تَفلَّتَ الدولارُ من كلِّ عِقال، فخرجَ اللبنانيونَ الغاضبونَ ليقطعوا الطرقاتِ على بعضِهم البعض.
ورغمَ الوجعِ الذي يكوي الجميع، سؤالٌ لو تفكّروا به . مَنْ أَصْلُ البلاءِ الذي ما زالَ يقطعُ على اللبنانيينَ كلَّ محاولاتِ ايجادِ الحلول؟ من يمنعُ الدولارَ من الوصولِ الى الاسواقِ اِن عبرَ البنوكِ او عبرَ شركاتِ تحويلِ الاموال؟ من يفرضُ العقوباتِ ولا يزال؟ ويتبجحُ انها انجازُه الـمُصلَتَ على رقابِ اللبنانيينَ الى حينِ الاستسلامِ لشروطِ الاسرائيليين؟ اليسوا هم الاميركيينَ يا سادة، الذين يَشُنونَ على لبنانَ واهلِه حرباً اقتصاديةً بلا هوادة؟
أليست الحقيقةَ التي لا يُخْفِيهَا قياصِرَةُ العقوبات، الذين كانوا ولا يزالونَ يطوقونَ البلاد، اِنْ برعايِتِهم للفسادِ الذي اصابَها بنزفٍ اقتصاديٍ الى حدِّ الهلاك، او اعاقتِهم لكلِّ مقترحاتِ الحلول، وكلِّ انواعِ الهباتِ او القروض، او حتى افساحِ المجالِ لمشاريعِ اصلاحِ الاقتصادِ على قاعدةِ الانتاج؟
ليسَ الدولارُ عملةً ورقيةً فحسب، بل حربةٌ اميركيةٌ احسنوا غرسَها في الجسدِ الاقتصادي اللبناني، بحراسةِ نُجَبَاءَ لهم، بل اوثقوا حبلاً من مسدٍ على عنقِ الدولة، ويُحْكِمُونَ شدَّهُ كلما حاولت – رغمَ جِرِاحِها – المضيَ ولو خطوةً في الاتجاهِ الصحيح ؟
فهل من المَوْجُوعِين من يرفَعُ الصوتَ بالوجهةِ الصحيحة؟ ويملكُ الجرأةَ فيحاولَ اعاقةَ الطريقِ – اِن لم يستطع قطعَها – على هذا الاميركي المتغوِّلِ حقداً ضدَّ كلِّ اللبنانيين، بل جُلِّ العالم.
فالعقوباتُ تجوِّعُ اللبنانيين، وتخنقُ السوريينَ والايرانيينَ والفنزوليين، وتقتلُ اليمنيينَ والفلسطينيين، وتحاربُ الروسَ والصينيين، بل وصلت اليومَ الى محكمةِ الجناياتِ الدولية، لتفرضَ ادارةُ دونالد ترامب عقوباتٍ على قضاتِها وماليتِها لسماحِها بمعاقبةِ جنودٍ اميركيينَ واسرائيليين.
إنها الادارةُ الاميركيةُ التي ما زالَ يديرُ لها البعضُ رقبةَ الوطنِ لتُمعنَ في حَزِّه، وقلبَه لتغرسَ سيفَها الاسرائيليَ فيه.
المصدر: قناة المنار