارة واحدة تختصر سلوك هذا الرجل هي «شهوة الرئاسة»، لكننا نقول له إنّ من كان مثله، ومن صدرت بحقّه احكامٌ مبرمة من المجلس العدلي باغتيال زعماء وقادة ومسؤولين سياسيين، مكانه معروف وهو لا يمكن أن يصل الى رأس الدولة الّا على أنقاض الوطن لكن الإرادات الحسنة سوف تمنع الوطن من السقوط وسوف تبقي على لبنان الكبير عوضاً عن مشروعه المعروف بلبنان الصغير».
مرسوم إعفاء ضاهر
على صعيد آخر عاد ملف المدير العام للجمارك بدري ضاهر الى الواجهة، ففي حين وقع رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب ووزير المال غازي وزني على مرسوم إعفاء ضاهر من مهام وظيفته ووضعه في تصرّف رئيس مجلس الوزراء، اتجهت الأنظار الى موقف بعبدا علماً أن المرسوم بحاجة الى توقيع رئيس الجمهورية. ولم يعرف موقف رئيس الجمهورية ما إذا كان سيوقع المرسوم أم لا كما لم تؤكد المعلومات وصول المرسوم الى بعبدا، علماً أنه أحيل من السرايا الحكومية الى القصر الجمهوري، بحسب المصادر.
وقدم وكيل ضاهر المحامي جورج خوري طلباً الى المحقق العدلي فادي صوان بإحالته من سجن الشرطة العسكرية في الريحانية الى سجن الجمارك أسوة بالمديريات الباقية التي طلبت توقيف ضباطها في السجون لديها، علماً أن الجمارك ليس لديها سجن. وقد وافق صوان على طلب الوكيل، إلا أن معلومات أخرى تفيد بأن صوان رفض طلب الوكيل وأصر على إبقاء ضاهر في سجن الشرطة العسكرية.
في سياق ذلك تابع القاضي صوان تحقيقاته في ملف تفجير مرفأ بيروت واستمع أمس، الى إفادات أربعة شهود، على أن يستمع اليوم الى عدد من الشهود ايضا. كما رد صوان طلبات تخلية سبيل ثلاثة موقوفين في الملف وقرر إبقاءهم قيد التوقيف. كما أصدر صوان قراراً برد شكوى مجموعة من المحامين ضد رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والنائب العام التمييزي وقضاة وقادة أمنيين، في قضية تفجير المرفأ، لـ«عدم قانونيتها ولعدم الصفة».
عقد التدقيق الماليّ
على صعيد آخر، بحث رئيس الجمهورية مع وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني في موضوع عقد التدقيق المالي الجنائي. وقال وزني بعد اللقاء: التدقيق الجنائي هو عنوان من عناوين الإصلاح الأساسيّة، وسوف ينسحب على إدارات الدولة ومؤسساتها وصناديقها كافة. وأضاف «وُقّع العقد مع شركة Alvarez وأصبح ساري المفعول، وإن كانت ثمّة تعديلات عليه فتُناقش مع الشركة لاحقاً». وتابع «هيئة التشريع والاستشارات ممثلةً برئيستها، ستكون عضواً في اللجنة التي سأشكلّها لمتابعة عمل التدقيق».
أزمات مقبلة
وأطلت أزمات المحروقات والكهرباء والأدوية مجدداً بعدما عاش لبنان فترة من الانفراج غداة تفجير المرفأ، لكن ومع تحذير مصرف لبنان بأنه سيرفع الدعم عن السلع الاساسية وإلغاء وزير الاقتصاد قرار دعم السلة الغذائية، ظهرت بوادر أزمات جديدة، لا سيما أزمة المحروقات حيث لفت نقيب اصحاب محطات المحروقات في لبنان سامي البركس إلى أن «أزمة شحّ مادة البنزين التي يمرّ بها قطاع المحروقات تعبّر عما ستؤول إليه الأوضاع في المستقبل في حال تم تنفيذ رفع دعم المحروقات، كما أبلغ مصرف لبنان السلطة التنفيذية منذ مدة».
بدوره أشار نقيب الصيادلة غسان الأمين إلى أن «ازمة الدواء موجودة منذ أشهر ومنذ أن بدأ ارتفاع الدولار ومع الحديث عن إمكان رفع الدعم بدأ تخزين الأدوية بالتوازي مع قلة الاستيراد بسبب الآلية المعتمدة». وقال: «إن استمرّ الوضع على حاله ستنقطع ادوية وترتفع الأسعار».
اشتباكات الطريق الجديدة
وبموازاة عودة الأزمات المالية والاجتماعية، عاد التوتر الأمني الى منطقة الطريق الجديدة بعد أيام قليلة على اشتباك مسلح تعود خلفياته الى خلافات بين مناصرين لرجل الأعمال بهاء الحريري ومناصرين للرئيس سعد الحريري، كما أفادت معلومات ميدانية.
ودارت مساء أمس، اشتباكات مسلحة عنيفة بين عدد من الشبان، استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة. وقذائف ب 7. وذكرت المعلومات أنّ «مجموعة من الأشخاص عمدوا إلى قطع الطريق في محلة الكولا – مفرق الجامعة العربيّة»، وأفادت معلومات أخرى عن وقوع قتيل وعدد من الجرحى جراء الاشتباكات، قبل أن يتدخل الجيش اللبناني الذي انتشر في المنطقة ورد على مصادر النيران وداهم عدداً من مواقع اطلاق النار وأعاد فتح طريق الكولا – طريق الجديدة وفرض إعادة الهدوء الى المنطقة. فيما ناشد أهالي المنطقة الجيش للدخول لتأمين الحماية لهم. وفي المعلومات إن اشتباكات الطريق الجديدة تعود إلى خلاف سابق فردي منذ ثلاثة أيام بين شبان من آل كرنبي من عرسال وشبان من حي أبو سهل لبنانيين وفلسطينيين.
ووضعت مصادر مراقبة التوتر في منطقة الطريق الجديدة في إطار الصراع السياسي بين سعد وشقيقه بهاء والذي اشتدّ مؤخراً بعد تكليف الرئيس أديب لتأليف الحكومة بموافقة وتغطية من الحريري ورؤساء الحكومات السابقين، علماً أن بهاء اعلن رفضه الشديد لهذه التسوية وشنّ هجوماً على رؤساء الحكومات السابقين وعلى الطبقة السياسية متوعداً بخطوات جديدة سيقوم بها في لبنان. وتأتي هذه الاحداث وسط الحديث عن دور لبهاء الحريري في أحداث الشمال عبر مستشاره المحامي نبيل الحلبي في ظل شهادات بعض المشاركين في تظاهرات طرابلس ووسط بيروت التي تضمّنت إدانة للمدعو ربيع الزين بتحريض المتظاهرين على الاعتداء على الجيش والاملاك العامة والخاصة مقابل المال، ما يطرح تساؤلات عن مصدر هذه الأموال والجهة التي تطلب من الزين افتعال هذه الأحداث!
المصدر: صحف