كلَّ عامٍ وانتم بخير.. ليسَ بالامرِ المشهودِ سابقاً اَنْ يمرَّ عيدٌ على اللبنانيينَ والعالمِ مثلَما مرَّ اليومَ عيدُ الفِطر ..
كورونا فرضَ ذلكَ بقوة ، وبكلِّ تسليمٍ بانَ الوقايةَ في هذه المناسبةِ يجبُ عدمُ الاستهتارِ بها ولا استغناءَ عنها..
عطلةُ العيدِ بدأت اليومَ ولا خِيارَ للاهالي الا الالتزامُ بالاجراءاتِ المتبعةِ غداً وبعدَه، والتجربةُ ستطولُ منعاً للانزلاقِ الى ما لا تُحمدُ عقباهُ كورونياً ، وسْطَ استمرارِ عدّادِ الاصاباتِ بالازديادِ يومياً، وانكشافِ حالاتِ مخالَطةٍ كثيرة، ناهيكَ عن الخوفِ والرعبِ الذي يضربُ مناطقَ مختلفةً ويُربكُ ابناءَها وبلدياتِها بشكلٍ كبير.
اصبحَ الصبرُ مطلوباً استراتيجياً في مرحلةٍ يحتاجُ فيها اللبنانيُ للَمْسِ ما يعيدُ ثقتَه بدولتِه واجهزتِها ويحفظُ حقوقَه من النهبِ والسرقةِ والتنمُّرِ احيانا. في العيدِ اليوم، ضجت الخُطَبُ بالدعَواتِ لصونِ حياةِ الناسِ والبحثِ عمن افقرَهم واَخفى اموالَهم واتلفَ اعصابَهم وخرَّبَ حياتَهم وضربَ مؤسساتِ وطنِهم. وعن مسببي الانهيارِ الاقتصادي سألَ مفتي الجمهوريةِ على مسمعِ رئيسِ الحكومةِ واضعاً القوى السياسيةَ والبنكَ المركزيَ والمصارفَ في صدارةِ المسؤولينَ عن ذلك.
المسؤولياتُ الوطنيةُ كثيرةٌ تتقدمُها حمايةُ البلدِ وصونُ كرامتِه وسيادتِه عندَ كلِّ مفترقٍ خَطِر، وايضاً حِفظُ انجازاتِه الكبرى التي كتبَ لبنانُ اقدسَها بثلاثيةِ الشعبِ والجيشِ والمقاومةِ في الخامسِ والعشرينَ من ايارَ عامَ 2000.
عشيةَ هذه الذكرى المجيدةِ التي بلغت العشرينَ من العمر، يتحلى لبنانُ بعنفوانِ مقاومةٍ قلَّ نظيرُها وجهوزيةٍ رادعةٍ تَحمي وتدافعُ وتساند ، وتُذكِّرُ العدوَ باقسى الدروسِ والعبرِ وليس اخرَها درسُ افيفيم .
درسٌ صعبٌ على الاميركيين كتبَه الايرانيون والفنزويليون في مياهِ الكريبي .. ناقلاتٌ محملةٌ بالنفطِ وكثيرٍ من الرسائلِ في المعادلاتِ والاستراتيجيا تحرج واشنطن وتضيف الى سجلِ دونالد ترامب صفعةً كبيرةً جداً في مسارِ عقوباتِ ادارتِه ضدَ الحليفتينِ طهرانَ وكراكاس.
المصدر: قناة المنار