لم يبقَ في اللغةِ ما يَكفي لوصفِ حجمِ اللامسؤولية في مواجهةِ كورونا، وافراغِ قرارِ الاقفالِ العامِّ وتحويلِه الى ما يشبهُ المزحة..
في المشهد، بلدياتٌ تُركت وحيدةً للتصدي، فيما الجهاتُ الاخرى المعنيةٌ بفرضِ الاقفالِ تبدو كأنها تَغُضُّ الطرفَ عن شوارعَ ومواطنينَ مخالفينَ واكثرَ من ذلك.. فكيفَ سيصدّقُ المواطنون الخائفون على صِحتِهم انَ احداً من هؤلاءِ لم يرَ اسواقاً مفتوحةً على مصراعيها، وفيها الافُ المتسوقين، بل امواجٌ بشريةٌ من دونِ وقايةٍ ولا تباعد، كما كانت الحالُ اليومَ في سوقِ صبرا الشعبي
ما الذي يَحصُلُ هنا؟ أهو فرضٌ للاستسلامِ امامَ العجز؟ أم تهاملٌ وتهاونٌ وتقصُّدٌ لفتحِ الساحةِ الصحيةِ والطبيةِ على المجهولِ باسلوبٍ غيرِ مُقدِّرٍ للعواقب؟.
حتماً، لبنانُ غيرُ قادرٍ على تحملِ تكاليفِ ما يَجري. وَنسأل، ألا يكفي تسجيلُ اكثرَ من ستِمئةِ اصابةٍ يومياً ليَعِيَ البعضُ حجمَ الخطر؟ وهل من الضروري ان نُسجِّلَ الفَاً او الفينِ واكثرَ من عشرينَ وفاةً في اليومِ ليعترفَ المتعالُونَ على الطِبِّ والصحةِ والكيمياءِ والفيزياء بانَ كورونا فيروس حقيقيٌ قاتلٌ عابرٌ للارض، وقد لا تنفعُ معه جرعةٌ واحدةٌ من اللَّقاحِ مستقبلا، اِن توافرت لَقاحاتٌ فعالة؟.
على اللبنانيينَ المتخلِّينَ عن مسؤولياتهم، بل المتجرِّئينَ على ارتكابِ الاذى، ان يَعُوا انهم ليسوا ابطالاً خارقينَ امامَ جُسيمٍ قاتل ٍلا يُرى الا بأدقِ المجاهر، ولا انَّ بلدَهم حالةٌ استثنائيةٌ في تحمُّلِ تداعياتِ كورونا، بل هو اكثرُها عُرضةً للضررِ نظراً لازماتِه المتراكمة.
المصدر: قناة المنار