اختراقٌ جريءٌ لجدارِ الازماتِ السميكِ في لبنانَ حققَهُ قرارُ رئيسِ الحكومةِ تعليقَ دفعِ اليوروبوندز ، وبعدَها انقسمَ القومُ الى ثلاثة : مرحبٌ مقتنعٌ بضرورةِ القرار ، وثانٍ ملاقٍ في منتصفِ الطريقِ انطلاقاً من الحاجةِ الى الحل ، وثالثٌ متضررٌ متربصٌ يجهزُ ادواتِ الهجوم..
ما قد يلجمُ يدَ الصنفِ الثالثِ ويؤخرُ ضغطَه انَ الايجابيةَ السياسيةَ والمعنويةَ التي بثها خطابُ السبتِ اَخرجت الكثيرينَ من رماديتِهم، واَلحقتهم بصفوفِ المؤمنينَ بتحقيقِ الفرصِ واستغلالِها، بعدما كانوا تحتَ مِقصلةِ فقدانِ الامل..
صحيحٌ انَ اللبنانيَ قد يذهبُ للتكيفِ معَ لغةٍ جديدةٍ خرجت من السرايِ الحكومي ، الا انَ الخروجَ من نفقِ الازماتِ يحتاجُ سرعةً وحكمةً في تطبيقِ الاجراءاتِ المطلوبةِ للاستقرارِ الاقتصادي والمالي ، على قاعدةِ انَ من حزمَ امرَه لاتخاذِ قرارٍ بتعليقِ اليوروبوندز يمكنُه ان يواكِبَ بقراراتٍ علاجيةٍ مصيريةٍ على غرارِ هيكلةِ الدينِ العامِّ وضبطِ اداءِ المصارفِ لتحفيزِ النشاطِ الاقتصادي وعودةِ القطاعاتِ المعطلة، وكذلك وصولِ المودعينَ الى اموالِهم.
وعن زحمةِ المساراتِ والقرارات ، لا يغيبُ فيروس كورونا ، الذي رفعَ عددَ اصاباتِه في لبنانَ الى اثنتينِ وثلاثينَ اصابة ، ويدفعُ بشكلٍ حثيثٍ الى تعاونٍ استشفائيٍ واسعٍ لاستيعابِ حجمِ الحالاتِ التي تخضعُ يومياً للاختبارات . وفي العالم ، يسجّل الفيروس انتشاراً سريعا ً كاسرا ًللتوقعاتِ في بعضِ الدولِ ومنها ايطاليا ، بينما تواصلُ اقتصاداتٌ كبرى الاهتزازَ والانقباض تحت وطأته، ووصولاً الى الانهيارِ كما يحصُلُ في اسواقِ المالِ الخليجية، وفي ارامكو السعودية.. الحقيقةُ انَ تهاويَ ارامكو ما كانَ ينقصُه الا انخفاضُ الطلبِ على النفطِ بسببِ كورونا كي تصلَ الى ادنى تصنيفاتِها وهي التي لم تَجِد من يستثمرُ باَسهمِها ، ولا من يَحميها من تداعياتِ حملاتِ الاعتقالِ التي يمارسُها وليُ العهدِ السعوديُ بحقِ الامراءِ من اقاربِهِ على طريقِ التمسكِ بالعرش.
المصدر: قناة المنار