حكومةُ الانقاذِ الوطني، مكتملةُ المواصفاتِ الدستورية، بثقةٍ برلمانية..
انها الحكومةُ التي حَمَّلَها منبرُ البرلمانِ الكثيرَ من الالقاب، من حكومةِ ارثِ التركةِ الثقيلةِ او حكومةِ الفرصةِ الاخيرة، بل حكومةِ الخيارِ المتاحِ لمن ارادوا للحكومة اَن تتشكلَ كما قالَ رئيسُ كتلةِ الوفاء للمقاومة النائبُ محمد رعد.. اما مسارُها الالزاميُ والوحيدُ فهو السعيُ للانقاذِ الاقتصادي والاجتماعي، بل انقاذُ البلادِ من تركةِ عقودٍ من السياساتِ المنحرفة.
حكومةٌ تجاوزت لعبةَ الارقامِ بجلسةٍ دستوريةٍ كما أكدت الوقائعُ والسجلاتُ والرئيسُ نبيه بري، وتجاوزت رسائلَ التوتير في الشارعِ وكمائنَ الداخلِ والخارج، وخرجت بعدَ كلِّ هذا العصفِ بصلابةٍ ومناعةٍ وواقعيةٍ وجديةٍ على طريقِ العمل..
لم تُصَب بكلِّ خطاباتِ اللعبِ على الاوتارِ الطائفيةِ ولا المناطقيةِ والجهوية، ولا كلِّ حملاتِ التجريحِ السياسي والشخصي الموجهةِ والمرعيةِ الهدف، وبقيَ الهدفُ كما قالَ الرئيسُ حسان دياب العملَ بكلِ شفافيةٍ وانسجامٍ وجِدٍّ وواقعيةٍ لوقفِ كرةِ النار، ولايجادِ الحلولِ التي لا تزالُ ممكنة..
اما السؤالُ الذي خلفتهُ جلسةُ اليوم، هل من اعتدَوا بالضربِ على النوابِ والوزراءِ واصابوا النائبَ سليم سعادة بجراحٍ واعتدَوا على الجيشِ والقوى الامنيةِ هُم من يمثلُ اوجاعَ الناسِ المطالبينَ بالانقاذ؟ ام انهم خاطفو مطالبِ الناسِ لكي يستثمروها في بورصاتِ السياسة، كما يخطفُ البعضُ اموالَ الناسِ وودائعَهم لاستثمارِها اقتصادياً وسياسياً؟..
في ايرانِ الثورةِ المتجددة، فاضت الشوارعُ اليومَ لاطفاءِ شمعتِها الواحدةِ والاربعينَ واشعالِ املٍ جديدٍ لكلِّ المستضعفين، بانَ صوتَ الحقِّ اقوى من كلِّ الضغوطِ والصفقاتِ والمؤامرات، وانها ظهيرُ القدسِ وفلسطينَ وكلِّ المقاومينَ للاستبدادِ والاحتلالِ في منطقتنا. وبمنطقِ القبضاتِ المليونيةِ التي ملأت الساحات، جددَ الايرانيون الولاء، ومعهم طيفُ القائدِ الشهيد الحاج قاسم سليماني كابرزِ الحاضرين، وفيضُ دمِه ودماءِ كلِّ رفاقِه الشهداءِ ابرزُ عناصرِ القوة..
المصدر: قناة المنار