لطالما ربط كيان الاحتلال عبر أجهزة استخباراته واوساطه السياسية والاعلامية بين شخصيتي القائدين الشهيدين عماد مغنية وقاسم سليماني الذين تجمعهما بحسب التصنيف الاسرائيلي صفة العدو الاكثر خطرا وذكاء وكفاءة في مواجهة اسرائيل التي بذلت في سبيل التخلص منهما جهوداً امتدت لعقود وسخرت فيها موارد هائلة لازاحة هذين العدوين .
القناة الحادية عشرة الصهيونية كشفت في فيلم وثائقي الترابط الذي كان قائما بين الاميركيين والصهاينة في محاولات اغتيال القائدين.
يقول رونن برغمن وهو خبير صهيوني في شؤون الاستخبارات “في الثاني عشر من شباط ركنت السيارة التي وضعت فيها العبوة الناسفة لاغتيال عماد مغنية والتي ستنفجر عندما يمر بقربها ، وقد خرج من مكانه الامن واقترب من نقطة القتل ، وفي تلك اللحظة وعندما هم من سيفجر السيارة بتنفيذ العملية قيل له توقف فمغنية ليس لوحده ، وعند التدقيق تبين ان الشخص الاخر هو قاسم سليماني ، فقال المفجر فلنقم بضرب كليهما سويا ، الا ان وجه مسؤول السي آي ايه الموجود هناك تغير ، وقال ليس هذا ما اتفقنا عليه ، عندها اتصل الجانب الاسرائيلي برئيس الموساد مئير داغان الذي اتصل باولمرت وكان القرار بعدم التنفيذ لان الاتفاق مع جورج بوش كان بعدم استهداف اي شخص غير مغنية وكان هذا سبب نجاة سليماني وبعدها عند خروج مغنية بمفرده جرت عملية الاغتيال”.
الفيلم الوثائقي الصهيوني سلط الضوء على العلاقة المميزة التي جمعت رفيقي الطريق والاخوين في الرؤية والمعتقد بحسب الفيلم الذي اعتبر ان عملية اغتيال مغنية كانت من اعقد العمليات التي تقوم بها اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية.
المسؤول السابق في الموساد الصهيوني حاييم تومر قال ان “قاسم سليماني كان ضالعا في حرب تموز الفين وستة ، وهو يتذكرها جيدا ، وخرج منها بقرار تعزيز قوة حزب الله بعشرات الاضعاف ان لم يكن اكثر من ذلك ، وقد سخَّر جهده لهذه العملية مع عماد مغنية لبناء قوة مؤثرة جدا والتي بات لديها عشرات الاف الصواريخ اكثر قوة ودقة، فسليماني ومغنية كانا اخوين في الرؤية والتنفيذ والشراكة الايديلوجية الوجدانية حول اهداف الثورة”.
الخبير الصهيوني في شؤون الاستخبارات رونن برغمن قال “وفق الاعلام الاجنبي ، فان عملية اغتيال عماد مغنية كانت الاكبر والاكثر حرفية وتعقيدا في تاريخ اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية ، فعماد مغنية هو الذي هزم الجيش الاسرائيلي واجبره على الانسحاب من لبنان وبعد مقتل سليماني جرى الافراج عن الفيديو هذا الذي يتحدث عن القصة الاجمل حيث يبدو نصرالله وسليماني وعماد مغنية على وجبة عشاء مسرورين ، فقد كانوا يبدون كملوك العالم”.
المصادر الصهيونية المتابعة لملف اغتيال الشهيدين ربطت بشكل دائم بينهما في موضوع مسعاهما لتطويق كيان الاحتلال بحزام من التهديد الصاروخي الذي بات امرا واقعا قيَّد اسرائيل في خياراتها الاستراتيجية العسكرية على مختلف الساحات في المنطقة .
المصدر: قناة المنار