شهد علماء الفلك التوهج اللاحق لانفجار أشعة غاما القصير الواقع على بعد 10 مليارات سنة ضوئية، في واحدة من أبعد هذه الظواهر التي عرفها مرصد غيميني الشمالي في هاواي على الإطلاق.
وكلما كان الجسم بعيدا عن الأرض، كان الضوء خافتا عند رؤيته من كوكبنا، ما يجعل من الصعب اكتشافه من خلال التلسكوب. ولهذا السبب فوجئ العلماء من جامعة نورث وسترن بإلقاء نظرة على أحد أقوى أنواع الانفجارات الموجودة، على طول الجانب الآخر من الكون.
انفجار أشعة غاما القصيرة المسمى SGRB181123B
وكان الضوء هو التوهج التالي لانفجار أشعة غاما القصيرة (SGRB)، ثاني أبعد مسافة تم اكتشافها على الإطلاق. ووُلد انفجار أشعة غاما القصيرة على بعد 3.8 مليار سنة فقط من الانفجار العظيم الذي خلق الكون. وهو أيضا أبعد مسافة انفجار لأشعة غاما تمت ملاحظتها من خلال قياس التوهج الضوئي.
وقال العلماء بقيادة الأستاذ المساعد في جامعة نورث وسترن، وين فاي فونغ، في الورقة التي نُشرت في مجلة Astrophysical Journal Letters يوم الثلاثاء: “لم نتوقع بالتأكيد اكتشاف انفجار أشعة غاما القصيرة بعيدا، لأنها نادرة للغاية وخافتة جدا”.
وينتج انفجار أشعة غاما القصيرة عادة عن اندماج نجمين نيوترونيين، ما يؤدي إلى إطلاق انفجار لا يصدق من الطاقة الضوئية. وبحلول الوقت الذي تصل فيه الأرض، فإن إطلاق الطاقة يكون خافتا وعابرا. وتستمر مثل هذه الانفجارات ساعات قليلة قبل التلاشي إلى العدم.
وهذا يعني أن الانفجار الذي تم رصده حدث بالفعل عندما كان الكون في سن المراهقة، نحو 30% من عمره الحالي، بعد أقل من 4 مليارات سنة من الانفجار العظيم، وهو بالتالي يقدم لمحة نادرة عن عمليات الاندماج النيوترونية في فترة تعرف باسم “الظهيرة الكونية”.
وتمكن العلماء من اكتشاف انفجار أشعة غاما القصيرة المسمى SGRB181123B، من خلال مزيج من العلم الدقيق والحظ المطلق.
واكتشف فريق جامعة نورث وسترن التوهج لأول مرة بواسطة مرصد سويفت لقياس انفجار أشعة غاما التابع لناسا في ليلة عيد الشكر عام 2018، وفي غضون ساعات وصل الفريق عن بُعد إلى مرصد غيميني الشمالي في هاواي لقياس حجم التوهج. وساعدت بعض ملاحظات المتابعة من تشيلي وأريزونا في رسم صورة حول التوهج الضوئي وأين نشأ.
وقال كيري باترسون، أحد مؤلفي الدراسة، إنه بفضل الإجراء السريع الذي قام به الفريق “تمكنا من الحصول على ملاحظات عميقة للانفجار بعد ساعات من اكتشافه”.
المصدر: روسيا اليوم