سُؤالٌ بعدَ طولِ كَلام : ماذا اضافت اطلالةُ حاكمِ مصرفِ لبنان ؟ هل اَرست سعرَ الدولارِ على حدٍّ ثابت ؟ هل فَتحت المصارفُ ابوابَها واخذَ المودعونَ بعضاً من اموالِهم لسدِّ جوعِ اولادِهم ؟ وهل فَكّكت ارقامُ الحاكمِ اَلغازَ الهندساتِ والقرارات ، وكشفت اسماءَ من سرّبَ وهرّبَ المليارات؟.
في الشكلِ حاولَ حاكمُ المصرفِ الوقوفَ فوقَ كفةِ الميزانِ الاخرى مقابلَ رئيسِ الحكومة ، والدليلُ في اخرِ ثلاثِ جملٍ من اطلالتِه التي قاربت الساعة : نتعاونُ معَ الحكومةِ ولكنَ تعاميمَنا لا تمرُّ عبرَها ، قال سلامة.
هذه الايامَ، مربطُ الخيلِ في التعاميمِ، وعلى ايِّ مسافةٍ يجبُ ان تكونَ منها الحكومة. التعاميمُ التي تُنشَرُ تحتَ عناوينِ الضرورة، في الليلِ والنهارِ واحياناً في ساعاتِ الفجرِ تُستبدلُ قراراتٌ بأخرى واسعارُ صرفٍ باسعار.
وماذا عن الهندساتِ الماليةِ التي لم يبقَ خبيرٌ الا وحذّرَ منها قبلَ وبعدَ اعتمادِها ؟ سلامة قال اِنها كانت لكسبِ الوقتِ الى ان تقومَ الدولةُ باصلاحاتِها . فلمصلحةِ مَن اذاً ضلَّلَ اللبنانيينَ وطمأنَهم بأنَ ليرتَهم بخيرٍ والوضعَ النقديَ بخير؟..
لم تاتِ اطلالةُ سلامة ولا سردُه الارقامَ الا بعدَ ان طلبَ منه رئيسُ الحكومةِ ذلك ، كما قال ، فهل ظنَّ الحاكمُ انه هكذا يٌصارحُ اللبنانيين؟.
سعرُ صرفِ الدولار، اعادَه سلامة لسوقِ العرضِ والطلب ، لكنْ اَلا يؤثِّرُ المصرفُ المركزيُ بحجمِ المعروضِ في السوق؟ . الجوابُ اتى ايضاً من جانبِ الحاكم : نحبسُ الدولارَ في شركاتِ التحويلِ ، ونسحبُه من السوقِ بنيةِ شراءِ الموادِّ الغذائيةِ بالتنسيقِ مع وزارةِ الاقتصاد. فهل هذا اقتراحٌ ؟ ام مسعى ، ام مَخرج ؟ ام هي هندساتٌ كلاميةٌ كالهندساتِ الماليةِ التي اغرقَت البلاد؟
في السراي ، تريثٌ بالردِّ من جانبِ رئيسِ الحكومة ، وانشغالٌ باخرِ تفاصيلِ الخطةِ الاصلاحية ، قبلَ جلسةٍ قد تكونُ الاخيرةً لها غداً في قصرِ بعبدا.. الخطةُ التي رحبَ الجانبُ الفرنسيُ بها ، ويجعلُ الاميركيُ انتظارَها شماعةً لمواصلةِ الضغط ، في وقتٍ تمارسُ سفيرةُ عوكر كلَّ اشكالِ التدخلِ لتطويقِ تداعيات خروجِ بعضِ سيناريوهاتِها عن سكتِه المرسومة.
المصدر: قناة المنار