الى القدس، دربِ الشهداءِ ومسرى الانبياءِ ومبعثِ الرسالات، رسالةُ وَحدةٍ وقوةٍ وثبات، وعهدٌ بالنصرِ الذي نراهُ قريباً واِن عُمِيَت عنهُ اعينٌ وصُمَّت آذان.
وبينَ مآذنِ مساجدِها واجراسِ كنائسِها كَبَّرَ قادةٌ ورجالٌ رجال، تعرفُهم القدسُ جيداً مجاهدينَ وشهداءَ وجرحى واسرى ولاجئينَ وثائرين، عقدوا معَ عاصمةِ الامةِ الابديةِ صفقةَ عزٍّ معَ وعدٍ الهيٍّ بالنصر، هي اقوى من كلِّ صفقاتِ الخزيِ والعارِ التي اَسماها تجارُ السياسةِ والنفطِ بصفقةِ العصر.
باسمِ القدسِ هتفَ اللبنانيونَ معَ سيدِ المقاومةِ السيد حسن نصر الله، وكبّرَ اليمنيون معَ قائدِ انصارِ الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وصلَّى العراقيونَ بامامةِ الشيخينِ المقاومينِ قيس الخزعلي وعبد اللطيف الهميم، وواساها البحرينيونَ بصبرِهم وهُم يلهجونَ معَ العلامةِ الجليل الشيخ عيسى قاسم باسمِها الذي يُهَوِّنُ كلَّ الاوجاع.
وفي احياءِ القدسِ القديمةِ سارت الامةُ على هديِ مطرانِ النضالِ والمقاومة عطالله حنا، وقلَّبوا على وجنتَي ضفتِها والقطاعِ آياتِ الانتصاراتِ معَ القائدينِ المقاومينِ اسماعيل هنية وزياد النخالة.
وبينَ جذعِ نخلتِها التي اَطعمت مريمَ قداسةً وعِفَّةً وكانت لمسيحِها مهداً، وصخرِها الذي عَرَجَ بمحمدٍ خاتمِ الانبياءِ الى سابعةِ السموات، سَمَت الامةُ معَ الامامِ الخمينيِ العظيمِ الذي ثَبَّتَ القدسَ قبلةً للجهاد، واسّسَ على موعدِ نصرِها يوماً اختارَه من قداسةِ شهرِ رمضان، وفيلقاً من المجاهدينَ قدَّمَ على طريقِها الكثير، وتَوَّجَهُم بالقائدِ الكبيرِ الشهيد الحاج قاسم سليماني.
انها القدسُ العربيةُ الاسلاميةُ المسيحيةُ الانسانيةُ التي لهجت بمظلوميتِها كلُّ الالسنِ ونطقت كلُّ اللغات.. وخلاصةُ دقائقَ معدوداتٍ لاهلِها الصادقينَ كانت ثقيلةً على المحتلينَ الذين سمِعُوا من محورِ المقاومةِ اليوم، وككلِّ يوم، اَننا قادمونَ لا مَحال .
المصدر: المنار