عشيةَ الفصحِ المجيد، لا صفحَ مرتقباً بينَ البشر، ولا قيامةَ من المآسي ما دامَ أنَ جائحةَ كورونا التي تعطلُ الكوكبَ لم تستطع الى الآنَ تعطيلَ شيءٍ من العدوانيةِ الاميركية، بل جعلتها تطالُ حتى المنظماتِ الدولية.. ففي عزِّ المعركةِ ضدَّ كورونا ابقى الرئيسُ الاميركيُ دونالد ترامب على سلاحِ العقوباتِ الاقتصاديةِ حتى بوجهِ منظمةِ الصحةِ العالمية، متوعداً اياها بقراراتٍ قاسيةٍ بشأنِ تمويلِها، ومتهماً اياها بالتركيزِ على الصين ِ في مواجهةِ كورونا، فيما العالمُ يواجهُ يوماً بعدَ يومٍ قسوةً في موجاتِ المرضِ الذي يفتكُ بالجميع وتحديداً اوروبا والولاياتِ المتحدةَ الاميركيةَ التي تَوقَّعَ مواطنوها صيفاً مفجعاً معَ كورونا..
في لبنانَ الواقفُ عشيةَ تصاعدِ الاجراءاتِ معَ يومِ أحدِ الاقفالِ ومنعِ تحركِ جميعِ الآلياتِ والسياراتِ اِلاَّ العموميةَ منها، لم يُسجِّلِ اليومَ خروجاً عن نِسَبِ الاصاباتِ المتوقعة، فيما بقيَ جسرُ عودةِ اللبنانيينَ الى وطنِهم وفقَ المرسومِ له، معَ تشددٍ في الاجراءاتِ حمايةً للقادمينَ والمقيمين، فوصلت طائرةٌ من الكويتِ على ان تَتبَعَها ثلاثٌ اخرياتٌ من دبي وروما وانغولا..
ومن الشوفِ والجنوبِ قَيَّمَ وزيرُ الصحةِ حمد حسن واقعَ المستشفياتِ الحكوميةِ بمواجهةِ كورونا، مؤكداً انه بالرغمِ من الامكانياتِ الحاليةِ في وزارةِ الصحة، تمَ تامينُ مبالغَ ضخمةٍ لتدعمَ المستشفياتِ الحكوميةَ والمستوصفاتِ على كلِّ الاراضي اللبنانية..
من منبرِ الفصحِ وفي رسالتِه، قدَّرَ البطريركُ المارونيُ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ما تقومُ به الحكومةُ متمنياً لها ولرئيسِ الجمهوريةِ النجاحَ في النهوضِ بلبنان. البطريركُ الذي وصفَ الدولةَ بالمنهوبة، تمنى على حكومتِها القيامَ بالاصلاحاتِ المطلوبة، وفقاً للعدالةِ الاجتماعيةِ وفرضَ الضرائبِ المتناسقةِ معَ مداخيلِ المواطنين، وجبايةَ الضرائبِ من الجميع. كما تمنى منها المحافظةَ على اموالِ المواطنينَ في المصارف.
المصدر: قناة المنار