احترفت الادارةُ الاميركيةُ ارباكَ الدولِ والشعوبِ بالاضطراباتِ والصراعات، وامتهنت فرضَ الظروفِ والمراحلِ لتغييرِ حدودٍ وتبديلِ وجوهٍ ونسفِ انظمةٍ وسياساتٍ واقتصادات .. اما اليومَ، فالنارُ وسَطَ الدار، وحاكمُ مينيسوتا يتحدثُ عمّا يشبهُ حرباً اهليةً في ولايتِه ، بينما البيتُ الابيضُ محاطٌ بخياراتٍ مربِكة، ونزيلُه دونالد ترامب بين فكّي الشارعِ المشتعلِ بالاحتجاجاتِ الرافضةِ للعنصريةِ ، وهاجسِ الجولةِ الرئاسيةِ الثانيةِ مقابلَ خصومٍ يستميلونَ شرائحَ الغاضبينَ بعواطفِهم ولون بشرَتِهم وتصنيفِهم الشعبي والاجتماعي.
في المتفَقِ التاريخي، الاداراتُ الاميركيةُ المتعاقبةُ خَبِرت اخفاءَ النزعةِ العنصريةِ التي قامَ عليها النظامُ الاميركيُ، ولكنْ معَ ترامب اختلفت القصة، والمؤشراتُ التي تحتلُّ الاعلامَ الاميركيَ تتحدثُ عن مرحلةٍ جديدةٍ ومنعطفٍ قد يَصعُبُ التعاطي معه داخلياً في السياسةِ على اقلِّ تقدير.
على مواقعِ التواصلِ التي يَفِرُّ ترامب من ملاحقتِها له، تتشابهُ الصورُ بينَ ما تمارسُه الشرطةُ الاميركيةُ بحقِّ المحتجينَ والاساليبِ الاجراميةِ التي امعنَ بممارستِها الاحتلالُ الصهيونيُ ضدَّ الشعبِ الفلسطيني، ومن ينسى مجزرةَ دير ياسين، والطفلَ محمد الدرة، وصولاً الى الشهيد المقدسي إياد روحي الذي قتلَه اليومَ جنودُ العدوِ بوابلٍ من الرصاصِ في بابِ الاسباطِ برغمِ اعاقتِه. هو التصعيدُ المرتقبُ منذُ اعلان صفقةِ القرنِ ضدَ شعبِ فلسطينَ ، والذي سيزدادُ وتيرةً معَ اعلانِ بنيامين نتياهو تموزَ المقبلَ موعداً لضمِّ ثلاثينَ في المئةِ من الضفةِ الغربيةِ المحتلةِ الى كيانِه الغاصب.
في لبنان، موقفٌ للسفيرِ الروسي عبرَ المنار يؤكدُ فيه انَ المحاولاتِ الاميركيةَ لتعديلِ مهامِ اليونيفل في الجنوبِ لن تَنجح، وانَ حصولَ امرٍ كهذا سيُضرُ جميعَ الاطراف.. ولبنانياً ايضاً، وبانتظارِ المعالجاتِ الاقتصادية، فيروس كورونا يواصلُ الإطباقَ على عجلةِ الدولةِ في ظلِّ توصياتٍ لا بدَّ من الاخذِ بها للنجاةِ من الاسوأِ او اقلُه للعبورِ الى ضفةٍ آمنة.
المصدر: قناة المنار